TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :قمة المنطقة الخضراء.. هل تنعقد؟ ومن يحضرها؟

في الحدث :قمة المنطقة الخضراء.. هل تنعقد؟ ومن يحضرها؟

نشر في: 6 مارس, 2012: 10:10 م

 حازم مبيضين إذا تجاوزنا الحماس الزائد عند المسؤولين العراقيين, وارتفاع منسوب التفاؤل لديهم بانعقاد القمة العربية في بغداد أواخر الشهر الحالي, فهل من الممكن تجاوز الحالة الأمنية التي تفجرت مؤخراً, بطريقة تبدو منهجية ومدروسة بعناية, دون معرفة من يحركها ويقف من خلفها, دعك من اتهام القاعدة وفلول البعث بالنهوض فجأة من رماد السبات الذي لفهم قبل أن يتحدد موعد القمة, وهل من دواع للثقة عند الساسة العراقيين بأن القادة العرب سيجازفون بمغادرة عواصمهم,
 ( للعواصم معان أخرى غير معنى المدينة الرئيسية في البلاد ) للمبيت ليلة في المنطقة الخضراء, تحت تهديد القصف والعمليات الانتحارية, وهل يثق القادة العرب بالأطواق الأمنية, التي تلف تلك المنطقة, مع معرفتهم أن أجهزة الأمن العراقية مخترقة حتى العظم, باعتراف المسؤولين العراقيين. ثمة العديد من الأسئلة, تظل معلقة بدون إجابات عن انعقاد القمة في عاصمة الرشيد, وهي للتذكير مؤجلة من العام الماضي, ومن بين تلك الأسئلة, واحد يتعلق بالموقف الإيراني من قمة يغيب عنها قسراً حليفها الرئيس السوري, وهل تسمح طهران بتغييب الرئيس الأسد عن تلك القمة, مع إدراك الجميع بعدم أهميتها, النابع من فقدان الجامعة العربية لدورها, وفي ظرف برزت فيه تحالفات عربية, لم يكن لها أن تأخذ حجمها وتأثيرها الراهن, لولا ظروف ( الربيع العربي ), وهل هناك من يأمل بأن يتبرع القادة العرب بأن يكونوا عوناً لرئيس الوزراء العراقي, وهو يخوض معركة شرسة مع شركائه في الحكومة, وبعض هؤلاء الشركاء محسوب على عواصم, سيؤثر غياب قادتها سلباً على تلك القمة, وهل ستقبل عاصمة الرشيد بكل إرثها, وبعد طول انتظار باستضافة قمة ليس فيها من القادة, إلا من خف حمله دون أن يغلو ثمنه, ويغيب عنها أصحاب القرار, هذا إن ظل في عالمنا العربي أصحاب قرار. يسأل البعض, إن كان المزاج القيادي العربي يسمح للقيادة العراقية الحالية, بترؤس الجامعة العربية عاماً كاملاً, وهي قيادة متهمة عند هؤلاء القادة, – بالحق أو بالباطل – , بارتباط إقليمي يحمل الصفة المذهبية, وهو عام مهم ينتظر فيه الكثيرون من الجامعة العربية تأدية أدوار من المؤكد أن القادة العراقيين يرفضونها أو لا يتحملون أكلافها, في حين يؤشر البعض إلى أن حماسة حكومة السيد المالكي لعقد القمة في بغداد, تنبع من رغبته في تعطيل تلك الأدوار, بصفة بغداد الرئيس المحتمل للجامعة حتى انعقاد القمة المقبلة, وهنا علينا أن نلحظ دور قطر خلال ترؤسها للجامعة العربية خلال العام الماضي, والمواقف التي فرضتها على الجامعة, تجاه بعض عواصم الربيع العربي, وهل من الممكن اليوم أن يتم تغييب هذا الدور, فيما تستعر الأحداث في سوريا, وتنفجر في البحرين, وقبل أن يتمكن الليبيون واليمنيون من إخماد البؤر, التي مازالت مشتعلة فيهما بعد إطاحة القذافي وصالح.   المواطن العراقي العادي غير معني بالقمة, إلا بمقدار ما يمكنها تحسين وضع عاصمته, وهو وضع مؤسف يواصل الانهيار منذ أكثر من عقدين, ونحن على البعد كنا نتمنى عودة بغداد إلى محيطها العربي, أو عودة العرب إلى بغداد في ظروف أقل التباساً مما هو سائد اليوم, وكان انعقاد قمة في عاصمة الرشيد المدخل الأنسب لذلك, لكننا نسأل اليوم هل ستكون القمة التي يسعى العراقيون لانعقادها أواخر هذا الشهر مدخلاً مناسباً, أم ستكون فرصةً لمزيد من انهيار علاقات العراق بما حوله من دول, بما فيها تركيا وإيران.       

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram