TOP

جريدة المدى > سينما > من مداخلات طاولة المدى المستديرة (1)..أفلام الطلبة في عصر الديمقراطية والحرية...

من مداخلات طاولة المدى المستديرة (1)..أفلام الطلبة في عصر الديمقراطية والحرية...

نشر في: 7 مارس, 2012: 07:47 م

رغم التعثر الواضح في مسيرة المنجز السينمائي العراقي في العقدين الأخيرين متمثلاً في نُدرة الإنتاج وإغلاق اغلب صالات العرض السينمائي أبوابها إمام الجمهور وتحولها إلى مخازن ومحال تجارية في ظل غياب دعم الدولة المادي لصناعة السينما وكذلك القطاع الخاص، تقفز إلى الواجهة بين الفينة والأخرى  بعض المحاولات الشخصية ،
 الفردية ، الخجولة ، الشجاعة والجريئة في آنٍ واحد بإنتاج افلامٍ من قبلِ عراقيين يعيشون في الداخل أو (الخارج) طموحهم الأكبر هو مُحاولة إعادة دوران عجلة السينما العراقية من جديد، عبر إنتاج أفلام قصيرة أو طويلة، او تنظيم بعض المهرجانات لعروض الأفلام  بين الفينة والأخرى بعد الحصول على دعم بعض المنظمات الإنسانية الأجنبية او العراقية أحيانا او الداعمة للثقافة بشكل عام من اجل تمويل إنتاج الأفلام او إقامة المهرجانات.   في حين نلاحظ في المقابل خلال السنوات الأخيرة نهضة سينمائية كبيرة جداً تشهدها دول الخليج العربي بدعم مباشر من حكوماتها ومن القطاع الخاص عبر تنظيمها لمهرجانات سنوية وبشكلٍ خاص في دولة الإمارات العربية وفي إمارتي دبي وأبو ظبي تحديداً والتي انعكست على الخليجيين والإماراتيين أنفسهم الذين بدأوا في إنتاج أفلامهم الخاصة والمشاركة في هذه المهرجانات سعياً للمنافسة على جوائزها.  وفي المقابل نلاحظ أجواء التعثر الواضح المؤسف والمؤلم في المشهد الثقافي والسينمائي العراقي في (عصر الديمقراطية وحُرية التعبير) التي يعيشها بلدنا منذ سنوات...فهناك بصيصٌ من الضوء في إمكانية استرجاع جُزء من (وهج السينما العراقية - إذا جاز لنا التعبير)، من خلال الاحتفالية السنوية وأكرر السنوية التي ينظمها قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد كل عام بإقامة مهرجانه لأفلام الطلبة والتي تُمثل مشاريع تخرجهم، ليُعلن مواصلته الإصرار على التحدي لكل المعوقات المادية والتقنية والفنية وحتى اللوجستية التي تواجه إقامة هذا المهرجان في كل عام.  وللاحتفاء بتخرج دورة هذا العام نكهة مغايرة عن الأعوام السابقة، اذ يُفترض أن يتم عرض بحدود (100) فيلم قصير جديد دُفعةً واحدة ، نعم بحدود 100 فيلم روائي أو وثائقي ولا تستغربوا فهذا الرقم يمثل عدد طلبة المرحلة الرابعة للدراستين الصباحية والمسائية للسينما وللتلفزيون لهذا العام ، وهو رقمٌ كبير (ومُرعب في ذات الوقت) لهُ دلالتهُ في لغة الأرقام ، فهي أفلامٌ يصنعها طلبة مُطبقون ، تُنتج بإمكانات مادية بسيطة جداً، وبظروفِ عملٍ شبه مستحيلة ، حيث يصرف الطالب على إنتاج فيلمه من جيبه الخاص فيما يوفر له القسم العلمي بعض الأجهزة مثل الكاميرا وملحقاتها وأجهزة الإضاءة والكيبلات، ويتعرض بعض الطلبة – المخرجون ، لشتى أنواع الصعوبات لانعدام بلاتوهات التصوير وقطع الطرُق ، فضلاً عن العراقيل من قبل (بعض) الجهات المسؤولة عن توفير الأمن في شوارع  بغداد، والتي يصل بعضها إلى محاولة مصادرة أجهزتهم او تعرضهم الى (الاهانة والشتيمة واحياناً الحبس) ، ويواجه طلبتنا تلك المصاعب السنوية بالصبرِ والتحدي لهذا الواقع المرير، والإصرار على إنجاز أفلامهم ، من اجل أن يشاهدوا هذا الوليد الذي يُمثلُ ثمرة جهدهم وتعبهم ودراستهم لأربع سنوات في القسم، وهي تتجسد بالصورة والصوت في صالة العرض، وليستمعوا الى تصفيق الحاضرين وثناء المدعوين أولاً، ولكي يضعوا بصمتهم الخاصة ضمن خريطة أفلام المهرجان للمنافسة على جوائزهِ ثانياً ، وليتشرفوا بتدوينِ أسمائهم في سجلات المتخرجين من هذه الدورة السابعة والعشرون ثالثاً، وليدخلوا سجل من يحاولون استمرار دوران عجلة صناعة السينما العراقية رابعاً!تحية نوجهها لطلبتنا الأعزاء على ما يبذلونه من جهودٍ استثنائية في سبيل تحقيق هذا الانجاز، وتحية مماثلة لأساتذتهم المُشرفين على أعمالهم ، وللقسم العلمي بإدارته وأساتذته على جهودهم الكبيرة التي يبذلونها لتحقيق ذلك. وفي ذات الوقت ندعو السادة المسؤولين في الدولة ومؤسساتها والقائمين على شؤون العباد في عراقنا العزيز الى أن يوجهوا جُزءاً من اهتمامهم (المادي والمعنوي) لرعاية ودعم هذه الخامات الشابة – الواعدة، ولهذا المهرجان الطلابي السنوي المستمر بنجاح ، وللحقل السينمائي وصُناع الأفلام العراقيين بشكلِ عام ، لما يؤديه المُنجز السينمائي من دور كبير في التثقيف والتنوير والتعليم والتأثير في المُتلقي على الصعيدين المحلي والدولي، ويكفي أن أقول لكم حقيقة ربما تكون غائبة عن البعض ... إن اغلب العاملين حالياً في القنوات الفضائية العراقية الرسمية والحزبية والخاصة والعامة، فضلاً عن عدد من أهم القنوات الفضائيات العربية ومنها (الجزيرة والعربية) من مخرجين ومصورين ومُراسلين ومونتيرين وتقنيين وفنيين ومنتجين ومقدمي برامج هم من خريجي هذا القسم!* أكاديمي وإعلامي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram