علاء حسن حي "المعالف" الواقع في أطراف بغداد بحانب الكرخ ، شهد عصر الإثنين الماضي "ثورة حجارة" قادها سواق الشاحنات المحملة بالطابوق والحصى للإطاحة بعناصر دورية تابعة للشرطة الاتحادية منعت السواق من الدخول إلى الحي، لأنها تلقت أوامر من جهات عليا ، تقضي بحظر مرور سير المركبات في شوارع بغداد لحين انتهاء مؤتمر القمة العربية. أوامر"الجهات العليا" أثارت سخرية أصحاب "اللوريات" وفسروها بأنها يحتمل أن تكون تصرفا شخصيا من احد "جنرالات المعالف" المكلف بحماية الحي،
من الهجمات المحتملة للمجاميع الإرهابية ، وبعد السؤال والاستفسار، وارتفاع أصوات الشجب والاستنكار للقرار الجائر اشتعل فتيل الثورة، فاضطر السواق وعمالهم إلى استخدام الطابوق والكسر والحصو ضد عناصر السيطرة وهؤلاء ردوا بدورهم على "ثوار الحجارة" بإطلاق النار في الهواء لتفريقهم وباءت محاولاتهم بالفشل ، لأن الثوار استطاعوا وبدقائق معدودة الحصول على التضامن الشعبي من قبل المارة وسواق المركبات الواقفة في الطابور الطويل للدخول إلى "المعالف " الحي المعروف بانعدام الخدمات ، والغارق صيفا وشتاء بالمياه الثقيلة لخلوه من شبكة المجاري . استطاع السواق وعمالهم من الدخول إلى الحي لتفريغ حمولتهم بعد فرار عناصر السيطرة من موقعهم ، وبعد اقل من نصف ساعة وصلت إلى مكان انطلاق "ثورة الحجارة" تعزيزات لعناصر السيطرة بقوة تقلها المركبات سبقتها أصوات صفاراتها ، فانتشرت القوة تنتظر عودة "الثوار" لخوض مواجهة ثانية ، لرد الاعتبار لأفراد السيطرة الهاربين من موقعهم ، وتم قطع الطريق ، بأمر جديد ، ولكن هذه المرة لم يصدر من جهات عليا ، وإنما من قبل ملازم اخذ يطلق النار من مسدسه الشخصي على إطارات سيارات المواطنين.استمر الموقف متوترا أكثر من ساعة ، ووسط الذهول والاستغراب من تصرف رجل الأمن ، تقدم رجل كبير السن من الملازم ، ودعاه لفتح الطريق لتفادي العواقب الوخيمة، ورد الملازم على الرجل بسيل من السباب والشتائم ، ودفع الرجل وأسقطه على الأرض ، ولحظتذاك تأججت الحماسة الثورية لدى من رأى المشهد ، فانهالت الحجارة على الملازم آمر القوة وأفرادها وبصعوبة بالغة تمكن من الوصول إلى مركبته وفر هاربا بعد أن أعطب إطارات خمس سيارات واحدة منها ، تعود لسيدة تعمل صيدلانية في مستشفى اليرموك . انتفاضة الحجارة في المعالف تعبّر عن الاستياء الشعبي من سلوك بعض رجال الأمن وتصرفاتهم ، والإجراءات غير المعقولة في تطبيق أوامر الجهات العليا المتعلقة بتنفيذ خطة "أمن القمة العربية " ، والتساؤلات حول علاقة القمة بالطابوق والرمل والجص والسبيس ، ستبقى بلا إجابة، والجهات العليا ستمتنع عن توضيح الأسباب لاتخاذ مثل هذه القرارات ، وربما بعد انتهاء القمة سيعلن كبار المسؤولين نجاح الخطة وإحباط مخططات لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف الضيوف العرب ،وما حصل في المعالف يحتاج إلى وقفة جادة من قبل" الجهات العليا" في وزارتي الدفاع والداخلية للحد من إمكانية تكرارها في سيطرات أخرى ، جعلت معظم العراقيين ينقلون كراهيتهم لأجهزة النظام السابق الأمنية إلى الحالية.
نص ردن :انتفاضة "المعالف"
نشر في: 7 مارس, 2012: 09:02 م