TOP

جريدة المدى > محليات > المرأة العراقية في عيدها.. الزوجات المعنّفات أولاً

المرأة العراقية في عيدها.. الزوجات المعنّفات أولاً

نشر في: 8 مارس, 2012: 08:14 م

بغداد/ المدىأصبحت ظاهرة التعنيف من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في العراق وهنالك الكثير من الضحايا اللواتي انتهى مشوار حياتهن إلى الموت أو الإصابة بالأمراض النفسية ورفض الزوج والأبناء لهن.إحدى المعلّمات في محافظة كربلاء هزأت كثيراً وهي تتذكر أن اليوم هو عيدها، لأنّها وبحسب قولها "لم تجد الاهتمام الكافي سواء من زوجها أم أبنائها لأنّها هي الأخرى زوجة معنّفة إلى جانب جحود الأبناء لها".
وتقول (د. ط.) (50 عاماً)؛ "لم أحظَ يوماً بفرصة الفرح بعيد المرأة أو في مناسبات أخرى، كنت أتمنى أن يقدّم لي زوجي فيها وردة حمراء ويطبع قبلة على خدي ويقول إنك زوجتي وحبيبتي وأمّ أبنائي ويبدي اهتمامه بي، إلا إنّي افتقدت لهذه اللحظات الجميلة بعد سنوات قليلة من زواجنا".وتضيف، "تعرّضت خلال حياتي الزوجية للكثير من التعنيف من قبل زوجي الذي يعمل كاسباً، وفقدت احترام أبنائي ومكانتي كزوجة وأم لثلاثة أولاد، ولم أعد الآن سوى الخادمة التي تقوم بواجباتها المدرسية وإعطاء مرتبي مع أول كل شهر لزوجي الذي يبعثره على نفسه".وتبيّن بأنّها "حاولت كثيرا تغيير سلوك زوجها ولكنها لم تفلح، وبقيت على حالها خوفاً من الطلاق وتهديم الأسرة التي حلمت بتكوينها"، لافتةً إلى أنّها "تخشى الفشل وليس بوسعها إلا أن تتحمّل تعنيف زوجها".أما الشابة سرور حسن (25 عاماً) فقد انتهت حياتها الزوجية بالطلاق نتيجة لتعنيف زوجها الدائم لها وبصورة وصفتها "بالهمجية والحيوانية".وتذكر حسن بأنّ "زوجها كان حاد المزاج ويصعب إرضاؤه، وقد حرمها من أن تعيش حياة زوجية هانئة، بالرغم من تحملها لظروفه المعيشية المتردية وكان دائماً ما يقابل صبرها وإحسانها بالضرب والتوبيخ حتى قرر أهلها تطليقها".وتضيف، "أصبحت الآن امرأة مطلقة وفي رقبتي طفلان، أعلم أنني تخلصت من تعنيف زوجي لي إلا إنني أعيش مأساة أخرى وهي نظرة المجتمع العراقي السلبية للزوجة المطلقة والتي تكون هي المتهمة دائماً بفشل زواجها".".من جهته، يبيّن الدكتور عامر الحيدري اختصاص الأمراض النفسية؛ في حديثه لـ  وكالة /آكانيوز بأنّ "هنالك الكثير من الأسباب التي خلقت ظاهرة العنف الأسري وخاصة المرأة العراقية ومنها ضعف الجانب الاقتصادي لدى أغلب العوائل العراقية وكذلك الأمراض النفسية التي تصيب بعض الرجال وتؤثر على سلوكهم اتجاه الآخرين وتعنيفهم لهم". ويكمل حديثه، "كما تعد الثقافة والوازع الديني مقياساً لوجود ظاهرة العنف أو عدمها، نحن نعاني في الوقت الحالي من انعدام الثقافة الزوجية والأسرية في العراق، وعادة ما تظلم المرأة (الزوجة) نتيجة لجهل الرجل وعدم تفهمه للحياة الزوجية وواجباتها". ويبيّن أيضاً بأنّ "الزيجات الناتجة عن طريق الهبة أو ما يسمى شعبياً بزواج (الكصة بكصة) تشهد الكثير من حالات العنف ضدّ الزوجة التي أرغمت على الزواج من شخص غير متكافئة معه ولا تربطها به سوى اتفاق الآباء فيما بينهم.. أما هي فتكون دائماً الضحية".بينما أوضحت نسرين العميدي رئيس جمعية الأمل العراقية أنّ "هناك تزايدا كبيرا في ظاهرة العنف ضد المرأة ولابدّ من إيجاد القوانين والتشريعات والتوعية الكافية للقضاء عليها".وأضافت أنّ "الجمعية تعمل جاهدة على إقامة المؤتمرات وورشات العمل لمناقشة هذه الظاهرة والعمل على الحدّ منها وليس الاقتصار فقط على التوعية".وأكّدت العميدي أنّ "هنالك تحرّكات من قبل الجمعية وجهات أخرى؛ للضغط على الحكومة العراقية من أجل سنّ قانون جديد يجرّم العنف الأسري في العراق"، مضيفة بأنّ "جمعية الأمل العراقية ومنذّ عام 2007 تبدي اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع ومناقشة أسباب العنف ضد المرأة ومحاولة السيطرة والقضاء على هذه الظاهرة التي تمس ليس فقط نصف المجتمع وإنما تلك الإنسانة الشريكة في بناء البلاد والمجتمع".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأنواء الجوية: أمطار حتى الجمعة المقبلة
محليات

الأنواء الجوية: أمطار حتى الجمعة المقبلة

بغداد/ المدى توقعت هيئة الأنواء الجوية، تساقطاً للأمطار حتى الجمعة المقبلة. وذكر بيان للهيئة، أن "طفس الثلاثاء سيكون غائماً مع تساقط زخات مطر خفيفة إلى معتدلة وتكون على فترات في المنطقتين الوسطى والجنوبية، وخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram