ثائر صالحمن بين أشهر مؤلفات الموسيقي النمساوي يوهان شتراوس 1825-1899. يلقب كذلك بالابن أو الثاني أو الصغير، من أجل تمييزه عن أبيه الموسيقي يوهان شتراوس الملقب بالأول أو الكبير 1804-1849. عائلة شتراوس الموسيقية النمساوية تألفت من أجيال عدة ، اشتهر بينهم من الموسيقيين إخوة يوهان الابن يوزف وأدوارد، وابن أدوارد، يوهان شتراوس الثالث (أو الحفيد). وهناك مؤلف موسيقي شهير آخر هو الألماني ريشارد شتراوس (1864-1949)، لكنه لا يقرب لهذه العائلة النمساوية سوى بالاسم. ريشارد شتراوس مع غوستاف مالر كانا آخر الرومانتيكيين الكبار. من أشهر أعماله القصائد السيمفونية هكذا تكلم زرادشت والموت والتجلي.
نعود إلى يوهان الابن، فنذكر أنه كان يلقب بملك الفالتس، وهو شكل موسيقي راقص بإيقاع ثلاثي. ألف قرابة 500 فالتس وبولكا وأشكال راقصة أخرى، يعود له الفضل في انتشار الفالتس. من أشهر أعماله التي سمعناها مراراً هي الدانوب الأزرق وفالتس القيصر  وبيتسكاتو بولكا، كما حاز عملاه الغنائيان (أوبريت) الوطواط والبارون الغجري نجاحا واسعا. كانت موسيقاه تقابل الموسيقى الراقصة والترفيهية مثل البوب في زماننا هذا، خفيفة الظل، سهلة الهضم وغنائية يسهل حفظها ويصعب نسيانها.فالتس حكايا من غابة فيينا ألفه سنة 1868 ويحمل تسلسل 325 بين أعماله، ضمن مجموعة من ستة فالتسات تحمل اسم الفالتسات الفييناوية (نسبة إلى فيينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية). يبدأ العمل بمقدمة بطيئة وطويلة، تتسارع تدريجيا عبر جزء الكمان المنفرد الذي يمهد لثيمات الفالتس التي ستأتي لاحقاً، وبعد جزء الفلوت المنفرد تأتي أداة شعبية نمساوية وجنوب ألمانية تشبه القانون والكيتار في آن واحد. استعمل شتراوس اوركسترا كبيرة ووظف أدواتها ببراعة.هذا تسجيل للفالتس مع فرقة يوهان شتراوس بقيادة عازف الكمان المعروف أندره ريو جرى في باحة قصر شونبرون في فيينا، حيث عاش أباطرة هابسبورغ لقرون. والتسجيل يوضح الطابع الترفيهي والاستعراضي وهو دور برع به أندره ريو، مثلما برع به يوهان شتراوس الابن وقتها، ويعكس المرح الذي غمر الحضور وتفاعلهم الشديد مع ما يجري على المسرح الغاية من هذا الصنف من الموسيقى.