معاذ عبدالرحيملا أقوى على القول كما يقول بعضهم فلنبتعد عن أمريكا فالعالم فسيح واسع ،فأمريكا اليوم هي الدولة الأولى في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتتعاون معها جميع دول العالم بجميع المجالات الاقتصادية والعلمية وفي المقدمة منها روسيا والصين الدولة الشيوعية وانك لو ذهبت إلى أية ولاية أمريكية لوجدت في أغلب البيوت الأمريكية بضاعة صينية
يقابلها بالمثل بضاعة أمريكية في الصين وان كانت بحجم أقل.وتأسيسا على ذلك فإننا كدولة من دول العالم الثالث وبعد أن تحولنا من دولة غنية إلى دولة فقيرة جرا ء الحروب الكارثية التي ارتكبها النظام السابق اشد ما نكون بحاجة ماسة إلى التعاون مع أمريكا ومع غيرها من الدول الصناعية الكبرى بجميع المجالات الاقتصادية والعلمية لنغذ السير قدما نحو الإمام لنعوض شعبنا عما خسره من حياته ومستقبل أجياله في تلكم السنوات العجاف المنصرمة .إلا أن السؤال الذي يراود الكثير منا سياسيين وعلماء ومختصين ومواطنين بسطاء ترى هل من مصلحة أمريكا أن تمد لنا يد العون لتساعدنا على النهوض من كبوتنا كما تعاونت مع روسيا والصين وتجعل منا دولة متقدمة كتركيا وماليزيا والهند على سبيل المثال ؟ وسيكون الجواب على مثل هذا السؤال كلا وألف كلا والسبب في ذلك إن لديها سياستها الخاصة في الشرق الأوسط تتلخص من ألفها إلى يائها بحماية إسرائيل وجعلها الدولة القوية المهيمنة على دول المنطقة وبالأخص الدول العربية وهي ترى إلى ما يملكه العراق من ثروات بشرية واقتصادية ما يهدد أمن إسرائيل إذا ما نهض وتقدم خطوات إلى الإمام مدنيا وعسكريا.ثم هل بمقدور عراقي واحد أن ينسى ما قامت به هذه الدولة اللقيطة من هجوم على المنشآت النووية العراقية في ثمانينات القرن الماضي ،فالثأر ما زال يملأ نفوس العرقيين وسيورثونه لأبنائهم جيلا بعد جيل وإذا ما تجاوزنا هذا السبب رغم أهميته هل ستتعامل معنا أمريكا كما تتعامل مع روسيا والصين ودول مستقلة أخرى؟والجواب على ذلك أيضا كلا وألف كلا لأنها تريدنا أن نبقى لها على الدوام بقرة حلوباً و سوقا مفتوحة لبضاعتها ويبقى العراق يمدها بالنفط على مدى سنين طوال كما هو جار الآن إذ ليس بمقدورنا أن نستخرجه ونسوقه ونصنعه كما تفعل دول نفطية أخرى ،فنحن الآن نصدر 95% من نفطنا اغلبه يكون من حصة أمريكا في وقت تحرص بعض الدول النفطية المستقلة على استثمار نفطها وتصنيعه ولا تصدر منه إلا النزر القليل ،فالصين على سبيل المثال التي كانت تصدر كميات كبيرة من نفطها أضحت اليوم لا تصدر منه شيئا بل تمضي بتصنيعه واستغلاله كطاقة لمصانعها لتنتج من خلالها بضائع وصناعات تبيعها على شتى دول العالم لتجمع من عوائدها نقدا أجنبيا تشتري به نفطا من إيران ودول الخليج والعراق . وما دمنا نتحدث عن النفط فقد كان على وزارة النفط ألا تكتفي بالمسارعة على عقد اتفاقيات طويلة الأمد مع الشركات الدولية فقط بل إلى جانب ذلك كله كان الواجب يقتضي منها أن تسارع بدعوة خبراء النفط العراقيين الذي هاجروا إلى دول عديدة في العالم ليستفيد وطنهم من خبراتهم وإمكاناتهم باستخراج النفط وتصنيعه ولا تهمل شأنهم إهمالا مرفوضا. فعلينا ألا نضع بيضنا جميعه في سلة أمريكا والدول المتحالفة معها وحدها ونحسب للمستقبل حسابه ، فماذا سيكون عليه مصيرنا إذا ما تزعزعت قيمة الدولار في العالم ونحن بعد في خطواتنا الأولى من استثمار النفط وإذا كان لا مفر لنا من التعاون مع أمريكا في مجال النفط فعلينا أن نتعامل معها معاملة الند للند وشريطة مساعدتنا في تصنيع نفطنا في بلادنا وإعادة بناء مصانعنا التي هدمتها بصواريخها وألا تبخل على طلابنا الدارسين في جامعاتها بالعلم والمعرفة لتجعل من العراق كما كان يقول حواريوها يابان الشرق الأوسط وإذا ما رغبت حقا بصداقتنا ومدت لنا يد العون لننهض ونتقدم عند ذاك فقط سنكون لها من أفضل الأصدقاء ولكن هل باستطاعتها تفضيل مصلحتها على مصلحة إسرائيل أو أن توازن بين مصالح ربيبتها و مصالح العراق والدول العربية .إنني من أولئك الذين يشكون بذلك كثيرا بل أجزم أنها لن تستطيع إلى ذلك سبيلا لأن الحركة الصهيونية العالمية قد بسطت نفوذها على بعض الكنائس المتصهينة والتي كان بوش والكثير من زعماء التيار اليميني المتطرف من روادها باعتبارها مرجعيتهم ،كما أنها وضعت يدها على رقاب قيادات الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وجعلتهم لم ينفكوا يتبارون ويتنافسون لإرضاء إسرائيل ومدها بالمال والسلاح وكل ما تريد وتشتهي .وما على العرب وهم ينظرون وينتظرون أن تمن عليهم أمريكا ولو بنظرة عطف إلا أن يشربوا مياه خليجهم أو يلهموا رمال صحاريهم .وستظل الولايات الأمريكية تضحك على ذقونهم وتذر الرماد في عيونهم وسيأتي يوم ينضب فيه النفط من أراضيهم وزمن نضوبه ليس ببعيد حينئذ سيندمون على تفريطهم بذهبهم الأسود وبمستقبل أجيالهم ،ولات ساعة مندم.
نحن وأمريكا والنفط
نشر في: 9 مارس, 2012: 07:40 م