TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث : واشنطن تشحذ آلتها العسكرية

في الحدث : واشنطن تشحذ آلتها العسكرية

نشر في: 9 مارس, 2012: 09:53 م

 حازم مبيضين أتت تصريحات وزير الدفاع الأميركي, حول إعداد وزارته خيارات عسكرية ضد سوريا, بناء على طلب الرئيس أوباما, لتؤشر إلى مرحلة جديدة من التعامل الأميركي مع الأزمة السورية, لا يقلل من أهميتها القول إن ما يجري حاليا هو مجرد وضع تخطيط عسكري أولي جداً، كما لايقلل من خطورة ذلك تحذير الوزير نفسه من أن تدخل الجيش الأمريكي سيكون خطأ, ومن شأنه تأجيج حرب أهلية, ولا دعوته مجلس الشيوخ,
 إلى إدراك حدود القوة العسكرية للقوات الأمريكية على الأرض, أو محاولته التقليل من أهمية المعارضة السورية المسلحة, بسبب انقسامها والجهل بمكوناتها, وعدم توفر بديل عسكري موحد يمكن الاعتراف به, أو تعيينه أو الاتصال به.المهم هنا هو ما كشفه رئيس الأركان الأميركي, من أن العمل جار على تحديد المهام المحتملة, ومعرفة ترتيب العدو للمعركة وما هي قدراته المتوفرة, ومقدار الوقت اللازم لإنجاز المهمة بعد دراسة التضاريس, لكنه كان أكثر تحديداً حين قال, إن الخيارات العسكرية تشمل فرض منطقة حظر جوي وبحري, وضربات جوية محدودة, وتزامن التصريحان مع موافقة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة السوري, ويدعو إلى إحالة الرئيس السوري بشار الأسد إلى محكمة دولية لجرائم الحرب, وبما يعني أن واشنطن تتخذ خطوات عملية, تسبق تدخلها المباشر في الأزمة السورية, متجاهلة مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان لحل تلك الأزمة سلمياً, من خلال حواراته مع الأسد ومعارضيه في الداخل, على حساب معارضة الخارج التي تزداد انقساماً, وإصراراً على طلب التدخل الخارجي العسكري, وبما ينذر بتكرار التجربة الليبية, ودون إدراك لسلبيات تلك التجربة. بالتزامن مع التصريحات الأميركية, تسربت أنباء من دمشق عن توقيع الأسد أمراً عسكرياً, وافق فيه على خطط عسكرية تتعلق بكيفية الرد على أي عمليات عسكرية أميركية مباغتة ضد أهداف في دمشق, ويتمثل الرد الذي وصف بأنه سيكون فورياً وسريعاً وحاسماً، بإطلاق أكبر قدر ممكن من القوة الصاروخية ضد أهداف إسرائيلية، واستخدام قوة صاروخية بعيدة المدى, لإصابة أهداف عسكرية أميركية بحرية، ولهذا الغرض تم إنشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة, تضم ضباطاً من الجيشين السوري والإيراني وحزب الله اللبناني، للتنسيق العسكري إذا ما تقرر أن تتدخل إيران بقوة عسكرية ضد أهداف أميركية وإسرائيلية، خصوصاً بعد قيام طهران بإنشاء غرفة عمليات مشتركة, وكذلك فعل حزب الله, وبما يعني أن أي هجوم عسكري أميركي ضد سوريا سيجابه، بثلاث غرف عمليات عسكرية, مفوضة باستخدام أكبر قدر ممكن من القوة الصاروخية.بالإضافة للتطورات على الارض سعياً وراء حسم يسبق أو يلغي أي تدخل دولي, وكان ذلك واضحاً في حمص, ومن بعدها ادلب ودرعا, فان هناك من لايزال يراهن على تحركات مناوئة للاسد في دمشق وحلب, وبحيث تحسم المدينتان الأمر لصالح المعارضة, خصوصاً إن ترافق ذلك مع تزايد حركة الانشقاقات في صفوف الجيش, وحزب البعث أيضاً, وهي بالمناسبة انشقاقات غير مؤثرة حتى اللحظة, وكان ممكناً أن لايلتفت إليها أحد لو كانت الديمقراطية عنواناً للنظام السوري, حيث من المعروف والاعتيادي في النظم الديمقراطية أن ينتقل بعض المواطنين من حزب إلى آخر, إن هم اكتشفوا أن في الحزب الجديد ما يلبي طموحاتهم ويحقق مطالبهم, بيد أن أكثر ما يثير القلق هو بوادر الانشقاق الطائفي والمذهبي بين السوريين المعتادين على التنوع والعيش المشترك, والمؤكد أن هناك قوى تعمل على ذلك دون أي إحساس بالمسؤولية الوطنية.سيقول البعض إن التصريحات الاميركية والتسريبات من دمشق, ليست أكثر من ضغوط كلامية يمارسها الطرفان, الأول لدفع النظام إلى عدم التصعيد في خياراته الأمنية,والثاني للتهويل بحرب شاملة ستعم المنطقة, وفي الحالتين فإن الخاسر الأكبر سيكون المواطن السوري, ومستقبل الدولة السورية التي تقف اليوم عند حدود التقسيم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram