 النجف / عامر العكايشي تعاني محافظة النجف من نقص حاد في الأبنية المدرسية أدى إلى تزايد أعداد التلاميذ والطلبة في الصفوف بأعداد كبيرة، فيما تعمل الجهات الحكومية على إنهاء الأزمة بأسرع وقت، ملقية باللوم على وزارة التربية التي لم تنفذ مشاريع بناء مدارس في الآونة الاخيرة.
كانت البداية عندما استغاث عدد من مدراء المدارس بلجنة التربية في مجلس محافظة النجف، مطالبين بالاهتمام بالأبنية المدرسية وتوفير الكوادر التعليمية.ويؤكد جبار الكرعاوي من إعلام مجلس المحافظة في حديثه لـ"المدى"، أن "عددا من مدراء مدارس المحافظة ناشدوا رئيس لجنة حقوق الإنسان وعضو لجنة التربية في مجلس المحافظة سهيلة الصائغ الاهتمام بالأبنية المدرسية وتوفير الكادر التدريسي الكافي للنهوض بالواقع التعليمي وتذليل المعوقات التي تواجه الحركة التربوية".وأشار إلى أن الصائغ زارت عددا من هذه المدارس والتقت بمدرائها وكوادرها التدريسية للوقوف على أهم المشاكل التي تواجههم، مبينا أن مدراء المدارس طرحوا عددا من مشاكلهم منها ترميم المجمعات الصحية وزيادة عدد الكادر التدريسي.وأضاف الكرعاوي أن المدراء أعربوا عن خشيتهم من استخدام القاعات الكبيرة في هذه المدارس لأنها آيلة للسقوط، وطالبوا ببناء ملاحق جديدة لاستخدامها كصفوف لاستيعاب عدد الطلبة المتزايد.وشكل مجلس المحافظة وفدا لزيارة وزير التربية ومطالبته بإنهاء أزمة الأبنية المدرسية في النجف.وقال رئيس مجلس النجف فائد الشمري لـ"المدى" : أن المجلس ناقش تقرير لجنة التربية حول نقص الأبنية المدرسية من أجل إيجاد حل سريع لتطوير الواقع التربوي وتوفير المدارس في الأقضية والنواحي والقرى.وأعلن أن مجلس المحافظة قرر تشكيل وفد برئاسة رئيس لجنة التربية كريم خصاف وعضوية الدكتور نزار النفاخ وجواد الكرعاوي للتباحث مع وزير التربية وتسليمه مطالب مجلس المحافظة.وأوضح الشمري أن المطالب تضمنت احتياج المحافظة لأبنية مدرسية وإيجاد الحلول السريعة لشراء قطع أراض جديدة وبنائها بسبب وجود مشاكل في توفير أو شراء الأراضي لهذا الغرض.من جانبه أكد رئيس لجنة التربية كريم خصاف لـ"المدى"، أن المحافظة تعاني من نقص حاد في الأبنية المدرسية، مشيرا إلى أن "هناك 16 مدرسة قديمة سيتم المباشرة بإعمارها من دون توفير حلول للأزمة أو إيجاد بدائل لحل المشكلة". ولفت خصاف إلى أن "الطلبة هم في الفصل الدراسي الثاني ولا يمكن استغلال العطلة الصيفية للبناء لكون الأشهر الثلاثة لا تكفي لبناء مدرسة وهناك عدم جدية من قبل المديرية العامة للتربية في المحافظة لحل المشكلة، فضلا عن وجود التعقيدات والقيود الإدارية التي تحد من إنهاء الأزمة بالرغم من وجود متبرعين بأراضيهم لإنشاء مدارس".وتابع بالقول: "قدمنا مجموعة من المقترحات لحل المشكلة ومنها توفير مدارس متنقلة (كرفانات) وتحتاج المدرسة الواحدة إلى عشرة كرفانات تضم ستة صفوف وإدارة وصحيات، لكن المشكلة أننا سنحتاج إلى 150 كرفان تتجاوز كلفتها المليارين ونصف مليار دينار"، مضيفا أن "هناك مقترحا لنصب سرادق سريعة مؤقتا، لحين إنجاز المدارس الجديدة أو الآيلة للسقوط".وأعرب خصاف عن أمله بأن تحل وزارة التربية جميع مشاكل الأبنية من خلال الوفد الذي شكله المجلس للقاء وزير التربية. وكإجراء لاحتواء الأزمة، خصصت المديرية العامة لتربية النجف مليون دينار لكل مدرسة كسلفة ترميم من أجل تدارك نفقات الصيانة الطارئة، لمدارس المحافظة البالغ عددها 566 مدرسة. وقال المعاون الفني لتربية النجف علي هاتف شلتاغ لـ"المدى": أن المديرية قررت صرف مبلغ مليون دينار لكل مدرسة لصيانة الزجاج والأبواب والتأسيسات المائية والكهربائية وغير ذلك من الاحتياجات، على أن لا يتجاوز المبلغ مليون دينار، مضيفا أنه في حال احتاجت المدرسة إلى مبلغ أكبر من ذلك فعلى إدارات المدارس مراجعة قسم الأبنية المدرسية لعمل كشف هندسي للمدرسة من أجل الترميم والبناء.إلى ذلك طالبت مديرة قسم الحسابات في تربية النجف باسمة كاظم الجبوري في حديثه لـ"المدى"، إدارات المدارس بتشكيل لجنة في المدرسة تضم معاون مدير المدرسة رئيسا وعضوين من الملاك الدائم للإشراف على العمل.وأفادت بأن آخر موعد لتسديد هذه السلف هو الأول من شهر آب المقبل، موضحة أن هناك فوائد تأخيرية تقدر بـ7% على كامل السلفة، إضافة إلى عقوبة إدارية في حال تأخر التسديد.بدوره أكد مدير إعلام تربية النجف ماجد السوداني في اتصال هاتفي مع "المدى"، وجود نقص حاد في الأبنية المدرسية وأن النجف بحاجة إلى 300 مدرسة جديدة.وأضاف أن "ليس لدى مديرية تربية النجف موازنة لبناء المدارس، وقد قدمنا ثلاثة مقترحات إلى مجلس المحافظة لإيجاد حلول عاجلة وهي شراء كرفانات كبديل للمدارس الست عشرة التي سيتم إعادة ترميمها أو شراء سرادقات أو تأجير سيارات لنقل الطلبة من تلك المدارس إلى أقرب مدارس في مناطقهم".وفيما يخص التلكؤ بتنفيذ عدد من الأبنية المدرسية, قال السوداني: أن "هناك تلكؤا من قبل شركة (شمس كردستان) التي تعاقدت معها وزارة التربية