TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :أغان عربية ومعارك عراقية

سلاما ياعراق :أغان عربية ومعارك عراقية

نشر في: 9 مارس, 2012: 10:01 م

 هاشم العقابي لا أظن أن بلدا عربيا دارت فيه معارك طاحنة بسبب المطربين، في الستينيات والسبعينيات، مثل العراق. والغريب ان الحرب لم تشتعل بين أنصار حضيري وداخل حسن او عبادي والمنكوب أو حسين نعمة وفاضل عواد، مثلا، وانما دارت بين أنصار فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ. وان كان الانحياز لهذا المطرب او ذاك يحدث في بلدان عربية أخرى كما في مصر، لكنه، في الغالب، انحياز سلمي لا يتعدى حضور حفل هذا المطرب ومقاطعة الآخر.
من أكثر مدن العراق التي تحولت سينماتها وحاراتها وشوارعها خطوطا للمواجهة، كانت الموصل وكركوك. وقصص الحروب بين جماعة عبد الحليم وفريد، هناك، كثيرة. قرأت في موضوع كتبه الأستاذ أسامة غاندي عن الممثل الموصلي الراحل حسن الفاشل ان المرحوم اختبر احدهم ليتأكد من انه يستحق هوية نقابة الفنانين. وكان من بين أسئلة الاختبار "المهمة": "هل توقفت يوما في مركز شرطة على خلفية مشاجرة بين أنصار عبد الحليم حافظ وأنصار فريد الأطرش أمام سينما كامل؟". اجابه: كلا. رد عليه، كما يذكر الكاتب، وباللهجة المصلاوية: "اي ابوي لكن اذا ما تعغف كل هذي تصيغ فنان من ج... ري"!وعن سينمات كركوك يذكر الكاتب والقاص الكركوكلي نصرت مردان انه: "في تلك الأيام الجميلة وحينما كانت المنافسة على أشدها بين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، كان الخبثاء من جمهور الجانبين يحضرون هذه الأفلام. فمثلا عندما يظهر فريد على الشاشة في أول لقطة من الفيلم يقابل من جمهوره بالتصفيق والتهليل. لكن الأمر كان لا يخلو أحيانا أن يرتفع  (زيك ـ عفطة) قوية بين أصوات التصفيق فيعلم الجميع أن صاحب  (الزيك) هو أحد أنصار عبد الحليم. وقد يحدث عكس ذلك في فلم لعبد الحليم. أتذكر عند عرض أحد أفلام فريد في سينما الحمراء، حدث ان قابل أحدهم موال فريد بـ (زيك) فما كان إلا أن رأيت رجلا ضخما يندفع في الظلام وفي يده منفاخ دراجة (بامب) رفعه ليضرب به على رأس المتفرج الذي لم يبد الاحترام لفنانه المفضل صارخا في وجهه: يا كلب هل (عفطت) للأستاذ ؟ تخاذل صاحب (الزيك) قائلا: لا يا أخي أنت غلطان. وبعد أن أقسم أنه ليس بالفاعل، انزل الرجل المنفاخ وذهب وهو يتمتم متذمرا".أما المدينة الأخرى التي اشتهرت بخوض معارك من هذا النوع فهي، ان لم أكن مخطئا، مدينة الثورة. فذات مساء شاءت الصدفة ان أكون واحدا من الشهود على إحداها. كان ذلك في العام 1970، على ما اذكر، يوم دعيت لحضور حفلة زواج احد أصدقائي. صادف ان كانت الحفلة في الأسبوع الذي غنى فيه فريد الأطرش أغنيته الشهيرة" الربيع". أنصار فريد يرون انه في تلك الأغنية حطم عبد الحليم. فهذا يقول لقد "طيّح حظه" والآخر يقول ان فريد فعل كذا وكذا بأخت فريد وأمه، كعادة العراقيين في الذم والمدح أحيانا. وأنصار عبد الحليم ردوا على الشتائم بما لا يخطر على بال. باختصار شديد، كاد العرس ان ينقلب مأتما لولا تدخل جمع من "الأجاويد". غدا سأنقلكم الى تفاصيل تلك الليلة الليلاء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram