TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت ( المدى ) يستذكر صاحب معلقة بغداد ما اشتبكت عليك الاعصر

بيت ( المدى ) يستذكر صاحب معلقة بغداد ما اشتبكت عليك الاعصر

نشر في: 9 مارس, 2012: 10:48 م

متابعة/ محمود النمر ................ تصوير / محمود رؤوف استذكر بيت المدى للثقافة والفنون  في شارع المتنبي يوم أمس الجمعة الشاعر مصطفى جمال الدين، هذا الشاعر الذي شكل منعطفا آخر في القصيدة العمودية التي لبست ثوبا مزركشا بالكلمات الخضر ومنحها للمرأة دون ان يخاف لومة احد من الذين لا يحتفون بالكلمة المورقة وخاصة
 اذا خرجت من صومعة رجل يضع على رأسه عمامة الفكر والعلم والشعر ويمضي وهو يترك في كل خطوة أثرا واضحا متصوفا بالشعر والحب والإيمان.       في بداية الحفل تم عرض فيلم وثائقي بعنوان " سيد النخيل المقفى " من إنتاج مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون ومن إخراج فريد شهاب ومساهمة الروائية ابتسام عبدالله في الإعداد ،وكان الفيلم يسلط الضوء على محطات من حياة الشاعر المكتظة بالشعر والمعرفة والفكر . مكابدات سيد النخيل المقفى  أدار الجلسة الناقد علي حسن الفواز الذي أشار الى أهمية هذا الشاعر وهذا العلم العراقي، فهو فقيه وحوزوي، استطاع أن يلين    القصيدة  ويجعلها تركض بين يديه   باتجاه البلاد وباتجاه الأنثى ، القصيدة تحتج بين يديه مثل فصل مشاغب ، ومثل حلمِ يبحث عن الحرية ، الحرية وهذا القلق الجميل ، والقلق الكبير الذي جعل من مصطفى جمال الدين بكل مرجعياته العميقة  منبرا للكلمة الحرة  .   وكان أول المتحدثين  د.جليل العطية الذي وصف الراحل بـ (شاعر النجوم)قائلا:في شتاء 1961 كنت أحضر مجلس العلاًمة الشيخ محمد رضا الشبيبي  في كرادة بغداد ، قبل ذلك بنحو سنة تعرفت الى الشيخ الشبيبي بواسطة صديقي الصحفي المخضرم (خضر عباس الولي )، والذي أدين له بمعرفة الكثيرين من الأدباء والكتاب ... في مجلس أبي أسعد – رحمه اللَه – احتشد العشرات من الأدباء والشيوخ والأعيان ، ولم يمض على جلوسي نصف ساعة ، حتى سمعت همهمة ، نهض الشيخ ليستقبل القوم واذا بهم مجموعة من شعراء النجف الذين قدَّموا أنفسهم باستحياء .... كان بينهم محمود الحبوبي ومصطفى جمال الدين الذي جلس الى جواري مبتسماً مصافحاً .. كان ذلك اللقاء الأول ..دار في المجلس حَديثٌ سياسي ، فأراد الشبيبي تغيير الحديث ، وفجأة سأل مَن يحفظ " أين حقي " ؟كانت قصيدة محمد صالح بحر العلوم التي نظمها سنة 1950 على لسان الجميع ، انبرى (مصطفى جمال الدين) ليقدَمها بصوته الهادر : يا قُصورا لم تكن الاَ بسعي الضُعفاءِِ /هذه الأكواخ فاضتْ من دماءِ البؤساءِ /وبنوكِ استحضروا الخَمرةَ من هذي الدماءِ /فسلي الكأس يجبكِ الدم فيه /أين حقي ؟! /حاسبيني ان يكن ثمة ديوان حسابْ /كيف أهلوكِ تهادوا بين لهوٍ وشراب ْ /وتناسوا ان شعباً في شقاء وعذابْ /يجذبُ الحَسرة تحكي / أين حقي ؟! وقال الناقد فاضل ثامر في ورقته "  الشاعر مصطفى جمال الدين المتمرد  والمجدد والمبدع " ظل هذا الشاعر يبهرني او يفاجئني بمواقف جديدة لم اكن اتوقعها منه آنذاك ،فرجل الدين الوقور هذا لا يتحفظ في كتابة ارق أنواع الشعر الغزلي وأعذبه متحدياً بشجاعة كل الاعتراضات المعلنة وغير المعلنة. فقصيدته " اللحن القديم " وهي من قصائده المبكرة التي تحمل عنوان ديوانه الأول جريئة بطريقة لافتة للنظر / انت عمري .. انت انتعاشة كأس .. انت شعري .. انت التماعة ذهني انت نفس اللحن الذي كنته بالامس هيمان ...عاد اروع لحن / وراحت قصائده الغزلية تترى وتمس اوتار القلوب ... وعندما كتب مقدمته (السيرية) الشاملة لديوانه الكامل الذي طبعته " دار المؤرخ العربي " عام 1955، رد بشجاعة على المنكرين على الشاعر المؤمن ، بل وعلى رجل الدين تحديداً حقه في التغزل والحب  فكتب يقول " صادفت اكثر من واحد يسألني ، ولعله كان منتقصاً كيف اجمع بين كوني رجل دين وشاعراً غزلاً ؟ فأتعجب كيف يرد مثل هذا السؤال في اذهان البعض وهل خلق الله رجل الدين من دون قلب ؟ ام هل خلق له قلباً ولكنه من حجر ؟ . واشار الشاعر ياسين طه حافظ  عن الراحل وفرادته في انتقاء موضوعة الشعر وتفرد  ايقاعاته البحورية واخضاعها للدراسة بدلاً من استنكارها . وهذا هو الاتجاه العلمي والموضوعي.ولأن منهجه في الدراسة منهج علمي ، فقد وجد للمُفترضات والاضافات والتجاوزات الجديدة ، وجد لها أمثلة في شعرنا العربي القديم .استطاع رحمه الله ان يحل الإشكال الذي كنا نعمل به على سنَة التجاوز ، مثل ان نكتب في الوفر ونخرج للهزج وكنا نراها جوازات بوصفها من جوازات الحشو في البيت . أستاذ جمال الدين بشجاعة جمعها في بحر واحد وقال ان بحر الهزج راجع الى الوافر المعصوب ( أي اسكان الحروف الخامس فتصير مفاعلتن الى مفاعلتن وهذه مفاعيل  تفعيلة الوافر. وفي كلمة الأستاذ عقيل المندلاوي مدير العلاقات الثقافيه في وزارة الثقافة التي أشار فيها الى تاريخ وحياة هذا الشاعر المفعمة بالشعر والتجديد وقال انه من هؤلاء الذين أسسوا ، وهم مجموعة ذهبية اسست معارضة اسلامية مستقبلية موضوعية تنظر الى الواقع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

مقالات ذات صلة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، اصبوحة تأبينية للمهندس والمعماري العراقي الكبير الراحل هشام المدفعي، استهلها الباحث رفعة عبد الرزاق بالحديث عن حياته المساهمة النوعية في اصدار مذكرات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram