بغداد/ نورا خالد تصوير: محمود رؤوف بمشاركة 70 فنانة عراقية من بغداد والمحافظات أقامت رابطة الفنانات التشكيليات وبالتعاون مع المعهد الفرنسي ومؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون وراديو المحبة، معرض (همسات ملونة) على قاعة المركز الثقافي الفرنسي بمناسبة عيد المرأة العالمي.
همسات بألوان الحب لونت قاعات المركز الثقافي الفرنسي باجمل ألوانها وعطرتها بأحلى عطورها ونقشت على الروح أجمل الهمسات وجعلتــــها تزهر بالورود ،همسات أطلقت معنى الحياة، همسات جعلت الروح جميلة بأجمل أشكالها.مستشار التعاون الثقافي ومدير المعهد الفرنسي في بغداد جون ميشيل لودان عبّر عن سعادته لإقامة هذا المعرض وقال: للسنة الثانية على التوالي يسر المعهد الفرنسي في بغداد أن يقيم معرضا لأعمال الرسامات والنحاتات العراقيات تلك الأعمال المعبرة عن أصالة واستلهام من كافة المؤثرات الأكثر حداثة كما هو استلهامها من رواد ورائدات الإبداع العراقي المعاصر فهو تجسيد لحيوية وتنوع التعبير الفني في البلد تشهد الفنانات على واقع العراق اليوم ويهمسن في الأذان (همسات ملونة) تحملنا إلى عالمهن عالم الحلم والخيال والرمز كما هو أيضا عالم الواقع لكي يمتعنا أيما متاع نشكرهن لإشراكنا عالمهن. وأشارت ميسون الدملوجي إلى أن المرأة العراقية تستحق التهنئة اكثر من اي امرأة أخرى في هذا اليوم العالمي بحجم التضحية التي قدمتها وبحجم التفاني والإخلاص والتحدي وكلما ازدادت الظروف صعوبة وسوادا كلما ازداد تحدي المرأة العراقية وإصرارها على العطاء وبناء مستقبل أفضل لها ولأسرتها وأضافت: هذا المعرض يعكس الإبداع والتحدي ومدى الشجن الذي تحمله المرأة العراقية وبنفس الوقت الإصرار الذي تحمله لتتمتع بالحرية وتتمتع بكرامتها وإنسانيتها وحريتها وأمنياتها، وتمنت في ختام حديثا لكل الفنانات التألق والجمال .الفنان التشكيلي خالد المبارك وصف المعرض بأنه كرنفال من الأعمال التي أدهشته بما تطرحه من رؤى وأفكار لها علاقة بمعاناة المرأة ونظرتها وتشبثها في الحياة رغم الصعاب التي تعيشها والمعاناة التي تلقتها نتيجة الظروف القاهرة التي مرت بها، واكد ان المعرض اتسم بطرح الموضوعات ما بين التجريد والتعبير والواقعية الرمزية مما يجعل المتلقي ينتقل بين الأعمال وكأنه في بستان متنوع الأشكال والألوان فهي تطرح ذاتها بعمق ومحبة، وفسحة الأمل والتألق سمة موجودة في كل الأعمال التي ازدانت بها القاعة.الفنانة التشكيلية ندى عسكر التي جاءت من كركوك لتساهم في هذا المعرض وتطرح معاناة الفنانة التشكيلية في محافظتها أشارت الى انها ساهمت بقطعتين من السيراميك؛ الأولى عبارة عن ترس السلحفاة الذي شبهته بقوة المرأة وجمالها لما يحمله هذا الترس من تكنيكات جمالية وقدرة كبيرة على التحمل، أما الثانية فهي الفكر العراقي وصورته على شكل خارطة العراق وكتبت عليها بالكتابة المسمارية التي خلدت الإنسان العراقي على مر العصور.لوحة أثارت انتباهي تلك التي شاركت بها الفنانة زينة سالم والتي أطلقت عليها (سوناتا الأحزان) لتمثل معاناة المرأة العراقية على مر السنين مزجت بين الواقعية والخيال، وقالت سالم: الجزء الواقعي للوحة هو للفنان الفوتوغرافي محمد الصواف الذي حفزني أن اعمل على هذه الملامح، وبناؤها كان من الأعلى الى الأسفل حتى أوضح الضغط الاجتماعي التي تعانيه المرأة وربطتها بالموروث الشعبي (للسبع عيون) الحاضر دائما عندما تكون هناك عدم القدرة على تغيير الوضع نلجأ الى الغيبيات وهذا حال جميع النساء اللواتي غارقات في الأمية والجهل وأكدت سالم : أن مشاركتها بالمعرض هي بمثابة صرخة تحدٍ للوضع الذي تعيشه المرأة العراقية بشكل عام والتشكيلية بشكل خاص ولنقول للجميع نحن قادرات على تنظيم معرض يبرز إبداعاتنا الخاصة فهناك طاقات مبدعة تظهر في هذا المعرض بمختلف الاتجاهات ومختلف الأساليب الفنية ترفض الواقع الثقافي المتردي ووضع مدينة أحببناها ونراها تصطبغ بالسواد وبالإمكان من خلال هذه الهمسات تلوينها وان كان بزاويتنا الخاصة ليعم الجمال في بغداد بشكل أوسع، وهي محاولة منا لعودة ذائقة المجتمع العراقي لتذوق الفن التشكيلي الذي احتضن جواد سليم ورواد الفن العراقي ولتعود للمرأة العراقية والفنانة التشكيلية قيمتها ومكانتها في الوسط الثقافي .أما الفنانة التشكيلية أمل صلاح خالص فاعتمدت من خلال لوحتها التجريدية على عدد من الألوان التي هي ألوان الربيع (ألوان العراق) والتي هناك خوف عليها من سواد يحاول أن يتغلغل ويمتد ليصبح رأس نسر يريد أن يلتهم هذه الألوان لذلك أطلقت عليها اسم (الكابوس)، وأشارت الى أن مشاركتها في المعرض جاءت لتؤكد أن المرأة العراقية حاضرة في المشهد الثقافي وما زالت تعمل رغم الظرف الصعب والالم الذي تراه في حياتها اليومية إلا أن حب العراق وحب الحياة يجعلها تخلق الإبداع لنثبت للجميع أن المرأة العراقية هي أشجع النساء في العالم وهذا تحدٍ للذات وتحدٍ للوضع واثبات بأننا موجودات وسنستمر في العطاء. وتمنت للمرأة العراقية في هذا اليوم أن تأخذ حقها في الحياة وخاصة المرأ
همسات ملونة للفنانة العراقية تزدان بها قاعات المركز الثقافي الفرنسي
نشر في: 10 مارس, 2012: 08:20 م