 عن / نيويورك تايمز     ترجمة / المدى أمضى وفد من وكالة الطاقة الدولية يومين في بغداد أجرى خلالها حديثا مع كبار المسؤولين العراقيين من أجل تهيئة التقرير السنوي عن القطاع النفطي في البلاد . تقول بعض التقديرات أن العراق يمتلك أحد الاحتياطات الكبيرة في العالم، كما يتم التخطيط لإجراء مزاد دولي للنفط والغاز في مايس. مع ذلك فبدون قانون للنفط والغاز، ومع وجود نظام سياسي منقسم ، فإن تقرير وكالة الطاقة الدولية سيهتم ويركز على المعوقات السياسية أكثر من الطاقة النفطية .
خلال هذا الأسبوع أعلنت بغداد أن إنتاج النفط قد ازداد إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم الواحد لأول مرة منذ ثلاثين عاما . و قالت الحكومة العراقية إن صادرات النفط سوف ترتفع بعد بدء العمل بالمرسى العائم في نهاية الأسبوع. وفي كانون الأول قالت وكالة الطاقة إن إنتاج النفط في العراق يمكن أن يصل إلى معدل 4،36 مليون برميل يوميا، أي نصف إنتاج السعودية. مع هذا فقد حذرت الوكالة من أن الانقسام في النظام السياسي يمكن أن يكون عائقا مؤثرا أكثر من أي شيء آخر . لم يستقر النظام السياسي  بعد الاجتياح أبدا، فلقد اشتعلت التوترات في بغداد عندما اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالإرهاب بعد مغادرة القوات الأميركية مباشرة. يقول جوان كول أستاذ التاريخ في جامعة ميشيغان إن إجراء المالكي " كان جزءا من محاولة  لتهميش وإذلال مناوئيه، ودلالة على عدم الرغبة في صفقة وطنية كبيرة ". قد يكون العراق بلدا ديمقراطيا من الجانب النظري، إلا انه بطيء في بناء الجبهة السياسية خاصة عند تعلق الأمر بتمرير قانون النفط والغاز الذي يعاني من التأخير. ووصف كول السياسة العراقية بغير المستقرة " لم يتم تحقيق أي شيء بخصوص قانون النفط ". ويضيف كول أن المالكي قد يكون قادرا على استخدام أساليب قاسية  في محاولة للسيطرة على أمور مثل الميزانية الفيدرالية وعلى النفوذ السياسي .من جانبهم رفض الزعماء الأكراد بشدة عدم إشراك شركة اكسون موبيل العالمية في جولة التراخيص الرابعة بسبب عقودها مع حكومة إقليم كردستان. حيث تذمر نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريح له من أن بغداد تعارض بشكل ما "الانفتاح الاقتصادي" و "تنمية التجارة" ، حيث شجبت بغداد أية صفقات أحادية مع الحكومة الكردية واعتبرتها غير قانونية، رغم أن كول ذكر أن الحكومة المركزية لا تستطيع فعل الكثير بهذا الشأن . يقول كول "تواجه الحكومة العراقية نوعين من المشاكل بشأن تطوير البترول، إذ إنها لا تزال ضعيفة جدا ولا يمكنها توفير الأمن للشركات الغربية والعاملين فيها. بالإضافة إلى أنها لا تزال تعاني من الكساد الاقتصادي مما يجعلها تخشى أن تستغلها تلك الشركات، فتضطر إلى عقد صفقات قاسية تفزع المستثمرين الكبار" .   يمكن للعراق أن يستفيد من موقعه الإستراتيجي في الشرق الأوسط . كما أن الجارة تركيا حريصة على أن تكون محور الطاقة المؤثر عن طريق مرور بعض أنابيب النفط والغاز المهمة في العالم من خلالها. أما في الجنوب فإن مضيق هرمز ينقل حوالي 20 % من النفط المصدر للعالم . يقول كول "مع هذا فإن العراق يعتبر بلدا مغلقا سياسيا". ربما يكون تمرير الميزانية الفيدرالية لهذا العام نصرا سياسيا مؤقتا للمالكي، لكن على المدى البعيد من غير المحتمل أن يستطيع الادعاء بأنه مخول سياسيا في بلد يعتمد كثيرا على النفط في إيراداته الفيدرالية. بغداد تميل أحيانا باتجاه إيران، وقد تعزز أسعار النفط المرتفعة موقف رئيس الوزراء. إلا أن العراق قد يجد نفسه يمارس لعبة جر الحبل الجيوسياسية بسبب المصالح الإقليمية لواشنطن . يحذر كول من أن "العراق ضعيف جدا في الوقت الحاضر". من المتوقع أن تنشر وكالة الطاقة الدولية تقريرها عن العراق في تشرين الاول كمقدمة لنظرتها الكاملة عن الطاقة لسنة 2012 . في الوقت الذي عبرت فيه عن تفاؤلها بخصوص القطاع النفطي في عراق ما بعد الحرب، فقد قالت المدير التنفيذي للوكالة ماريا فان هوفن بان السياسة تقف عثرة في طريق التطوير الشامل. من جانب آخر يقول مسؤولون عراقيون في شؤون النفط أن العراق قد بدأ بتحميل النفط الخام من مسالك تصدير جديدة في الخليج العربي . وأضافوا بأن الضخ بدأ صباح يوم الخميس بمعدل عشرين ألف برميل في الساعة . المسلك الجديد هو الأول من بين خمسة مسالك ستحمل بمجملها حوالي خمسة ملايين برميل في اليوم الواحد، و من المقرر أن يتداول المسلك بالنتيجة 900 ألف برميل يوميا . الطاقة التصديرية الجديدة ستساعد العراق في استجلاب النقد المطلوب لإعادة الإعمار بعد عقود من الحروب والعقوبات الدولية .