TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :سوريا .. اتهامات متبادلة يدفع المواطن ثمنها

في الحدث :سوريا .. اتهامات متبادلة يدفع المواطن ثمنها

نشر في: 10 مارس, 2012: 09:31 م

 حازم مبيضين يتبادل طرفا الصراع المحتدم في سوريا الاتهامات, حول الاستعانة بقوىً خارجية للقتال على الأرض السورية, ونصرة طرف ضد الآخر, فالسلطات السورية تتهم معارضيها بالاستعانة بفلول القاعدة والإرهاب, الذي يجد في بلاد الشام ساحةً يعوض فيها خسائره في العراق, كما تتهم مقاتلين ليبيين امتلكوا خبرة في إطاحة القذافي بالقتال إلى جانب المعارضين للنظام, وتوجه اتهاماً لدول عربية بتسليح المعارضين ومدهم بالمال, إضافة إلى تبنيهم إعلامياً, ببث تصريحاتهم وتصديق رواياتهم عما يجري,
 وتفنيد روايات النظام, وإلى حد أن دمشق تؤكد تعرضها لحرب إعلامية تنكر الوقائع, وتسعى لتأجيج الأحقاد والثارات بين أبناء المجتمع السوري. المعارضون لنظام الأسد يتهمونه بالاستعانة بمقاتلين من حزب الله اللبناني, ومن أتباع العراقي مقتدى الصدر, إضافة إلى اتهام إيران بوضع خبراتها تحت تصرف دمشق, بعد أن مدتها بالسلاح والأموال, وأرسلت قائد حرسها الثوري لتنسيق العمليات, وكل ذلك على أسس طائفية وفي إطار استكمال الهلال الشيعي, ولا ننسى الاتهامات الموجهة لروسيا, بإعادة تسليح الجيش السوري بأسلحة حديثة, قادرة على مواجهة الثوار وقمعهم, وهم يتهمون النظام أيضاً, بجر البلاد إلى حرب أهلية, بعد إجباره المحتجين سلمياً على حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم, ودفعه لانشقاقات في جيشه, على خلفية رفض الجنود توجيه سلاحهم إلى مواطنيهم.  على جانبي المعادلة يبدو أن الاتهامات المتبادلة تمتلك الكثير من الصدقية, فالنظام مستعد للمضي إلى آخر الشوط دفاعاً عن وجوده, وهو لن يرفض أي مساعدة من أي جهة كانت, للقضاء على التمرد الذي تزداد رقعته يومياً, وكلما ازداد عديد الضحايا الذين يسقطون برصاص الاخوة الأعداء, والمعارضون يصرحون علناً بحاجتهم للدعم من أي جهة, لمجابهة آلة القتل والقمع الرسمية, وليس بعيداً أن يسعوا للاستعانة بالثوار الليبيين, وهم ذهبوا بعيداً في ذلك وإلى حد طلب التدخل العسكري الأممي لإطاحة النظام, وليس ذلك سراً, فهم يعلنونه على رؤوس الأشهاد, متذرعين بأنه لم يعد لديهم غير هذا الخيار, وكأن الطرفين ينطلقان من قاعدة علي وعلى أعدائي. يدرك طرفا المعادلة السورية, وإن أنكرا ذلك, أن وطنهم تحول إلى ساحة, يتقاتلون هم أنفسهم فيها لصالح الغير, الذي يرى في سوريا موطناً لتصفية الحسابات, والطرفان, وبعيداً عن المصلحة الوطنية, مستعدان للتحالف مع الشيطان لإحراز ما يتوهمانه نصراً, إذا استطاع طرف منهما كسر شوكة الطرف الآخر, وبينهما وبين مصالحهما وطموحاتهما يدفع المواطن السوري الثمن باهظاً ومكلفاً, من دم أبنائه أولاً, ومن مستقبل سوريا ثانياً, وهو الأكثر أهمية, ومن أمن المنطقة الذي بات على شفا حفرة من النار والخراب, دون أن يتمكن العقلاء حتى اللحظة من وقف عجلة التدهور عن الدوران.  لا نقف مع طرف ضد الآخر, بقدر وقوفنا إلى جانب المواطن السوري, وحقه في العيش آمناً ومطمئناً, وعلى الذين ينفخون في كير الكراهية والحقد والفرقة بين أبناء البلد الواحد, وأصحاب المصير المشترك أن يكفوا عما يقومون به من تخريب, ستطالهم منه شرارات إن لم يكن حريقاً, وعلى الذين يروجون لتقسيم بلاد الشام على أسس طائفية من هذا الطرف أو ذاك, أن يتقوا الله في شعبهم ومستقبل أجياله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram