علاء حسن الراحل المخرج المسرحي إبراهيم جلال كان دائم التذمر من وجود الطارئين في الساحة المسرحية ، ويطلق عليهم وصف "العربنجية " وغادر الحياة مع بداية بروز ما يعرف بشيوع ظاهرة المسرح الاستهلاكي أو التجاري ، وتلاميذ الراحل كانوا يؤيدونه في ما يطلق من أوصاف وتعليقات ،
وبعد رحيله تبنوا وصيته ، لمنع الطارئين من دخول الساحة المسرحية ، لكن جهودهم - لعوامل وظروف معروفة- لم تستطع أن تنقذ المسرح العراقي وسمعته من التشويه المقصود وربما المدعوم من أشخاص وجهات ، كانت تعتقد بأن إثارة الضحك في نفوس المشاهدين ، يجعلهم يتناسون معاناتهم ، بمتابعة عروض مسرحية أبطالها قرقوزات تثير القرف والقلق على مستقبل المسرح العراقي المعروف بحضوره الكبير في المهرجانات العربية ، ومع وصية الرحل كانت أقلام النقاد وصرخاتهم ومنهم حسب الله يحيى وغيره تحذر من الانحدار ، وتفضح الطارئين ، وهؤلاء بنظر الراحل جلال "عربنجية " مع التشديد على احترامه لأصحاب هذه المهنة المنقرضة. من المعروف ان النقابات في العراق تضم اعضاء ينتمون لمهنة واحدة ، أسست لتحقيق أهدافها ومن أبرزها خدمة أعضائها ، فليس في نقابة الأطباء والمحامين والمهندسين وكذلك المعلمين عضو من خارج تلك المهن ، وكل نقابة تعتمد نظامها الداخلي الخاص ، من أبرز مواده تحديد صفة المنتسب للنقابة ، وبموجب هذا النص ، حافظت معظم النقابات على هويتها ، لأنها لم تمنح العضوية لسكرتير الطبيب في العيادة أو من يحمل حقيبة المحامي أو من يقدم الشاي للمعلمين والمدرسين في المدارس الابتدائية والثانوية ، أو عامل خباطة يعمل في شركة مقاولات يمتلكها أحد المهندسين . مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي كلف اتحاد الأدباء والكتاب الشاعر والأكاديمي خالد علي مصطفى برئاسة لجنة لإعادة النظر بعضوية مئات الأعضاء ، وقبل أن يفرض عدي هيمنته على الاتحاد وإلحاق الاتحاد بما كان يعرف بالتجمع الثقافي آنذاك ، استخدم الشاعر خالد علي مصطفى صلاحياته ، ومعاييره القاسية ، وجرد أكثر من 180 منتسبا من عضوية الاتحاد ، بوصفه رئيسا للجنة ، وطالب بتقديم نتاجات إبداعية مطبوعة أو مجاميع شعرية او قصصية منشورة في مجلات معروفة عراقية او عربية ذات سمعة طيبة في الوسط الأدبي العراقي لاستعادة العضوية ، علما ان اتحاد الأدباء منذ مطلع عقد الثمانينات ألغى عضوية أسماء مهمة ، بسبب الانتماء السياسي او مغادرة العراق بسبب الملاحقة الأمنية .اهالي الكاظمية من ابناء الجيل السابق ، يوم كانت العربات "الربلات" تنقل الافندية والنساء من ساحة عدن الى باب الدروازة وبدرهم واحد فقط ، يعرفون ناجي الملقب "بابوجي" بوصفه صاحب نكتة ، والانشط بين زملائه من اصحاب "الربلات" ، وكذلك رفضه الاستجابة لاشارات رجال المرور لأنهم من زملاء مهنته ، وجدوا في الحكومة الجديدة يقصد بعد "انقلاب شباط " فرصة الانخراط في سلك الشرطة ، فاصبحوا الاداة التنفيذية للسلطة ، واجبروا اصحاب الربلات والسيارات على دفع " الواشرات" أي الرشوة .
نص ردن : وصية إبراهيم جلال
نشر في: 10 مارس, 2012: 09:34 م