أربيل/ سجاد حسن محيتصوير: سندريلا الكروي نظمت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون/ مكتب إقليم كردستان في أربيل يوم 7\3 \2012 ندوة بعنوان " الإعلام العراقي والأزمة الحالية "بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين في الإقليم، وتركزت محاور الندوة في ثلاثة اتجاهات رئيسة:
الإعلام وعلاقته بالأزمات، الربيع العربي وسقوط الأنظمة الدكتاتورية، ازدواجية الإعلام في تظاهرات 25 شباط وتداعياتها على العمل الصحفي في العراق، فضلا عن التطرق إلى واقع العمل الصحفي في إقليم كردستان.في نشوء الأزمات بداية الندوة رحب مدير مكتب المدى في إقليم كردستان عامر القيسي بالحضور وقال: إن الإعلام العراقي بعد 2003 واجه الكثير من المعوقات وأمامه تحديات كبيرة وهو نتاج للصراع الطائفي والسياسي حتى أصبح انعكاسا لكل تلك التناقضات.ثم استهل الإعلامي زهير الجزائري كلمته قائلا: بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت أزمات في مختلف دول العالم وخصوصا تلك التي شهدت سقوط الأنظمة الشمولية وظهور التعددية القومية والطائفية وإن اغلب تلك الدول كان الحاكم الرئيس فيها حزبا واحدا على شكل هرم والقاعدة متساوية يمثلها رمز أوحد، وفي هذه الفترة التي شهدت سقوط هذه الأنظمة وعدم ممارسة الديمقراطية للأحزاب السياسية برزت ظواهر منها :تمثيل الطوائف وحتى العشائر داخل الحزب وحدثت احتكاكات وحروب أهلية بعد الحرب العالمية الثانية كان ضحيتها 500 ألف شخص ،و كان عدد الحروب الأهلية 142 خلال فترة الحرب الباردة وكانت تلك الحروب مادة إعلامية للمؤسسات الصحفية وكان في لندن مؤسسة تلفزيونية تنقل الأخبار من الأماكن الساخنة من البوسنة والهرسك والشيشان، وإن الحروب والأزمات شكلت موضوعا إعلاميا جيدا، أما المؤتمرات التي يعقدها السياسيون فلا يستفيد منها الإعلام إلا في لقاءاته خلف الكواليس مع السياسيين الذين يصرحون له بما يشاءون ليتحول التصريح بعدها إلى مادة إعلامية يختلف حجمها حسب الموضوع المثار.لذا نصل إلى نتيجة أن الأزمات هي(فردوس الإعلام) ،مثلا دولة مستقرة مثل سويسرا لا تحصل على أخبارها إلا نادرا وعن مواضيع اقتصادية حصرا.في العالم العربي الذي شهد ربيعا بعد مدة صراع طويل مع الدكتاتوريات واحتلال المتظاهرين للساحات العامة من شباب الفيس بوك وأحزاب دينية وبعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية ،بدأت الأزمات تكبر لأن كل القوى على الساحة العربية تريد احتكار السلطة مع إمكانية صراع المكونات مع بعضها البعض.وأضاف الجزائري: في العراق منذ 2003 ولحد الآن حصلت 52 أزمة بدءا من أحداث الفلوجة والنجف، وكانت أول جلسة للمجلس الوطني في بغداد في زمن بريمر وعند افتتاح الجلسة من قبل الشيخ عجيل الياور و إياد علاوي وكان رئيس الجلسة يحاول تنظيم الحوار بين الحاضرين إذ هناك 12 ميكرفونا والكل يريد طرح آرائه ومصادرة حق غيره في التعبير ولم تكن أي إمكانية للحوار، اكتشفت أن هناك الحاجة لشخص مستبد لديه الكاريزما لفرض هيبته في إدارة الحوار وتنظيمه، ولم نخرج بأي نتيجة من هذه الجلسة.في الأيام الأولى بعد2003 لم يتجاوز عدد الصحف الثلاث صحف فقط ليقفز العدد بعد 3 أشهر إلى 153 صحيفة، وهناك عدة صحف قسم منها ممول من قبل الدولة وبعضها مستقل والبعض الآخر يموله رجال أعمال، لذا فمن الطبيعي أن يعكس الإعلام الصراعات السياسية ،وإذا أخذنا عينات من تلك الأزمات نجد أن أول أزمة حصلت في 2006/2007 فكان القتل يوميا لأسباب مختلفة وبأساليب عديدة، إذ كان يقتل يوميا بحدود 162 شخصا، وانقسم الإعلام إلى قسمين كانعكاس لانقسام المجتمع طائفيا ،فظهر الإعلام الشيعي و الإعلام السني وكلا الطرفين يصور نفسه ضحية لذلك القتل،فقد أدى الإعلام دورا تحريضيا في مسلسل القتل الطائفي الذي حصل آنذاك.وأكد الجزائري أن هناك من يتهم الإعلام بوصفه عاكسا للأزمة وليس مساندا لها فكلمة" الحيادية" كانت شائعة سابقا، ولكن في رواندا ثبت عمليا فشل هذه النظرية بعد أن قامت بعض وسائل الإعلام بالاشتراك في قتل الهوكو، إذ تعمد ذلك الإعلام كشف مواقع تواجدهم لتتم تصفيتهم، فحوكم الإعلام كطرف أساس في الأزمة، فتم استبدال مفردة الحيادية إلى مفردة إنصاف الضحية.وفي فترة الحرب الطائفية أدى الإعلام دورا في تأجيج الأزمة، وأيضا في وقت التصويت على الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، فكان المجتمع العراقي منقسما بين مؤيد ورافض لها ،إذ أن 13% من العراقيين فقط يعرفون طبيعة هذه الاتفاقية استنادا للإحصائيات الإلكترونية، وقبل التصويت عليها في البرلمان العراقي كان هناك تخوف وكان البعض يتأهب للخروج بتظاهرات ضدها ،وشهد البرلمان 48 مداخلة حول بنودها ، كما نشبت نزاعات ومشاجرات عديدة يومها داخل البرلمان حتى أن المشهداني وبأسلوبه الفج قال للبرلمانيين: إن أسلوب الذين يجلسون في المقاهي أكثر تحضرا منكم! فالشارع العراقي يتابع السياسيين وطريقة إدارتهم الأزمة لتنعكس على مفردات سلوكياتهم.بعدها تطرق الإعلامي زهير الجزائري إلى تظاهرات 25 شباط فقال: كانت أول تظاهرات من نوعها في العراق إذ لم تكن منظمة بقيادة الأحزاب الرئيسة خلافا لما حدث في تظاهرات سابقة ف
ندوة المدى: قراءة فـي نشوء الأزمات وانخراط الإعلام فـي السياسة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 مارس, 2012: 09:40 م