بغداد/ المدىعادت بوادر الاحتكاك بين الصدريين والأميركان عقب تصريحات متقابلة، يطلب كلاهما من السلطات التنفيذية اتخاذ موقف تجاه الآخر، غير أن الحكومة اعتبرت الخلاف بين الطرفين طبيعيا، وإنها ستتخذ حلولا مرضية من اجل تهدئة الأجواء بينهما. يأتي ذلك بعد تجميد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر نشاط فصيله المسلح، (لواء اليوم الموعود)، وإعلان الإدارة الأميركية انسحاب كامل قواتها العسكرية من البلاد نهاية العام المنصرم،
والتي طويت من خلالها فصول المواجهة المسلحة بين الفريقين التي بلغت أشدها في 2004 إلى 2008. الصدريون يصعدون من تشكيكهم تجاه الانسحاب، ووصفوه بالـ"صوري"، مؤكدين اطلاعهم على تقارير تثبت وبما لا يقبل الشك استمرار "الاحتلال"، ولكن بزي مدني بعد تخليه عن لباسه العسكري، وقال النائب جواد الحسناوي "إنهم متواجدون في بعض القواعد لاسيما تلك التي في جنوب المحمودية وقضاء الصويرة، ونريد من الحكومة الجواب على هذه التقارير لكن الأزمات السياسية المفبركة للحكومة حالت دون وجود رئيس الوزراء نوري المالكي في مجلس النواب كي نعرف حقيقة الأمر".ويجهل أتباع الخط الصدري طبيعة عمل السفارة الأميركية في العراق، وأوضح الحسناوي في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس "لا نعرف واجباتها ومحدداتها، أما العاملون فلم تتفق الحكومة على عددهم"، وعن إمكانية استمرار مقاومة الصدريين للوجود الأميركي بيّن "لا استطيع البت في هذا الأمر، إن القرار مناط إلى الصدر باعتباره زعيم التيار، أما دورنا كسياسيين فهو تكثيف تصريحاتنا لتعريف الشارع باستمرار الاحتلال"، وخلص القيادي الصدري "لم تنته المواجهة مع المحتل، سنلاحقهم في أي مكان يتواجدون فيه، هم وأذنابهم"،هذه المواقف، اعتبرتها واشنطن بمثابة تهديد لعلاقتها مع بغداد، وطالبت الكتل السياسية والحكومة بإدانتها.المتحدث باسم السفارة الأميركية مايكل ماكلالين قال "إن سلامة موظفينا على رأس أولوياتنا، ونحن نعمل مع الحكومة العراقية لنضمن سلامتهم وسلامة منشآتنا". وأضاف "لا يمكن لأي حزب سياسي أن يكون شريكاً ذا صدقية ما لم ينبذ العنف ويدعم الدستور وكل القوانين في البلاد، وعلى الحكومة العراقية إدانة كل التصريحات التي تهدد البعثات الدبلوماسية في العراق". ولم تستغرب الحكومة استمرار التصعيد الأخير بين الصدريين والأميركان وقالت إنه امتداد للعلاقات المتردية بين الطرفين، لكنها تعول على ما أسمته الـ"حنكة" في التعامل مع هذه الملفات الحساسة.وقال عادل برواري المستشار في مجلس الوزراء "ان الوضع الذي يمر به البلد يتطلب التهدئة والمرونة من جميع الأطراف"، مبديا احترامه لرفض الصدريين للوجود الأميركي، لكنه أفاد في حديثه مع (المدى) امس بـ"ان حكومة الشراكة الوطنية عملت على الانفتاح على جميع الدول خصوصا الولايات المتحدة لما لها من أهمية في العالم".وتابع بروراي "ستتخذ الحكومة العراقية مواقف حكيمة في معالجة هذه الخلافات لأنها ليست بالجديدة وبالتالي سنتمكن من حلها في القريب العاجل".
"تسونامي" التصريحات يقرع حرب الصدريين والأميركان
نشر في: 10 مارس, 2012: 10:30 م