اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الإبادة الجماعية تطال ثروتنا السمكية في البصرة

الإبادة الجماعية تطال ثروتنا السمكية في البصرة

نشر في: 11 مارس, 2012: 07:40 م

 البصرة – ريسان الفهدلم تسلم الأسماك في محافظة البصرة جنوبي العراق من أعمال العنف خلال السنوات الأخيرة حيث تطاردها وسائل الصيد الجائر بالسموم الرخيصة، واتساع رقعة الملوثات في المياه الداخلية ،وقد شكلا خطرا داهما في البيئة الحياتية لها، ما أدى إلى  تراجع أعدادها واختفاء أنواع كثيرة من أنواعها.
توشك أنواع من الأسماك العراقية كالبني، والشبوط، والكَطان، على الاختفاء من أنهار محافظة البصرة وأهوارها، بسبب تفاقم ظاهرة الصيد الجائر، التي أدت خلال السنوات القليلة الماضية إلى هلاك كميات هائلة من الأسماك والأحياء المائية الأخرى، كما أنها تحمل مخاطر على صحة الإنسان وتلويث البيئة.مدينة الأسماك والنخيلوإذا كانت البصرة قد اشتهرت بالتمور منذ أزمان بعيدة، فإنها أيضا مدينة اشتهرت بأسماكها اللذيذة والمتنوعة، وتغترف أشباك الصيادين فيها مئات الأطنان يوميا سواء كانوا في الأهوار أم في دجلة والفرات قبل عناقهما بمدينة القرنة، وكذلك في شط العرب والخليج العربي، ولكن أهالي محافظة البصرة يتحسرون اليوم وهم يشاهدون عشرات الشاحنات المبردة القادمة عبر بوابة صفوان الحدودية الحاوية على الأسماك المستوردة لسد الحاجة المحلية منها .قول الدكتور ساجد سعد التدريسي في قسم الثروة السمكية في كلية الزراعة بجامعة البصرة "إن واقع الثروة السمكية حاليا متدهور جدا، لأسباب عديدة منها استخدام السموم وهو ما يسمى بالصيد الجائر، فضلا عن ارتفاع نسبة الملوثات بالمياه المحلية ومن أهمها ملوثات النفط ..".وأضاف سعد "إن غياب الأجهزة الرقابية ولجوء الصيادين إلى وسائل الصيد السهلة ، وذلك باستخدام المبيدات الزراعية الرخيصة والعالية السمية والصعقات الكهربائية، بالإضافة الى ظاهرة خطيرة اخرى يمارسها اغلب الصيادين، وهي الصيد أثناء مواسم التكاثر مع انتشار الملوثات، أدت إلى تدهور الدورة الحياتية للأسماك وبالتالي الى نقص كبير في أعدادها".rnقوة أمنية لحماية الأسماكمدير بيئة المنطقة الجنوبية  طه ياسين القريشي حدثنا قائلا: إن "استفحال ظاهرة الصيد الجائر أدى إلى القضاء على القسم الأكبر من الثروة السمكية في مناطق الأهوار، كما أن نسبة كبيرة من الأحياء المائية الأخرى تعرضت إلى الإبادة".ويبين  القريشي إن "مديرية البيئة سبق وأن أقامت خلال العام الحالي بسلسلة من الندوات الإرشادية والمؤتمرات، التي تسلط الضوء على ظاهرة الصيد الجائر، وقد أحرزنا تقدما على صعيد توعية سكان القرى والأرياف بمخاطر وتأثيرات هذا الصيد وما يسببه من كارثة وخسائر في الثروات"، مستدركا أن "تلك  النشاطات التي قمنا بها لا تمثل إنجازاً بحد ذاتها، ما لم ترافقها خطوات جادة نحو تفعيل القوانين المتعلقة بحماية البيئة ومكافحة الصيد الجائر".وأشار القريشي إلى أن "المادة 33 من الدستور العراقي الدائم بفقرتيها الأولى والثانية، تنص على ضرورة حماية البيئة بما يضمن تنوعها الإحيائي وسلامة المواطنين من الناحية الصحية، هذا بالإضافة إلى قانون منع الصيد في مواسم التكاثر، لكن تلك القوانين والتشريعات شبه معطلة في محافظة البصرة".مخاطر بيئية وصحيةوفي سياق متصل أكد مدير شعبة تعزيز الصحة في دائرة صحة البصرة الدكتور قصي العيداني "أن استخدام المبيدات الحشرية والزراعية من أخطر وأبشع أساليب الصيد الجائر وأكثرها تدميراً للبيئة، كما أن الأسماك التي تنجو من الصيد بالمبيدات تفقد قدرتها على التكاثر، وبالتالي تصبح عرضة للهلاك مبكراً".ويرى العيداني "الحقائق العلمية تؤكد أن تلك السموم تترسب تلقائياً فيعضلات الأسماك على المدى البعيد، وبالتالي تتأثر بها صحة الإنسان الذي يتناولها ، وحتى الصيد بالأساليب التقليدية يعرض صحة الإنسان إلى الخطر".وأشار إلى إن "استشراء ظاهرة الصيد بواسطة السموم والمبيدات أدى إلى ارتفاع معدل الإصابة بحالات الإسهال، والتشنجات المعوية، والأمراض السرطانية لدى سكان الأهوار، لأن تلك المبيدات تعد من المواد المسرطنة، والذين يتناولونها يكونون عرضة للإصابة بمرض السرطان أكثر من غيرهم".ويذكر العيداني "إن الناس الذين يشربون من المياه الملوثة بتلك المواد الكيماوية يصابون بالتسمم أو يشعرون بالإعياء والغثيان، وذلك لكون تلك السموم والمبيدات لا تتحلل وتتلاشى بعد استخدامها في صيد الأسماك، إنما تبقى محتفظة بخواصها الكيماوية، الأمر الذي يهدد الأحياء المائية على اختلاف أنواعها".rnتوصيات ومناشدات على الورقوكان عدد من الجهات العلمية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالثروة السمكية ،  قد أعدت مؤتمرات  وندوات لهذا الغرض وخرجت بتوصيات مهمة من أبرزها تنفيذ قانون البيئة وتنظيم الصيد رقم (28) لسنة 2009، وحظر بيع المواد السامة والمبيدات ومنع صرفها إلا بموافقة دائرة الزراعة أو لجان يتم تشكيلها بالتعاون مع أهالي  المحافظة، وكذلك المتخصصين ومجلس المحافظة والدوائر الأمنية ، وتفعيل دور شرطة البيئة المعني الأول بالمشكلة، والاستعانة بالوحدات العسكرية والربايا الموجودة على ضفاف الأهوار وإصدار تعليمات من جهاتها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram