علاء حسن منذ زمن بعيد وحتى الان كان" الحرز" باشكاله وانواعه المختلفة واحدا من المعتقدات الشعبية لطرد الحسد ، ووضع العود في عين الحسود ، وشكل الحرز يكشف عن المستوى الاجتماعي والاقتصادي لمن يستخدمه ، واكثر العراقيين القابعين اسفل خط الفقر يضعون اجلكم الله"النعل العتيكة" فوق الباب، واصحاب النعمة يختارون حرزا مصنوعا من النحاس ، تتوسطه خرزة سبع عيون .
الخوف من الحسد ربما يكون صفة يشترك فيها الجميع ، ولهذا السبب اختار كل شخص طريقته في ابعاد الحاسدين، ومنذ مئات السنين ترسخ الاعتقاد في الذاكرة الشعبية بان كل الوسائل والسبل مباحة لطرد الحسد ، ولاضير من استخدام "النعال" وخصوصا "الشطراوي" لشهرته الواسعة بين ابناء جنوب العراق في ان "الشطرواي" واحد من اسلحة الدمار الشامل لكل الحساد اصحاب النظرات السريعة في طرد النعمة ، ونقل المحسود من موقع متقدم اجتماعيا واقتصاديا وحتى سياسيا الى مرتبة اخرى خالية من كل مظاهر الابهة والوجاهة .الفقراء من العراقيين وعلى الرغم من قناعتهم بانهم لايمتلكون شيئا يستحق الحسد، حرصوا على استخدام اساليبهم القديمة والمعروفة في طرد عيون الحساد ، اما الاخرون ولقلقهم الدائم من احتمال فقدان مناصبهم بفعل اجراءات اجتثاث حزب البعث المحظور ، او التورط بملف فساد من العيار الثقيل ، فاستعانوا بوسائل تكنلوجيا حديثة ومتطورة لحمايتهم من عيون الحساد الخارقة الحارقة ، وعندما شعروا بان شبكة التواصل الاجتماعي اصبحت مصدر قلق عليهم لانها تنشر يوميا معلومات عن فضائح سابقة وحالية ، طالت احدهم كان يعمل صانع كببجي واصبح اليوم بقدرة قادر صاحب منصب رفيع ، اضطروا الى اسلوب جديد للحماية من الحساد ، فاختاروا احد الاشخاص ليتقمص دور "النعال " لمواجهة نظرات الحسد .صديقي الشاعر والاعلامي كاظم غيلان والقابع هو الاخر تحت خط الفقر ، صادف في زمن النظام السابق احد " شعراء ام المعارك " فساله غيلان :" وين نعالك " وكان يقصد شخصا اعتاد على مصاحبة ابو المعارك الذي رد على السؤال بالقول :" وجدت اخر لطرد الحسد " ، ويحتفظ غيلان بسجل يضم اشخاصا كانوا يعملون " نعل دفع الحسد عن اسيادهم " ، وهذه الحالة اصبحت ظاهرة هذه الايام ، وسيواجه غيلان صعوبة كبيرة في اضافة اسماء جديدة لسجل "النعل " ، وامامه عمل شاق لرصد الظاهرة ، والكشف عن رموزها وفرسانها ، المنتشرين في اماكن يصعب الوصول اليها ، لانها محصنة ، ويتطلب دخولها حصول موافقات امنية وتزكية من مستشار او صاحب منصب رفيع ، وتقديم وثائق رسمية، فضلا عن هوية الاحوال المدنية ، وشهادة الجنسية العراقية وبطاقتي السكن والتموينية ، وتأييد مختار المحلة ، وشهادة التطعيم ضد الجدري والحصبة ، حتى يتمكن الشاعر والاعلامي غيلان من معرفة "نعال " استخدمه مستشار او مسؤول لطرد الحسد ، وتبدو المهمة صعبة جدا وتحتاج الى حملة تضامن معه لمساعدته في اكتشاف" النعل" وعين الحسود عساها بالعمى.
نص ردن :طرد الحسد

نشر في: 11 مارس, 2012: 10:20 م