بغداد / دعاء آزاد يشهد العراق في الآونة الأخيرة زيادة النشاط الزلزالي، الذي بدأ يتسع عقب الهزة الأرضية التي ضربت تركيا العام الماضي، ففيما تعرضت محافظة ميسان أمس، لثاني هزة أرضية خلال أربعة أيام، دعت محافظة واسط هيئة الأنواء الجوية إلى تفحص المناطق الشرقية من المحافظة التي شهدت هزة أرضية الخميس الماضي.
وقال مدير هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي داوود شاكر محمود في اتصال هاتفي مع "المدى" أمس: إن هزة أرضية بقوة 4,2 درجة على مقياس ريختر المؤلف من 9 درجات، ضربت محافظة ميسان في الساعة 12,41 من صباح أمس الأحد.وأضاف أن موقع الهزة هو 27 كم شرق قضاء علي الغربي التابع لميسان، وقد شعر بها المواطنون في جميع مناطق القضاء وأجزاء من محافظة ميسان، مشيرا إلى أنه لم ترد أية معلومات عن خسائر بشرية أو مادية.ودعا محمود "الدوائر كافة التي تعنى بالتخطيط والعمران والبناء إلى الأخذ بنظر الاعتبار العامل الزلزالي عند إنشاء المباني وخاصة المستشفيات والعمارات السكنية والمصانع والمعامل وغير ذلك". ولفت إلى أنه "من الناحية العلمية والبنيوية فإن العراق يقع ضمن الصفيحة العربية التي تتحرك باتجاه الشمال الشرقي بحركة انتقالية وتصطدم مع الصفائح الإيرانية وهذا يسبب تكسرا في القشرة الأرضية والتي تتسبب بدورها هزات أرضية".محمود أفاد بأن محافظتي ميسان وواسط والمناطق المحاذية لإيران تتعرض للزلازل منذ العام 2004, بقوة تتراوح بين 3 – 4 درجات ونصف الدرجة على مقياس ريختر، مبينا أنه "وفقا لهذه المعطيات وحسب علم الزلازل نتوقع أن تحدث هزات أرضية أخرى لكن لا نعلم كم ستكون قوتها أو متى ستحدث أو أين"، مستدركا أن "جميع الاحتمالات واردة وما زلنا نبحث في الموضوع".وبشأن طلب المواطنين وضع أجهزة الإنذار المبكر للزلازل بين محمود "لم نضع ضمن خطتنا هذا الأمر لأنها لا تفيد بشيء لأن العلم لم يتوصل لغاية الآن إلى التنبؤ بوقت وقوع الزلزال", لكنه طمأن بأن "أجهزة الرصد الزلزالي الخاصة بالهيئة متطورة جدا".يذكر أن هزة أرضية ضربت الخميس الماضي محافظتي ميسان وواسط قوتها 4,8 درجة على مقياس ريختر.وشهدت محافظة كركوك الأسبوع الماضي، هزتين أرضيتين بلغت قوتهما نحو 5 درجات على مقياس ريختر، ضربتا المنطقة الجنوبية من المدينة. كما تعرضت منطقة شمال بغداد في شهر تشرين الثاني الماضي إلى هزتين أرضيتين، الأولى بقوة 2.9 درجتين على مقياس ريختر، والثانية بقوة 3.5 درجات. وكانت وكالة "آكانيوز" للأنباء قد نقلت عن علي عبد الخالق المسؤول في هيئة الأنواء الجوية، أمس الأول، قوله: إن العراق يقع ضمن حزام زاكروز الزلزالي الذي يتميز بزيادة النشاط الزلزالي، وخاصة المنطقة الشمالية التي بدأت تشهد هزات أرضية متزايدة بعد الهزة التي ضربت تركيا العام الماضي. وأوضح عبد الخالق أن "هيئة الرصد الزلزالي وبعد تحليل القراءات التي سجلت في محافظة كركوك الأسبوع الماضي لاحظت زيادة في النشاط الزلزالي في المنطقة"، مبينا أن "نشاطا زلزاليا بدأ يزداد أيضا في محافظة ميسان". وبين أن "العراق يمتلك شبكة للرصد الزلزالي متطورة موزعة على ستة مواقع هي الموصل وكركوك وبدرة بمحافظة واسط والناصرية والرطبة بمحافظة الأنبار وبغداد"، مشيرا إلى أنها منظومة مرتبطة بأقمار صناعية تزود المحطة الرئيسية في بغداد بالمعلومات الفورية عن النشاطات الزلزالية". وتتعرض مناطق في إقليم كردستان إلى هزات أرضية بصورة متكررة لكنها بدرجات قليلة على مقياس ريختر ولا تؤدي إلى خسائر مادية أو بشرية. وتقول هيئة الرصد الزلزالي إنه ومن خلال تحاليل المرصد الزلزالية في بغداد والنشاط الزلزالي لمئة عام ماضية، تبين أن بغداد لن تتعرض إلى هزة أرضية كبيرة في الوقت الحاضر.إلى ذلك، دعت محافظة واسط، الهيئة العامة للرصد الزلزالي إلى تفحص المناطق الشرقية من المحافظة للتأكد فيما إذا كانت ستتعرض إلى هزات أرضية على غرار الهزة التي ضربت تلك المناطق مساء الخميس الماضي أم لا، بغية اتخاذ التدابير الوقائية.وقال نائب محافظ واسط للشؤون الفنية عمار عيسى ناجي لـ"آكانيوز": إنه "بات من الضروري قيام هيئة الرصد الزلزالي بزيارة المناطق الشرقية من محافظة واسط للتأكد فيما إذا كانت ستتعرض لهزات أرضية قريباً أم لا". ودعا الهيئة إلى "نصب أجهزة رصد وتحسس لتلك الهزات في المحافظة، ولابد من تفحص تلك الأجهزة باستمرار للتأكد من فعاليتها في الكشف عن الهزات الأرضية قبل وقوعها بما يكفل اتخاذ التدابير الوقائية لحماية السكان والممتلكات في حال وقوع هزات جديدة".
تزايد النشاط الزلزالي فـي العراق

نشر في: 11 مارس, 2012: 10:21 م