TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس :جهاز كشف الكذب

قرطاس :جهاز كشف الكذب

نشر في: 12 مارس, 2012: 08:58 م

 أحمد عبد الحسين النائب في البرلمان المصريّ "أنور البلكيمي" لم يكنْ أول سياسيّ كاذب ولن يكون الأخير، فأن تكون سياسياً يعني أن تتهيأ لتكون كذاباً عند الضرورة، لكن المزعج "والمضحك" في حكاية البلكيمي أن كذبته لم يكن لها ما يبررها، الرجل أجرى عملية تجميل لأنفه "الطويل حقاً" لكنْ يبدو انه خجل من ذكر الحقيقة، خاصة وانه ينتمي إلى الحزب السلفيّ، وهو قد يكون في عرفه "أن تغيير خلقة الله حرام"، فكذب وقال للصحفيين إن عصابة ضربته وكسرتْ أنفه وسرقتْ منه 100 ألف جنيه " ما يعادل 18 ألف دولار".
لا أعرف كيف سيبدو شكل البلكيمي لو صدّق الناس كلامه، لو لم يفضحه محاميه، هل سيستغربون من أنفه الجديد أم سيبحثون عن هذه العصابة العجيبة التي ما أن تلكم أنف أحد ما حتى يقصر ويصبح جميلاً؟المهمّ أن النائب المصريّ لم ينجُ بكذبته، وافتضح على الملأ، حتى انه صرخ أمس في مؤتمر صحفيّ "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". لكنّنا نعرف أن أهل الأرض نادراً ما يرحمون.أحد أصدقائي من المصريين الظرفاء اقترح ـ أمس في فيسبوك ـ على البرلمان المصريّ أن يضع أجهزة لكشف الكذب في قاعة البرلمان، لأنّ الشكّ بدأ يساورنا في جميع السادة النوّاب، خشيت أن ينفذ المصريون هذا الاقتراح وتصل إلينا ـ نحن العراقيين ـ هذه العدوى، ونرى قريباً أجهزة كشف الكذب في باب البرلمان العراقيّ جنباً إلى جنب مع أجهزة كشف المتفجرات التي لم تمنع محاولة تفجير البرلمان، المحاولة اليتيمة والمتنازع عليها بين القبائل، فكلّ منهم يدّعي أنها جاءتْ لاغتيال شيخ قبيلته.لو نُفّذ هذا الاقتراح عندنا لرأينا العجب، لرأينا مثلاً نائباً حصل على جنسية دولة اجنبية، والمعروف ان هذه الدولة لا تمنح جنسيتها إلا بعد تخلي المواطن عن أية جنسية أخرى، وإذا حسبناها حساب عرب، فإنّ ذلك يعني أن نائبنا تخلى عن جنسيته العراقية طوعاً، ومع ذلك فهو نائب يمثل الشعب الذي لم يعد ينتمي إليه. لرأينا مثلاً السياسيّ العراقيّ الذي حُجز في مطار مؤخراً لأنه يحمل اسمين في جوازين مختلفين ثم ادعى أن ضابط المطار يحبّ صدام ولذلك احتجزه، ولو كان ضابط المطار يعلم أن للسيد السياسيّ العراقيّ اسماً ثالثاً "إيرانياً" لطال احتجازه.لكنْ هل  جهاز كشف الكذب سيكون ناجحاً في كشف أكاذيب كهذه، أم أن السيّد ذا الأسماء الثلاثة "ومثله السيّد المتخلي عن جنسيته العراقية" سيعرف كيف يتحايل على أجهزة كشف الكذب، لأنهما ـ هما لا غيرهما ـ مَنْ سيستورد هذه الأجهزة من بريطانيا العظمى، وسيحرصان على أن تكون غير نافعة، حديدة عن الطنطل، حالها حال أجهزة كشف المتفجرات التي نراها حتى في أحلامنا لكنها لا تشير إلا إلى الشامبو من ماركة هيد أند شولدر!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram