محمود النمر احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بالفنانة المتألقة هناء عبد الله، في إطار استعادة تاريخ فني متواصل في فن الرقص الفلكلوري الذي امتد على مدى أربعة عقود. قدّم الجلسة الناقد السينمائي كاظم مرشد السلّوم، مشيرا إلى قيمة الرقص الفلكلوري عند الشعوب المتمدنة التي تبحث عن الجمال والحب الذي يثير في الرقصات الإيحائية والتعبيرية إلى الحزن السامي للشجن أو يمنح الحضور سرب فراشات يتزينَّ بألوان تشبه أرواحهن الحالمات .
وتحدثت الفنانة هناء عبد الله عن بداياتها في فن الرقص وهي تسترجع كيف انتمت إلى فرقة الرشيد للفنون الشعبية عندما تأسست في عام 1964 التي أسسها الفنان الكبير حقي الشبلي ، وكيف كانت تؤدي الرقص وهي في عمر سبع سنوات في الحفلات التي تقام في المحلة ، وكانت تؤدي الرقصات الشعبية وخاصة الرقص الشرقي ، وفي هذا السن المبكر الذي دفعها إلى هذا العالم المليء بالفضول، وعندما أصبحت في سن الثانية عشرة اتصلت بأحد أعضاء فرقة الرشيد للفنون الشعبية الذي كان يجاورهم وبعد تدخلات وممانعات كثيرة من قبل أهلها وتدخل الأستاذ حقي الشبلي مع العائلة تم إقناع الجميع على الانضمام إلى الفرقة بعدما خضعت إلى الاختبار من قبل الفنان الكبير سالم حسين والمدرب السوري عدنان ميمي وغانم حداد أستاذ الموسيقى، وعند نجاحها في الاختبار خضعت للتدريب من قبل سلمان محمد وهو أيضا كان راقصاً في الفرقة .وأضافت هناء عبد الله : كنت استغرب الجو لصغر سني وعندما اخضع للتدريب وتعليم الحركات كنت لا أحب أن يلمسني المدرب لتعليمي الحركة الإيمائية المعبرة ، وكان من ضمن الفرقة الفنانة الراحلة مي جمال وكان من ضمن الذين يشرف على تدريبنا الفنان سامي عبد الحميد برقصة "بائعة اللبن".وأشادت الفنانة هناء بالمدرب السوري "عدنان ميمي" الذي كان اختصاصه (فلكلور أندلسي) وكانت أكثر الرقصات التي تؤديها لحبها لهذا الفن من الرقص وهي أصيلة ، وتذكرت مدير الفرقة الفنان عبد الله العزاوي والكادر الموسيقي الذين كانوا فنانين كبارا ومطربين كبارا منهم سعدي الحلي وعبد الزهرة مناتي وحسين عبد الله وجبار عكار .واسترسلت هناء بذكرياتها عندما جاءت الفنانة والمدربة الروسية - قمر خانم - وكيف انتخبت مجموعة من الراقصين والراقصات منهم - ريتا جون - وناهدة علي - وسلمان محمد - وحسن سعدون، وبعد انضمام مجموعة جديدة إلى الفرقة القومية للفنون الشعبية التي استبدلت بهذا الاسم الجديد .وقد بدأت من الصفر بتمرينات صعبة منها الآلية وتهيئة الأجسام وتدريب باليه، وقد كانت قمر خانم فنانة قديرة ومبدعة علمتنا ما قيمة هذا الفن الرفيع ،وهي كانت من جمهورية – أذربيجان – وقد قدمنا أعمالا كثيرة منها – عنتر وعبلة – ورقصة الهجع – والدحه البدوية - كانت هناك نجاحات باهرة لفرقتنا في جميع أنحاء العالم .ودعت الفنانة هناء عبد الله الى إقامة تمثال نصفي لها تقديرا لتفانيها في هذا الفن الرفيع التي آثرت أن تضحي من اجل تحيا الفرقة القومية للفنون الشعبية ، وكان هذا التكريم الذي أعلنه د. شفيق المهدي مدير عام السينما والمسرح بعد عودتها من مهرجان الفنون الشعبية المقام في السويد. اشترك في الحديث عن الفنانة المحتفى بها ، الأمين العام الشاعر ألفريد سمعان الذي كرمها بلوح الإبداع والقاص شوقي كريم والتشكيلي حسن عبد الحميد وباقة ورد من إياد الهيتي رئيس منتدى هيت الثقافي وباقة ورد من صباح محسن عضو الملتقى.
هناء عبد الله في الخميس الإبداعي..تجليات أميرة الرقص الفلكلوري العراقي
نشر في: 13 مارس, 2012: 07:37 م