 كربلاء/ أمجد علي تسبّبت العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بانخفاض سعر التومان الإيراني، في وقت تعد إحدى العملات العالمية القابلة للتداول والتحويل والتعامل في أسواق كربلاء بسبب كثرة الزوار الإيرانيين الذين يصل عددهم إلى أكثر من ثلاثة آلاف زائر يومياً. وشهدت أسواق كربلاء تبايناً في تأثير انخفاض قيمة التومان بين المتعاملين.
بعض المسؤولين في المحافظة عدوا الانخفاض مؤثرا على الحركة السياحية وقلة عدد السواح فيما قال آخرون انه لا يؤثر على عدد الزوار بل يؤثر على الحركة الاقتصادية، فيما أكد طرف ثالث انه لا يؤثر إلا على المتعاملين في البورصة والكسبة البسطاء. ويقول صاحب مكتب صيرفة في مدينة كربلاء عباس حياوي لـ (المدى) إن ما حصل في إيران انعكس سلباً على العراق وخاصة في المدن المقدسة لأن العقوبات التي فرضت على إيران تسببت بتدني سعر صرف التومان الإيراني في سوق تعاملات العملات الأجنبية.ويبين إن أصحاب مكاتب الصيرفة كانوا هم أول الخاسرين بمبالغ كبيرة فقد كان سعر الصرف للتومان قبل الأزمة السياسية التي تضرب إيران يصل إلى 1250 دينارا عراقيا انخفض ليصل إلى اقل من 500 دينار مما عرض الكثير من المتعاملين مع التومان إلى خسائر كبيرة.ويوضح صعوبة إلغاء عملة التومان لأن الزوار الإيرانيين هم الأكثر بين زوار العالم وان جميع الفنادق والمطاعم التي تجدها في كربلاء لا يسكنها عراقيون إلا ما ندر وهي تنتظر الزوار الأجانب والعرب والعدد الأكبر للزوار الإيرانيين الذين يأتون بواسطة شركات سفر خاصة. فيما يقول صاحب مكتب صيرفة آخر في سوق البورصة الكربلائي حسين علي إن "الخسارة الأولى التي تكبدتها وصلت إلى 112 مليون دينار لأن الأمر حدث بسرعة بالنسبة لنا"..ويؤكد إن "التومان سينخفض من جديد إذا ما اشتدت العقوبات على إيران ولكننا ربما لن نتعرض الى خسارة ثانية لأننا نرسل ما لدينا من عملات إيرانية إلى بغداد في اليوم ذاته والتي تقوم بدورها ببيعه داخل إيران لكي تتخلص من الخسارات الكبيرة". في الوقت نفسه يقول رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة كربلاء طارق كطيفة الخيكاني إن الأمر لا بد أن ينعكس على الحركة السياحية والاقتصادية والتجارية..ويوضح لـ (المدى): إن أي انخفاض للعملة يؤثر على أبناء البلد وهذا يعني ارتفاع سعر الدولار في الأسواق، مما يعني ضعف القدرة الشرائية فضلا عن الأحداث السياسية التي يمر بها الشعب إذا ما تعرض إلى عقوبات كما مررنا نحن في تسعينيات القرن الماضي.ويزيد الخيكاني أن العقوبات على إيران تسببت ليس بتدني سعر الصرف للعملة الوطنية، بل بقلة أعداد الزوار لذلك أثرت على الحركة الاقتصادية للفنادق والمطاعم ومكاتب الصيرفة وحتى الباعة المتحولين لأن في كربلاء حركة أيدي عاملة تأتي نهارا وتعود مساء للعمل في المدينة. ويشير إلى أن الحكومة المحلية دعت إلى إلغاء سمة الدخول على الزوار الإيرانيين بهدف زيادة أعدادهم عمّا تم الاتفاق عليه لأن الاتفاقية الموقعة بين العراق وإيران منذ أكثر من خمس سنوات نصت على دخول 2500 زائر إيراني يوميا، إلا إن واقع الحال يقول أن الذين يدخلون المدينة لا يتجاوز عددهم 1500 زائر يوميا.. ويقترح الخيكاني اعتماد سياسة اقتصادية لتعويض هذه الخسائر كان يكون التعامل بالدولار مع الزوار لحين انتعاش قيمة التومان الإيراني فضلا عن إلغاء الإجراءات السياحية التي تستوفي من الزوار أموالا كضرائب بهدف تشجيع السياحة في المحافظة. إلا إن مسؤولا آخر نفى أن يكون هناك أي تأثير لتدني العملة الإيرانية على الحركة السياحية في المدينة. ويقول رئيس رابطة المطاعم والفنادق السياحية في المحافظة محمد صادق الهر:  لا تتأثر الحركة السياحية بانخفاض العملة الإيرانية مقابل الدولار والدينار، مبيناً ان التأثير السلبي ينعكس على التسوق والحركة التجارية بعض الشيء.ويضيف الهر أن الحركة السياحية تسير نحو الأفضل وان هناك أكثر من 400 فندق سياحي حديث بصدد المساهمة بتقديم خدماتها إلى جانب المئات من الدور والشقق المنتشرة في المدينة القديمة وان عدد الزوار ربما سيزداد لأن هناك حوارات بين الجهات المسؤولة لرفع أعداد الزوار الوفدين إلى المدينة.ويؤكد أن الصعوبات والمعوقات التي تواجه الواقع السياحي في المحافظة تنحصر في الروتين الإداري في منح الموافقات اللازمة للفنادق الجديدة، مناشداً وزارة الدولة للسياحة وكذلك الحكومة المحلية إلى رفد السياحة الدينية بالتسهيلات اللازمة لتطويرها.