TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت الضغط العالي :معيار لقياس الحكومة

تحت الضغط العالي :معيار لقياس الحكومة

نشر في: 13 مارس, 2012: 10:25 م

 قيس قاسم العجرش النقد الموجه للأداء الحكومي فاض حتى صار معتاداً جداً لا يروي العطش إلى توصيف حالنا بدقة، احتار العراقيون بكل شيء اليوم تقريباً. بل إن قصة الاختلاف مع الحال المستدام صارت تخضع نفسها لتساؤل.
النقد والشتائم والصراخ والفضائح والنوائح والمطبات والعثرات كانت إلى قبل عام مضى لا تنفع شيئاً لكنها اليوم انقلبت كوسيلة وأصبحت بدلاً من الحث على التصحيح تنفع ضفة الحكومة!كيف ذلك؟.لكن لو حاولنا أن نقود النقد باتجاه آخر، لنفترض إنه يتوجه الى الناخب (صانع الكتل السياسية ومانح الحق بشرعية الحكومة).لنفترض أن هذا المواطن الناخب مازال عاجزاً لسبب ما عن توجيه رأيه بصورة تمكنه من تغيير المشهد الحال بيننا نحو الأفضل.ولنفترض إنه قرر أن يتخلى أخيراً عن هواه الذي جنى عليه سابقاً وجعله في مهب رياح الطائفية والتخندق المناطقي .هل سنكون فعلاً عندها في مواجهة مع قوى ترفض التغيير والتداول السلمي للسلطة؟هل نتوقع (ولنكن واقعيين في توقعاتنا)،أن ترحل هذا القوى التي شفطت الفرصة في التحول الديمقراطي واستخدمت الفساد والمال المسروق عبر آليات السلطة من أجل شراء مزيد من السلطة ، هل يمكن ذلك؟هل يمكن أن يتنازل هؤلاء عن حصصهم في مستقبلنا وقد كانت لهم حصة عظمى في حاضرنا وماضينا؟بل هل يمكن أن نكون بسذاجة مطلقة فنتوقع تراجعهم أمام رغبة شعبية في تغييرهم؟ هذا بعد هذه التجربة مع أفعوانيات السلطة وقدرتها الفائقة على التخادم والانتهازية لأي ظرف يمر بها وبنا.مثلا، انتفعت السلطة عملياً من شيوع اللهجة الطائفية فظهر لنا طائفيون يتقنونها ويتفننون بكلماتها، ثم انتفعت من القطيعة العربية واليوم تنتفع من القمة العربية ، انتفعت من التحشيد بالضد من سوريا المتهمة بدعم الإرهاب في العراق واليوم تتهم الإرهاب باستهداف سوريا ، انتفعت السلطة من دعاوى الفيدرالية واليوم تتهم الداعين لها بأنهم انفصاليون يسعون إلى تفتيت العراق.قد تبدو القدرة على التأقلم مع الكوارث على أنها إيجاب أو امتياز لكن هذا ليس كل ما في الأمر، فالقدرة على التأقلم والتعايش التي يتمتع بها الفرد العراقي في تعامله مع القسر والقوة المستبدة والتي يمتاز بها العراقيون، غالباً ما تكون مقدمة لعهد غير متوقع من الفوضى.هذا الذي لا نعرف إنه ينتظرنا أم ننتظره.لا نعرف إن كان العراقي الفرد هو الذي يقود السلطة أم إنها تحسن قراءة غرائزه فتضخ إليه مزيداً من مخدرات الانقياد.هذا الموقف التساؤلي مع السلطة هو الذي ينبغي أن يحاط بالأسئلة على ألا نغادرها حتى نعرف حلاً لها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق يعطل الدوام الأحد المقبل

إعادة 20 مليار دينار إلى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية

بعد سنوات عجاف… هور الشويجة يعود إلى الحياة من جديد

البرلمان يناقش نظام المحاولات وتدرج ذوي المهن الطبية في جدول أعمال جلسته غدًا

إيران تتعهد بتعزيز الشفافية النووية وترفض التفاوض تحت التهديد

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram