TOP

جريدة المدى > محليات > الكثير من مراهقي وشباب ميسان يعيشون حالة من الهلع

الكثير من مراهقي وشباب ميسان يعيشون حالة من الهلع

نشر في: 14 مارس, 2012: 08:31 م

 ميسان / رعد شاكراستغرب الأب من الانقلاب المفاجئ لسلوك ابنه المراهق سلام الذي  لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر، فبعد أن دأب  الابن على تجاهل التأنيب المتواصل له من قبل أبيه وأخوته الأكبر سنا على طريقة تصفيف وتلميع شعر  رأسه الذي كان يعقده من الخلف بشريط رفيع اسود واستهجان ذويه لملابسه التي لا تعدو سراويل الجينز الضيقة  والقمصان المزركشة المخصرة إضافة لاستهزائهم باكسسواراته اليتيمة التي لا تعدو سلسلة فضية  اتخذها قلادة تتدلى على صدره الناحل.وبعد أن كان يقابل كل تلك المضايقات بصمت ولا أبالية مصرا على حريته الشخصية في اختيار تسريحة شعره وفي أزيائه،
ها هو اليوم  ينقلب 180 درجة  ليعقد ألسنة جميع أفراد عائلته بالدهشة وهم يحدقون به إذ  يدخل المنزل بملابس فضفاضة وبرأس حليق، ليمر بهم سريعا ثم يدخل غرفته ويغلق بابها عليه. المراهق العماري سلام  ليس من (الإيمو) ولكنه وكثيرين جدا من المراهقين والشباب الذين كانوا يحبون ارتداء السراويل الضيقة المعروفة بـ( البوري ) والقمصان الكلاسيك اللصيقة بالجسد وبعضهم يتزين الأكسسوارات البسيطة و إطالة شعر الرأس وتصفيفه وتلميعه بـ(الجل )وبشكل مغاير للمألوف،ورغم أن هؤلاء ليسوا من ( الإيمو) من قريب أو بعيد ولكن الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام مؤخرا عن تعرض عدد من مقلدي الإيمو للمطاردة والتنكيل والقتل  من قبل مجاميع مجهولة، زرعت الرعب في صفوف هؤلاء المراهقين والشباب فعمدوا إلى العزوف عن أزيائهم المفضلة وحلقوا رؤوسهم وفق القصات النمطية  خوفا من تعرضهم للأذى. هذه الملابس الشبابية في ميسان  شهدت كذلك كسادا كبيرا بعد عزوف زبائنها الذين كانوا يتزاحمون قبل أيام لاقتناء ما يرغبون، ويقول أحد أصحاب هذه البسطيات المنتشرة بكثرة  في مدخل سوق العمارة إن رزقه قد انقطع بعد عزوف الشباب عن شراء معروضاته من سراويل الجينز (البوري) مضيفا للمدى " كنت أبيع بين 10 – 15  بنطالا في اليوم ولكنني منذ أسبوع ولغاية اليوم لم أبع أي قطعة رغم أنني خفضت السعر إلى النصف، ويبدو أنني سأتخلص من هذه البضاعة متحملا الخسارة لأتسوق سراويل  اعتيادية  (رسمية ) بدلها حيث الإقبال عليها كبير من قبل الشباب الذين كانوا يفضلون الـ(بوري) وهجروه اليوم  بسبب الخوف من تشبيههم بالإيمو  والجراوي من قبل الآخرين " وغير بعيد عن هذه البسطية بح صوت بائع آخر للترويج لبضاعته من القمصان  الضيقة المعروفة بـ(البدي) معلنا  بصوت جهوري عن تخفيضات كبيرة :" أبو العشرين ألف.. بخمسة آلاف  "  ولكنّ أحدا لم يقترب من بسطيته.  صالونات الحلاقة بدورها شهدت زحاما من قبل  مجاميع  من الشباب الذين سارعوا لحلاقة رؤوسهم  وسط تبادل النكات والتعليقات الساخرة في ما بينهم وبين الحلاقين الذين يمازحونهم، ولم يخف أحد الحلاقين الذين تواجدت المدى في صالونه عن تشفّيه بأحد زبائنه الشباب وهو يكيل له التعليقات الساخرة مع كل ضربة مقص " مو صار شهور أكلك تعال أخفف لك شعرك ما تجي إلا بالخوف.... شيفيدك ذيل الحصان إذا  خبزوك ببلوكة ترس... ها حسوني هسة مو أحسن من كبل "أحد الشباب الذي كان ينتظر دوره لصعود كرسي الحلاق علق ضاحكا "  مصائب قوم عند قوم فوائد "المدى استطلعت آراء عدد من المراهقين والشباب عن أسباب  (انقلاب الموضة ) و تسارعهم لحلاقة رؤوسهم وعما إذا كانوا قد تلقوا تهديدات من أحد، فأجمع من تحدث منهم للمدى على نفي تعرضهم لأي تهديد ولكنهم لم يخفوا خشيتهم من التعرض للملاحقة أو حتى القتل كما حدث لبعض شباب العاصمة  بحجة  تقليد  (الإيمو) كما يقولون، فيما عبر البعض منهم عن استيائه من تدخل بعض القوى والجهات التي لم يسموها في شؤون الشباب الخاصة وحرياتهم الشخصية من جهة الملبس أو إطلاق شعر الرأس،  مؤكدين للمدى أنهم لم  يحلقوا رؤوسهم  عن قناعة ولكن خوفا من التعرض للأذى من قبل بعض  ما أسموهم بالمنفلتين، مشككين بقدرة الجهات الأمنية على حمايتهم من أولئك المتشددين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأنواء الجوية: أمطار حتى الجمعة المقبلة
محليات

الأنواء الجوية: أمطار حتى الجمعة المقبلة

بغداد/ المدى توقعت هيئة الأنواء الجوية، تساقطاً للأمطار حتى الجمعة المقبلة. وذكر بيان للهيئة، أن "طفس الثلاثاء سيكون غائماً مع تساقط زخات مطر خفيفة إلى معتدلة وتكون على فترات في المنطقتين الوسطى والجنوبية، وخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram