اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عمليات النهب لمفاعل "التويثة " سبّبت أمراضاً سرطانية

عمليات النهب لمفاعل "التويثة " سبّبت أمراضاً سرطانية

نشر في: 16 مارس, 2012: 07:00 م

 بغداد/ إيناس طارقيسكن قرية الوردية قرب جسر ديالى بمسافة خمسة كيلومترات عن منطقة الزعفرانية، ولا تبعد عن مفاعل تموز "لتويثة" أكثر من كيلو متر واحد...  كان يتوق الدخول إلى مبنى المفاعل المحصن ليرى ما بداخله، وتحققت أمنيته بعد 9/4/2003.
 كان المبنى  قد هجره الموظفون وبقي من دون حماية أمنية، فالقوات الأمريكية "المارينز" تركته بعد أن كانت تقف لأيام بالقرب منه ، والفرصة أصبحت كبيرة للحصول على غنائم ثمينة فيه، والكثيرون كانوا يريدون الانقضاض عليه وسرقته، ولم يحصدوا غير الأمراض السرطانية.أبو رشاد يسرد قصته مع المرض الذي أصيب به بعد استخدامه محتويات سرقها من مفاعل "التويثة"، كانت عبارة عن علب معدنية استخدمها للطبخ ، وبراميل استعملها لخزن ماء الشرب ليقضي على معاناته في انقطاعه المستمر بسبب تعرض أنابيب مياه الإسالة  الى التخريب. التقينا به في مستشفى الطب الذري وهو يستعد لأخذ جرعة الكيمياوي، التي اعتاد عليها منذ 9 سنوات، أصبحت حالته تسوء يوما بعد آخر. يقول أبو رشاد : ذهبت مع مجموعة من سكان القرية وقمنا بكسر الأبواب المحصنة الداخلية للمفاعل بإطلاق النار على الأقفال من أسلحة تركها الجيش العراقي السابق في المنطقة. مضيفا "بدأنا باكتشاف المجهول ، وجدنا براميل ذات لون رصاصي وثلاجات عملاقة ومجموعة من علب معدنية صفت في رفوف، ولا نعلم ما كتب عليها لأنها باللغة الانكليزية ... افرغناها من محتواها ورميناه على الأرض وجمعنا العلب المعدنية "الألمنيوم"  الفارغة ، وكانت تحتوي على  أنابيب تحليل زجاجية مملوءة بمواد نجهلها ، وفجأة أصبح المفاعل مكتظاً بالسكان القريبين الذين ما يستطيعون حمله من محتويات المبنى . أبو رشاد لم يكن الوحيد الذي تعرض الى الإصابة بأمراض جلدية هاجمت جسده فجأة، فلم تمض سوى أيام قلائل على سرقة المفاعل من قبل سكان التويثة حتى بدأت أعراض أمراض جلدية تظهر على الرجال والنساء على حد سواء. وزوجة أبو كريم – من سكنة المنطقة ذاتها – قد تعرضت أيضا لأمراض غريبة أنهت حياتها ، فقد أصيبت بنوبة قلبية مفاجأة أفقدتها الحياة في الحال.  وقد اكتشفت قبل وفاتها بأيام بقعاً ذات لون قاتم تكبر في صدرها، وأخبرتها طبيبة المركز الصحي في الزعفرانية انها مصابة بسرطان الجلد!ما زال التلوث مستمراً وما زال التلوث مستمرا رغم مطالبة منظمات حكومية وهيئات منظمات دولية بضرورة معالجة الأجواء العراقية من التلوث الذي أصبح كابوساً يلاحق العراقيين أينما ذهبوا بسبب انتشاره في الماء والتربة والهواء، ويقدر تقرير للأمم المتحدة بان  كلفة الإجراءات اللازمة لمعالجة التلوث وتقليل المخاطر الناجمة عن وجود النفايات الخطرة في العراق مقداره 40 مليون دولار، و تشمل إقامة مرافق لمعالجة النفايات (22 مليون دولار)، إدارة الصناعات النفطية للمواقع الملوثة التابعة لها (10 ملايين دولار).أربعون موقعاً ملوثاً وأكدت دراسة عراقية رسمية وجود أكثر من 40 موقعاً في العراق ملوّثا بمستويات عالية من الإشعاع والسموم، مشيرة إلى أن ثلاثة عقود من الحرب والإهمال، خلّفت دماراً بيئياً في أجزاء كبيرة من البلد. وحسب الدراسة الصادرة عن عدد من الوزارات العراقية المختصة، فإن مناطق داخل أو بالقرب من المدن والبلدات الكبيرة، بضمنها النجف، البصرة، والفلوجة، يوجد فيها نحو 25 بالمائة من المواقع الملوثة، التي ظهرت فيها نسب متزايدة لإصابات السرطان، والعيوب الولادية خلال السنوات الخمس الماضية. والدراسة التي شاركت فيها وزارات البيئة، والصحة، والعلوم، وجدت أنّ ساحات معادن الخردة أو كما يسمى في العراق حديد السكراب في بغداد والبصرة وحولهما، تحتوي على مستويات عالية من الإشعاعات الخطرة، والتي يُعتقد أنها من مخلفات اليورانيوم المنضب الذي استعمل في الذخائر الحربية خلال حرب الخليج الأولى، ومنذ سنة 2003.تطهير مناطق العراق وأكد رئيس هيئة تطهير المناطق من الإشعاع النووي عدنان جرجيس في تصريح سابق: لقد أخبرت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية الذين زاروا المواقع، حتى لو توفرت لنا أحسن العلوم في العالم، لما استطعنا تطهير تلك المناطق قبل سنة 2020. من جانب آخر تؤكد بشرى علي أحمد، مديرة مركز الحماية من الإشعاع أن 80 بالمائة فقط من الأراضي في العراق ممسوح حتى الآن. وأضافت: “نحن نركز حتى الآن على المواقع الملوثة بسبب الحروب. ولدينا خطط إضافية لمسح المناطق التي دمرتها الحرب”. وأضافت: “المشكلة الكبيرة هي في انتقال المواد الملوثة بالإشعاع ، مثل انتقال دبابة محطمة وملوثة إلى منطقة أخرى، وعملية تطهير مثل هذه المواقع تستغرق زمناً طويلاً.الدوارة والسكراب أما مشكلة انتشار التلوث من مواقع منطقة التويثة هو نقل البراميل والسكراب من منطقة إلى أخرى وهذا ما زاد في دق ناقوس الخطر بين المتعاملين، فالسكان يشكلون طبقة فقيرة  ويعتاشون على ما يجنوه من بيع طحين الحصة الأسمر أو جمع السكراب ، فحكاية أم زمن التي أصيبت بشلل في أصابع قدم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram