اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أستاذه عراقيّ ويعشق الحرف العربيّ..جولين بريتون يخترع فناً خاصاً به

أستاذه عراقيّ ويعشق الحرف العربيّ..جولين بريتون يخترع فناً خاصاً به

نشر في: 16 مارس, 2012: 07:59 م

أحمد عبد الحسينإذا كان هناك رجل يعشق الفلسفة والكتابة والرسم والتصوير الفوتوغرافيّ والرقص على أغاني الهيب هوب، يعشقها كلها دفعة واحدة ويسحره في الآن ذاته الخطّ العربيّ، وأراد أن يجمع هذه الفنون جميعها في فنّ واحد، فسيكون اسم هذا الرجل جولين بريتون، وسيكون اسم الفنّ الجديد light calligraphie أو الخطّ الضوئيّ.
منذ أن رأيته في برنامج تلفزيونيّ على القناة الفرنسية 24 وأنا أتابع أعمال هذا الفنان الشابّ عبر الإنترنت، دهشتي كانت تتعلق بقدرته على جمع هواياته في فنّ ابتكره لنفسه واصطنعه اططناعاً ليتوافق مع ما يحبّ.يرسم بريتون بالضوء، ليس هذا الفنّ جديداً بالكامل، هناك صورة فوتوغرافية شهيرة لبيكاسو وهو يرسم بالضوء في الهواء، لكن جديد بريتون انه يخطّ الحرف العربيّ بحركات راقصة مستخدماً في الوقت نفسه كاميرا مثبتة أمامه لتصوير رقصته التي سيمحو منها جسده ليتبقى في النهاية الضوء فقط وقد أصبح عملاً فنياً أخاذاً، فيه انسيابية الحرف العربيّ الذي يعشقه بريتون ويفضله على شكل الحرف اللاتينيّ، مرسوماً بضوء على ضفة نهر أو في استوديو أو في ساحة عامة بين جموع الناس.في حوار معه قال بريتون انه تأثر كثيراً بالفنان العراقيّ الخطاط حسن المسعوديّ، كنت أنتظر منه ذلك "الاعتراف" لأني منذ رأيت أعماله أحالتني تلقائياً لأعمال الفنان المسعوديّ التي يوقعّها غالباً باللون الفيروزيّ ممتدة أفقياً ممارساً لعبته الأثيرة في الخروج من تقاليد الخطّ العربيّ خروجَ درايةٍ وتدبّر.الاشتغال على سُمك الخطّ ونحافته والرغبة في جعل شكل الجملة أقرب للتجريد سمة المسعوديّ، واضحة هي الأخرى في أعمال بريتون، الذي أضاف إلى إعجابي به سبباً آخر حين سمى حسن المسعوديّ وهو يعدد أساتذته موجهاً له الشكر.يطلق بريتون على نفسه لفظ "المستعرب"، رغم انه لا يعرف العربية، لكنه مسحور بحروف لغتها، وجد فيها ضالته وهو ينشد المرونة التي تجعل العمل رقصة تعبيرية ضوئية. زار عدّة من البلدان العربية، ويفتخر بجملة سمعها من فنان تونسيّ قال له:" اكتشفتَ في لغتنا ما لم نكتشفه نحن العرب".عدم معرفته بالعربية يزعجه، وهو يقول في حوار معه نشره في صفحته الشخصية "أنا لا أطيق صبراً ن أجل تعلم هذه اللغة الجميلة، في كلّ يوم عمل أتقرب أكثر إلى العربية". لكني أظنّ أن عدم معرفته اللغة العربية أسهم بشكل إيجابيّ في عمله، فهناك الاعتباطية التي يراكم فيها الحروف دون ان يتقصد معنى محدداً لأنه يجهل اللغة، مكنته من التركيز على هيئة الحرف وتركيبه وكتلته وعلى اللون والضوء دون أن يشغل باله بدلالات خارج الشكل.أبعد من ذلك، يحاول بريتون وضع أبجدية لاتينية جديدة مستقاة من الحرف العربيّ، حرف "K" يرسمه بريتون مشابهاً تماماً للكاف العربية، يرى بأن الحرف اللاتينيّ جامد ومتكلس، وانه لا يفارق معطى عملياً وإجرائياً، بينما الحرف العربيّ له نحو علاقة بالروح، مثله في ذلك مثل الحرف الصينيّ الذي يقول عنه بريتون أن ميزة من يرسمه هي التأمل طويلاً قبل أن يخطه في ثانية واحدة.التأمل قبل العمل هو أيضاً عماد شغل بريتون، إذ أن عمله الفعليّ لا يستغرق سوى ثوانٍ معدودة، لكنّ جهداً كبيراً يبذله هو ومساعدوه من تحضير المكان إلى تهيئة الكاميرا وإعادة المحاولة مرة بعد أخرى لينجز لنا هذه الثواني العشر التي ستكون نتيجتها لوحة ضوئية متكاملة."هدفي القبض على سحر اللحظة"، يقول بريتون الذي كان وفياً لهواياته في الرقص والرسم والتصوير والفلسفة وحب اللغة العربية، وفياً إلى الحدّ الذي اخترع فناً خاصاً لها ليجمعها في جسد واحد اسمه light calligraphie.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram