TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > (النسـويّــة) فـي الـتـشـكـيــل الـمـعـاصــر

(النسـويّــة) فـي الـتـشـكـيــل الـمـعـاصــر

نشر في: 16 مارس, 2012: 08:00 م

علي النجارمالمولم يكن أمر الفن كممارسة ثقافية مهنية نسوية، كما هو الآن، ولو أن هذه، الآن، هي الأخرى خاضعة  للتساؤل أيضا، وبحدود ما، مع ذلك فإن لفرق لشاسع يفصل ما بين زمنين، هما قبل عام (60) من القرن العشرين، وما بعده. أنا أتكلم عن متغيرات المنجز الثقافي وبالذات التشكيلي الجنساني العالمي بمراكزه الحضرية المعروفة،
وتخصيصا، الحركة النسوية، أو كما اصطلح عليها (النسوية ـ1ـ) التي انبثقت منها (النظرية النسوية). والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، مع كل هذا الكم الهائل من الأسماء الفنية الذكورية التي احتفظت بها السجلات التاريخية والى زمن قريب، فأين معادلها من الأسماء الأنثوية؟ وإذا كانت ممارسة الفن الإنتاجية وكنشاط غريزي وذوقي جمالي، أو كحاجة إنسانية جوانية لا تخضع لحكر جنس إنساني بمعزل عن الجنس الآخر، أو كما اصطلح عليه من قبل الذكور بـ(الجنس الثاني) تمييزا له عن الجنس الأول (المتفوق!). فأين هي أسماء الفنانات على امتداد التاريخ الشخصي التقويمي للفن التشكيلي؟يبدو أن ثمة إقصاء متعمداً، أو أن اخصاء (بالمعنى الثقافي الذكوري)، لكل ما يمت للإبداع النسوي التاريخي السابق للثورة الستينية (النسوية) بصلة. بدءاً من العصور الذكورية البطولية الأولى (الرجل..السلاح)، وحتى أزمنة الثقافة الكهنوتية للأديان والمعتقدات المختلفة، بما حملته من تفسيرات وتلميحات جنسانية دونية وتهميشية. ولم يستثن من ذلك طروحات الرجل الفيلسوف، المشرع، العالم، المثقف. وحيث أن معظم النتاج الأثري الفني غفل عن توقيع أسماء مبدعيه، إلا قلة وهم أساسا من  ذوي الامتيازات السلطوية أو الكهنوتية لبعض الأزمنة الغابرة. سواء كان نحتا أو مصوغات، أو فخاريات، أو حتى مدونات فخارية أو حجرية. فمن يضمن بان كل هذا الإرث هو ذكوري فقط. وحسب ما وصل لنا افتراضا. وما تخليد سيرة بعض النوابغ الفنية لجواري(السبايا) للعصر الإسلامي الوسيط. أو المحضيات الأوربيات في بلاط الملوك. إلا لكونهن مطلوبات لمتعة راعيهم الشخصي أو لتكملة الإطار الديكوري للأبهة والاستئثار المعنوي والثقافي الذكوري. لقد شكلت تلك التواريخ، ولا تزال في مجتمعاتنا العربية أسيجة حماية ذكورية، ليس من السهولة أن تتجاوزها النساء، إلا ضمن المساحة الهامش التي توفرها لها مجتمعاتنا  الذكورية.في كتابها المهم (قوة الأشياء) تستعرض( سيمون دي بوفوار) ذاتها المدركة (ذكوريا) كمعادل لقرينها (سارتر). لقد كان إدراكها الذاتي المفرط هذا، ما هو إلا تحصيل حاصل للنظرية الوجودية التي هي أساسا مؤسسة ذكورية برموزها الفلسفية، كما هو حال النظريات الكبرى، بعد أن تمثلتها. مع ذلك فاعتقد ان مساهمة دي بوفوار في الحركة (أو الثورة النسوية) لا يستهان بها، حالها حال فرجينا وولف وحتى بعض الشيء (جروترود شتاين)، وان بدت النظرية النسوية غير متكاملة الصياغة، نتيجة لثقل الإرث النسوي السلبي. فاعتقد أن الزمن كفيل بتكملة ثلماتها. بعد كم التمهيدات النظرية والعملية (الاشتغالات الأدبية والفلسفية والعلمية، والفنية المتأخرة)، ومساحة الحرية الممنوحة. فعلى الصعيد الفلسفي (فضحت الناقدات النسويات الموضوعية الماكرة للعلم الذكوري. فنظريات فرويد، مثلا، تعرضت للتقويض بسبب نزعتها الجنسية السمجة، بافتراضها أن الجنسية النسوية يشكلها حسدها للذكر على العضو الذكري.2.). تفسير فرويد هذا، ما هو إلا تأكيد على المقولة الشائعة: كون المرأة إلا رحم.. هو هنا يعمم سياسة الهيمنة الجنسانية الذكورية، ليس إلا. وهذا ما تنوي هذه النساء الفنانات رفضه وتجاوزه في أعمالهن وبصور شتى، ربما تكون أعمالهن قاصرة عن استيعاب كامل الإدراك الجسدي، كجنس مستقل. أو هي استوعبته بطرق أداء مختلفة وفرها الزمن الفني ألما بعد حداثي بوسائله الأكثر ديمقراطية، بفضل تكنولوجياتها الشعبية الجديدة، ومنها الرقمية المشاعة. وخطوط التواصل العابرة.لقد تزامنت الحركات الثورية الإنسانية المناهضة للفكر والممارسة الاقصائية للبرجوازية المتعالية والعنصرية في بداية وخلال الستينات من القرن الماضي وحتى بداية السبعينات. ومنها الحركة النسوية ، حركة الطلاب (باريس وغيرها) وحركة الزنوج الأمريكية والعمال.  كان ذلك على وقع ما شهدته الولايات المتحدة بداية عام (ذ960) من حركة الحقوق المدنية، وحرب فيتنام، كذلك وسائل منع الحمل عن طريق الفم، وإصلاحات الكنيسة الكاثوليكية، والتجريب مع المؤثرات العقلية. مثلما شهدت العديد من البلدان المطالبة بالإصلاحات الاجتماعية. كما أن بعض من قضايا المساواة بين الجنسين كانت تهم  بعض الفنانين ذكورا وإناثا. على الرغم من أن الفن النسوي، ضمن صيغته النسوية المعاصرة، نشأ بزخم من عمل اهتمامات الفنانات والحراك النسوي أصلاً. لقد شكل فضاء ما بعد الحداثة حاضنا ملائما لانتعاش هذه الحركات الانتفاضية الإنسانية للفئات المهمشة اجتماعيا. بما وفرته الفلسفة التفكيكية الجديدة من إقصاء أو تجاوز لمفهوم المركز الغربي الانسانوي وفلسفته المتعالية. وبفقد هذا المركز توفر للأطراف مجال اشتغالات أوسع. وان وظف الزنوج الأمريكان النقد الساخر للممارسات العنصرية وبرموز زنجية. فإن الحركة النسوية لم تهمل الأنماط التعبيرية الساخرة أيضا ضمن اشتغالات أخرى أوسع مفهوميا، ل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram