TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: نصر الله يغيّر لهجته تجاه سوريا

في الحدث: نصر الله يغيّر لهجته تجاه سوريا

نشر في: 16 مارس, 2012: 08:15 م

 حازم مبيضينبالرغم من أن الشيخ حسن نصرالله, يرى أن التطورات الأخيرة في سوريا, تثبت أن الرهان على سقوط النظام, وانشقاق الجيش, وعلى حرب طائفية وتدخل عسكري خارجي, لن يؤدي إلى نتيجة, فإنه للمرة الأولى منذ عام, يعترف أن في سوريا غير ما كان ينكره, حين يقول إن حمص لا تشهد تمرداً ضد نظام الأسد,
وهو اليوم يتطوع لدعوة جميع الأطراف في سوريا, إلى إلقاء السلاح والدخول في حل سياسي, وبما يعني بداهة أن هناك أكثر من طرف, وأن الصراع المسلح مستعر بين هذه الأطراف, التي يدعوها أمين عام حزب الله, إلى مراجعة تؤدي بكل موضوعية إلى التخلي عن السلاح بشكل متزامن, للتوصل إلى حل سياسي واضح, وهي المرة الأولى في حدود علمنا, التي يتوجه فيها الشيخ إلى النظام السوري, مطالباً بالتخلي عن الحلول الأمنية والعسكرية.من حق الشيخ الشعور بالخوف على سوريا من خطر التقسيم, ومن الحرب الأهلية, ومن الفوضى, وإضعاف سوريا بما تمثل في الصراع القومي الاسرائيلي, ونحن أيضاً نخاف عليها وعلى شعبها, ومن حقه التوصل, ولو متأخراً, إلى النتائج التي كانت شديدة الوضوح منذ عام كامل, وهي أن عدم التوصل إلى حل سياسي, يعني المزيد من النزف والتعب والإرهاق, لكنه يبتعد قليلاً عن الصواب حين يؤكد أن من يريد إسقاط النظام السوري بأي ثمن, لن يستطيع أن يفعل ذلك, بالرغم من اعترافه بأن هناك شعبا في سوريا, يريد الإصلاح, ولا يريد التقسيم ولا الحرب الأهلية أو الطائفية, ولعل ذلك يطرح سؤالاً حول من يريد في سوريا أو لسوريا غير ذلك.لا يستطيع أي مراقب محايد أن يغفل تغير لهجة الشيخ تجاه ما يجري في بلاد الشام, والمهم اليوم معرفة سبب هذا التغير الذي لا يرقى لمرتبة الانقلاب, خاصة مع تسرب أنباء استخباراتية تقول, إن أيام نظام الأسد باتت معدودة، بعد أن تقرر مصيره في سلسلة من المحادثات السرية, بين واشنطن وطهران، أكدت الإدارة الأميركية خلالها التزامها بمواصلة السير على طريق الدبلوماسية, في ما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية، وضمان معارضتها لأي عمل عسكري من قبل إسرائيل, في مقابل أن تتخلى طهران عن الدفاع عن الرئيس السوري، وبما يساعد على عزلة النظام.تتماهى تصريحات نصر الله, مع التسريبات القائلة إن شرط طهران الوحيد للتخلي عن الأسد, هو عزل الرئيس والموالين له, بنفس الطريقة التي اتبعت في مصر مع نظام مبارك, مع ضمان نقل السلطة إلى هيئة عسكرية محددة بوضوح، وذلك للموافقة على خيانة وقلب نظام الحكم في دمشق, في عملية تحمل الاسم الكودي "دي بي إيه " وتعني (دمروا بشار الأسد)، وهي عملية تم الإعداد لها جيداً على المستويات اللوجستية والتنظيمية في الدوحة, وبما يعني أن دور قطر سيكون أساسيا مرة أخرى, جنباً إلى جنب مع السعودية, التي تدعم ضرورة التدخل عسكرياً لدعم المعارضة السورية, والمجلس الوطني السوري, وهذا ما يفسر الزيارات المستمرة إلى العاصمة القطرية من ممثلين بارزين من حزب الله وحماس، والذين بعد عدة اجتماعات مع مبعوثين إيرانيين، يحتمل أن يكونوا وافقوا على تنفيذ الخطط الاستراتيجية والتكتيكية الجديدة, التي اعتمدتها طهران ضد الأسد.تترافق هذه التسريبات, مع بعض الإشارت إلى أن العملية في طور التنفيذ, ومنها استبعاد واشنطن لأي تدخل عسكري في سوريا, مع التأكيد المستمر على وجوب رحيل الاسد, والتدخل الدولي العربي عبر كوفي عنان, في رحلته للبحث عن حل للأزمة بالطرق الدبلوماسية, والتوصل إلى اتفاق سياسي، إضافةً إلى ما يقال عن نوايا صينية, بسحب آلاف من العاملين الصينيين في صناعة الدفاع المحلية وصناعة النفط, فهل تكون مواقف طهران, وما يرافقها من مؤشرات, هي ما دفع الشيخ حسن نصر الله, لتغيير لهجته تجاه النظام السوري, وليس تجاه الدولة السورية.  الأيام حبلى بالمفاجآت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram