TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: الفاكهة المحرمة

السطور الأخيرة: الفاكهة المحرمة

نشر في: 16 مارس, 2012: 08:30 م

 سلام خياطأعرفهم وانكرهم، أهلي وجيراني وصحبي، شاب شبابهم قبل الأوان، ورسم الرهق والهلع والضنك خطوطا عميقة على سحنات ما تبقى من الشيوخ.لماذا يبدو العراقي متجهم السحنة ، مكفهر الملامح؟ هلع مما مضى، قلق مما سيأتي ؟ لماذا الشباب – على وجه الخصوص – عيونهم زائغة ، خطواتهم متعثرة، منطقهم بائس، معلوماتهم العامة ضحلة ، ردود أفعالهم انفعالية، مستقبلهم ضبابي وحاضرهم نفثة من دخان!!!
الدكتور علي نعمة الذي لم اره بل سمعت عنه بأنه يداري الهموم بالابتسامة، ويحل المشاكل بتدارك أسبابها ، يبعث لي بين الحين والحين – على بريدي - مواضيع تستحق الإشادة ، بالنشر والتعميم، لما فيها من لمحات تداري المأساة بالكوميديا، … الأسئلة ما تني تتوارد على الذهن: ما بال العراقيين متجهمو السحنات كأن على روؤسهم أعشاشا لطير أبابيل؟؟ الجواب وارد:  كأن العراقي والحزن توأم ، يرضع العراقي الهموم مع حليب الأم ، حتى وهي تهدهده  أو تناغيه ، ويشب، ويشيب على وقع ذاك الهم الدفين المداف بالشك وسوء الظن….* إذا إبتسم الشاب لغريب ، يسأله مستريبا متجهما: أأعرفك؟؟ أتعرفني ؟؟* إذا ابتسم لأخيه الكبير ، بادره :  ها شكو شتريد ؟ *إذا تبسم بوجه  أبيه ،  خزره بعينين غاضبتين: ها … تريد فلوس ؟*إذا ابتسم لأمه ، ولولت : ها ولك ، شسويت ؟* إذا اتسعت ابتسامته أثناء الدرس ، زجره المعلم وأشار بإصبعه مهددا : إطلع برة سأزيد على ابتسامات الدكتور نعمة بابتسامات أخر : * لو بادر أحدنا وابتسم بوجه خصم . قيل : يا لها من ابتسامة صفراء لا يجيدها إلا ثعلب مكار* لو  جازف أحدنا بالإبتسام في حضرة المدير ، لقالوا: ياله من أفاك ، مراوغ ، منافق ! *لو اقترف رجل الابتسامة بوجه زوجته ، للعب في عبها الفار ، لا بد أنه يخفي شيئا ويداريه بابتسامة .  *أما إذا ابتسم الشاب بوجه فتاة  ، فهناك احتمالات كثيرة ، إما ان، تقول عنه إنه سفيه ومخبل ، أو تعنفه وقد تبصق بوجهه ، أو تشكوه للأب او الأخ ليجرجره لأمن الدولة بتهمة التحرش…فيا سادتي ، وسيداتي ، الناس في دول العالم يضحكون ملء  أشداقهم ولو على نكتة سمجة، وأبناء بلدي محرم عليهم الضحك ، مشبوهة حتى  ابتساماتهم…. فيا لهفي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق يعطل الدوام الأحد المقبل

إعادة 20 مليار دينار إلى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية

بعد سنوات عجاف… هور الشويجة يعود إلى الحياة من جديد

البرلمان يناقش نظام المحاولات وتدرج ذوي المهن الطبية في جدول أعمال جلسته غدًا

إيران تتعهد بتعزيز الشفافية النووية وترفض التفاوض تحت التهديد

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram