متابعة/ نورا خالد ومحمود النمر ............ تصوير / محمود رؤوف احتفى بيت (المدى) في شارع المتنبي في أصبوحته الأسبوعية بالفنانة الكبيرة مائدة نزهت، تضمن الحفل حديثا عن مسيرة الفنانة وأغانيها التي تركت بصمة واضحة في الأغنية العراقية، كما عزفت فرقة شبعاد مجموعة من أجمل أغانيها،
التي لاقت استحسان وقبول الجمهور الذي اكتظت به القاعة، وتفاعلت مع الأغاني بالتصفيق وترديد مقاطع أغانيها الشهيرة التي مازالت برغم مرور سنوات طويلة باقية في الذاكرة. قدم للفعالية الإعلامي رفعة عبد الرزاق.وتحدّث الناقد الموسيقي حيدر شاكر عن أهم الظروف التي ظهر فيها الطرب العراقي النسوي، إذ أشار إلى أن ساحة الطرب في العراق كانت مقتصرة على الأصوات الرجالية حتى إطلالة القرن العشرين والسبب كما أوضح شاكر هي تلك النزعة العشائرية والتي كانت مفروضة على المرأة وظل هذا الإحساس مكبوتا لديها حتى اضطرت إحداهن أن تتزين بزيّ الرجال وتغني في المجالس لتلبس ذلك الطوق وتغني تحت (مسعود العمارتلي) وهذه بحد ذاتها نهضة وثورة في الغناء عند النساء، وبتطور ثقافة المجتمع العراقي وتحديدا بعد الحرب العالمية ظهرت أسماء لامعة في العنصر النسائي في القرن العشرين مارسن الغناء أمثال زكية جورج وصديقة الملاية، وسليمة مراد، ومنيرة الهوزوز، وسلطانة يوسف اللواتي استفدن من افتتاح دار الإذاعة العراقية في بغداد سنة 1936 وهذا التاريخ يذكرنا بتأسيس معهد الفنون الجميلة في بغداد.وأضاف: لقد ساهمت دار الإذاعة في صقل موهبة العديد من المطربات في نهاية عقد الأربعينيات وعلى امتداد عقد الخمسينيات ظهر جيل من المطربات اللواتي أصبحن أوائل من بادر إلى تطوير الإذاعة العراقية وتحديثها وطهرت ما تسمى بالأغنية البغدادية في ما بعد، ونذكر منهن، عفيفة اسكندر، أحلام وهبي، هيفاء حسين وغادة سالم وهناء ومن بين هذا الجيل مائدة نزهت التي إن صح التعبير أن نطلق عليها أفضل مؤدية عراقية في النصف الثاني من القرن العشرين. وتحدث شاكر عن أهم المحطات في حياة المطربة: ولدت مائدة نزهت في بغداد سنة 1932 بدأت حياتها الفنية مع بداية العقد الخامس من القرن العشرين في الإذاعة العراقية ولجمال صوتها جذبت إليها الملحنين أمثال، ناظم نعيم وجميل سليم ومنير بشير،احمد الخليل و رضا علي، محمد عبد المحسن وزوج الفنانة المرحوم (وديع خوندة) وعباس جميل وعبد الفتاح حكمت وياسمين الراوي وطالب القرغولي وفاروق هلال وختم بالقول: تميزت مائدة نزهت بدقة اختيارها للنصوص الغنائية، حريصة على فنها، وعبرت بأغانيها عن حضارة روح المدينة فكانت حلقة وصل بين جيلين، وأدت المقامات العراقية حتى اعتزالها.قالوا عن المحتفى بهاالموسيقي جمال السماوي: رائدة المقام العراقي النسويجميلٌ أن نحتفل بفنانة كبيرة عاصرت كبرى الفنانات كسليمة مراد وعفيفة اسكندر وكان لها دور كبير في غناء المقام العراقي، والأغنية البغدادية والشعبية وكان لزوجها وديع خوندة دور كبير في إنجاح مائدة نزهت وإنجاح الأغنية السبعينية الجميلة، تحية لمائدة نزهت والذكر الطيب للملحن الراحل وديع خوندة في مثل هذا اليوم. الشاعرة سمرقند الجابري: أغانيها تعبير عن الحب الحقيقي في الوقت الذي أصبحت لا اسمع أية أغانٍ. ولم نعد نسمع إلا أغاني منفعلة لا تمثل امنيات هذا الجيل ألاحظ ان الكثير من الشبان في طور المراهقة او المرحلة الجامعية يميلون الى الرجوع لسماع الأغاني القديمة من خلال الانترنيت ومواقع الطرب والغناء، انا اعترف اننا نحب الغناء ولا نرضى له ان يتراجع إلى الخلف وان يصبح هابطا ولا يعبر عنا، في كل الأحوال الأذن تحب ان تسمع الأغنية الراقية التي تعبر عن الحب الحقيقي وهذا ما نجده في أغاني المطربة مائدة نزهت.د.كاظم المقدادي: تاج الأغنية العراقية النسويةمائدة نزهت تمثل الفرح البغدادي فصوتها فيه نكهة فرحة ومرحة وجميلة، مائدة نزهت تذكرنا بالماضي الجميل، وهي اول مطربة عراقية، تدخل إلى عالم المقام العراقي الذي كان حكرا على الرجال وثبتت جدارتها ونجاحها في هذا اللون الغنائي، ولا يسعني إلا أن أصفها بتاج الأغنية العراقية النسوية وان انقطعت عنا برغم إعطائها الكثير وأغانيها مازالت حاضرة بيننا. الإعلامي عبد الله اللامي: فنانة أعطت الكثير للأغنية العراقية استذكار الفنانة الكبيرة والمبدعة مائدة نزهت ما هو إلا خطوة من خطوات رعاية الفنانين الذين أعطوا الكثير للعراق، وهي إطلالة للجيل الجديد الذي لم يحظ بمثل هذه الأصوات الرائعة.د. طالب المحسن: أغنياتها توقد كل شموع الفرح في قلوبناإن الاحتفال بهذا الرمز الرائع وغنائه، وحده كاف بأن يوقد كل شموع الفرح في قلوبنا التي مسّها الضر كثيراً، اليوم ونحن نعيد أيام الثلاثينيات تلك التي شهدت افتتاح دار الإذاعة العراقية وكذلك معهد الفنون الجميلة، وتلك المنشآت التي كانت كافية بأن تطرح من رحمها كل هذه العناصر الفنية العظيمة، اليوم وبعد هذه العهود الطويلة نعاني من جفاف هذه المؤسسات وانا أراها لفرصة عظيمة لإحياء بيت المدى هذه النافذة التي يطل منها الإبداع.
مائدة نزهت توقد شموع الفرح في بيت (المدى)
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 16 مارس, 2012: 11:20 م