عن (رويترز) يريد ياسر عبد الحكيم -الطالب في قسم النحت في كلية الفنون الجميلة- أن يتعلم حرفته من خلال عمل نسخة عن تمثال إغريقي عارٍ، إلا أن احد أساتذته طلب منه أن يضيف الملابس فقام بعمل احد النماذج مرتديا ملابس أما النموذج الآخر فقد تركه عاريا. يقول ياسر "سألني الأستاذ: ماذا تفعل؟ انك تعرض حياتك للخطر".
أتمنى أن اعمل نماذج عارية من الحضارة الإغريقية، لكنني لا استطيع تنفيذها بسبب الموجة الدينية التي تجتاح البلد اليوم والتي لا يمكن لأحد أن ينكرها. إذا كان أستاذي في الكلية سيقبل بذلك فأن المجتمع في الخارج سيرفضها". برغم أن العراق ينعم اليوم بأمان أكثر مما في أيام الحرب الطائفية السوداء، فان الكثير من فناني العراق وصانعي الأفلام والموسيقيين والممثلين يقولون إنهم يشعرون بالاختناق بسبب التشدد الديني، كما أن الحكومة تركز على إعادة الإعمار والوضع الأمني مما جعل الفنانين يفقدون دعم الدولة الذي كانوا ذات يوم يتمتعون به، ففي ظل حكم صدام كانت الحكومة تسمح بممارسة أعمال الرسم والنحت وتموّل الفرق الموسيقية والمسارح من اجل تمجيد الأمة ودكتاتورها، لكن بعد سقوط صدام عام 2003 ، سادت العراق أحزاب سياسية إسلامية. رجال الدين الجدد يعتبرون الاستمتاع بالرسم والنحت والموسيقى من المحرمات، بالإضافة إلى غياب الكثير من الدعم الرسمي للفن.مازالت كلية الفنون الجميلة موجودة وتتسلم تمويلا من الدولة، إلا أن الطلبة والأساتذة يشكون من أن التمويل لم يعد يكفي للتعليم المناسب. يقول الطالب ياسر بأنه يتمنى أن يكتسب خبرة عراقية يمكنه نقلها للخارج. انه يحلم بالالتحاق بأحد أقاربه وهو نحات هاجر منذ عقود إلى انكلترا. يقول ياسر "الأمور ستسوء أكثر في العراق، لأن المثقفين لا يمكنهم التصدي للموجات الأخرى". ترجمة المدى
فنانو العراق يأسفون على انهيار الحياة الثقافية
نشر في: 16 مارس, 2012: 11:22 م