 بغداد/ سها الشيخلي  عدسة/ محمود رؤوف تميز العراق منذ آلاف السنين بالحرفية العالية في صناعة المنسوجات الصوفية وخاصة السجاد، وقد ساعده في ذلك إلى جانب جودة المواد الخام الصناعية مهارة ومخيلة فنية لكل من المصمم والمنفذ في آن واحد ، وكان هذا سر اتساع وشمول وتنوع حضارة ما بين النهرين
 التي أثرت في حضارة الشرق الأدنى القديم ، وأبدعت أنامل العامل العراقي منذ آلاف السنين في نسج سجاد بمواصفات عالية الجودة منها أقدم سجادة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وجدت في قصر آشور بانيبال ، وتسمى بـ"سجادة البازاريك " ومعروضة حاليا في متحف ( الارميتاج ) في مدينة سان بطرسبرج الروسية.حصدت السجادة العراقية سواء كانت اليدوية منها أم الميكانيكية جوائز عالمية في معارض عدة ، وجميع المنتجات الصوفية خاضعة لفحص الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية إلا أن تلك الشهرة وتفرد الجودة قد نافسها المستورد الأجنبي الرديء، لكونه أرخص ثمناً، كما تعرضت الصناعات الصوفية بصورة عامة إلى الانحسار وتوقفت بعض خطوطها الإنتاجية، شأنها في ذلك شأن الصناعات المحلية سواء كانت للقطاع الخاص أم العام .زارت "المدى" مقر الشركة العامة  للصناعات الصوفية في الكاظمية وقد أشر لنا المسؤولون هناك الكثير من أسباب انحسار هذه الصناعة القديمة قدم حضارة وادي الرافدين. من معمل فتاح باشا إلى شركة الصناعات الصوفية                                            تأسست الشركة عام 1926، باسم معمل (فتاح باشا) وهو ضابط عثماني مدفون الآن مع عائلته في جامع يقع قرب الشركة في الكاظمية، يحمل اسم جامع فتاح باشا،  وتعد الشركة المتخصصة الوحيدة في العراق والمنطقة في صناعة السجاد الميكانيكي والمفروشات الأرضية (الموكيت) والبطانيات والأقمشة بقياسات متعددة ونوعيات متميزة. وللشركة معامل عدة ملحقة بها هي : معمل السجاد الميكانيكي لإنتاج السجاد المنقوش في  الداودي، الفتح لإنتاج الأقمشة والبطانية المنسوجة في الكاظمية بمنطقة  شارع المحيط ، ومعمل نسيج الناصرية لإنتاج الأقمشة والبطانية  المنسوجة في محافظة ذي قار، الكاظمين لإنتاج بطانية "الاكريلك"  المغروزة في شارع أكد، ومعمل الحرية لإنتاج الأقمشة والبطانية المنسوجة في  بغداد الجديدة على  طريق معسكر الرشيد ، الغزول والسجاد النافذ  لإنتاج السجاد المغروز بنوعيه؛ مقصوص ومعقود الخملة  في حي السلام ، ومعمل التاجي لإنتاج الأصواف العراقية المغسولة والمصبوغة في التاجي ، فضلا عن معمل التصنيع والخدمات الهندسية لإنتاج قطع الغيار في الداودي.                                                     مع مدير الشركة تعد شركة الصناعات الصوفية من أقدم الشركات في العراق كما يشير مديرها العام احمد سعدون ياسين، وقد تم تأميمها مع بقية شركات القطاع العام عام 1964، وفي عام 1970 اندمجت مع معمل  شهداء الجيش التابع لوزارة الدفاع الذي كان ينتج ( الجرسي والجواريب ) العسكرية ، ويبين ياسين أن في عام 1987، حدث دمج آخر اضر بالصناعات بشكل كبير خاصة النسيجية الصوفية وكذلك القطنية، مضيفا "كانت لدينا صناعات قطنية عملاقة منها شركة نسيج الكوت والديوانية وأصبحت الآن شركة واحدة، في حين قبل الدمج كانت هناك منافسة بين الشركات العاملة في صناعة النسيج، فقد اشتهرت كل واحدة من تلك الشركات بإنتاج معين، فمثلا شركة الموصل كانت مشهورة بإنتاج قماش الهمايون، وشركاتا  الكوت والديوانية كانتا مشهورتين بإنتاج قماش (البازة) ، ومعامل بغداد القطنية مشهورة بإنتاج الأقمشة المطبوعة، ولكن تم في ما بعد فصل تلك الشركات عن بعضها، وحدث ضرر كبير في إنتاجها". أما الصناعات الصوفية ، فيقول مدير الشركة "بقيت على حالة الدمج ما عدا شركة نسيج أربيل التي أصبحت من ضمن إقليم كردستان، وتنتج الشركة الآن : الأقمشة الصوفية، البطانية، السجاد، الموكيت. تراجع الإنتاج   &nbs