علاء حسن تحذير لصالونات الحلاقة النسائية والرجالية، ومحال بيع الأزياء من اعتداءات ربما تصل إلى التصفية ، على يد "زعاطيط التشدد" ، فبعد أن شهدت تلك المحال المنتشرة في مناطق متفرقة من العاصمة عمليات تشويه واجهاتها بالصبغ الأسود ، وكتابة عبارات تهديد ،
علق احد ضباط الشرطة من منتسبي مديرية تابعة لوزارة الداخلية على تلك المظاهر بالقول :" إنها مجرد تصرفات يمارسها زعاطيط تنفيذا لأوامر وتعليمات من جماعات متشددة ". وقلل رجل الشرطة من أهميتها ، لأنها لا تندرج ضمن النشاطات الإرهابية .في حي العامرية بجانب الكرخ وبحسب الأهالي المهجرين، بدا نشاط الجماعات الإرهابية في حيهم بتشويه صور إعلانات تروج لنوع من العطور تحمل صورة فتاة شابة ، وبعد أن تلطخت الصور بالزفت ، حصل صخام الوجه فبدأت صفحة القتل على الهوية ثم التهديد وتبعه التهجير القسري ، وهذه المشاهد المأساوية تكررت في أحياء عديدة ، بعد إشعال فتيلها على يد زعاطيط التشدد ، الحريصين جدا على تنفيذ وصايا وأوامر أسيادهم لجعل بغداد "مدينة مُنقَّبة " ليس لها أية علاقة بالمظاهر المدنية ، وهذا التوجه أي نحو فرض النقاب القسري هناك من يشجعه بذريعة الحفاظ على التقاليد والأعراف السائدة .الحملة بدأت بتشويه واجهات صالونات الحلاقة النسائية والرجالية ومحال بيع الأزياء ، وربما ستمتد لتطال سائقات السيارات ، لأن " زعاطيط التشدد " لديهم قائمة تحريم طويلة لن تقف في تنفيذ حملتهم الحالية بل ستمدد لتصل إلى إجبار أصحاب "الصخول " لستر عوراتها ، لأنها بنظرهم تخدش الحياء ، وتثير نزعات ذوي النفوس المريضة .قبل عام أشار كاتب مقال رأي سعودي في مقال نشر في إحدى الصحف المحلية ، إلى مخاطر انتشار ظاهرة النقاب في بلده ، وذكر في مقاله أكثر من حادث نفذه "إرهابيون متنقبون " تنكروا بالزي النسائي السائد ، وأثار الكاتب موجة من الاعتراضات والرفض والتنديد والاستنكار، لكن السلطات الأمنية استعانت بالعنصر النسوي لتفتيش النساء في الأماكن العامة للكشف عن"الإرهابي المنقب" فحسمت الجدل بقرار حكومي ، بعد أن توفرت لديها القناعة بأن ما أشار إليه كاتب المقال صحيح ، ولا يحتاج إلى فتوى شرعية. حملة "زعاطيط التشدد" جاءت مباشرة بعد قضية " شباب الإيمو " ، وتصرفاتهم أثارت مخاوف الحلاقين وأصحاب محال بيع الأزياء لأن خطوة تشويه الواجهات ربما ستعقبها خطوات أخرى ، قد تعرضهم للاختطاف أو الابتزاز ، وحتى التصفية الجسدية ، والخوف يتبدد بإجراءات أمنية ، لإشاعة الاطمئنان ، وممارسة الحياة بشكل طبيعي ، وليس عن طريق تصريحات مسؤولين أمنيين يجهلون حساب بداية أية ظاهرة ونتائجها الوخيمة .يبدو أن المسؤولين الأمنيين تناسوا ما حصل من تهديدات للحلاقين قبل ثلاث سنوات او اكثر ، ومن حوادث قتل طالت العشرات منهم ، على يد زعاطيط التشدد المرتبطين بتنظيمات ارهابية ، تتهم دائما بأنها وراء اثارة اضطراب الوضع الامني.
نص ردن: التشدد
نشر في: 17 مارس, 2012: 09:27 م