TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: أين الحرية ؟؟

وقفة: أين الحرية ؟؟

نشر في: 17 مارس, 2012: 09:44 م

 عالية طالبنص الفصل الثاني في باب الحريات في الدستور العراقي ضمن مادة 35 أولا على ان  حرية الإنسان وكرامته مصونة.وتضمنت الفقرة ثانياً : تكفل الدولة حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني،. وقال الرجل الحكيم المهاتما غاندي ان الحرية لا تعني شيئا إن لم يكن هناك حرية لنخطئ !!
 فهل نحن نعيش اليوم في خيمة عدم الإكراه الفكري ونحن نطارد شبابا اختاروا ان يعبروا عن أفكارهم المحبطة باتخاذ صرعات  في اللبس والشكل والمظهر بعد أن ملئت أوقاتهم بفراغ هائل في ظل بطالة رهيبة لا تعترف بشهاداتهم ولا خبراتهم ولا مواهبهم !! مع غياب  متعمد للمنتديات ومراكز الشباب التي تنمي قابلياتهم وتشذب اندفاعاتهم وتغذي عقولهم بالرياضة والتعلم والاختلاط  بالجيدين واتباع النماذج الهادفة ممن حولهم  وتحت اشراف متخصصين تربويين واداريين مسؤولين عن احتوائهم بغض النظر عن معتقداتهم وطوائفهم ودياناتهم واختلافاتهم الفكرية .وهل نحن لا نقع داخل دائرة الإكراه حين نجبر شاباتنا  اجتماعيا وسلوكيا واسريا ، على اتخاذ شكل معين في الملبس  والقراءات والصديقات والهوايات والخروج وحتى في مجال التكنولوجيا والانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي ! وهل نحن فعلا  نتمتع بحرياتنا كما ذكرها الدستور وبشر به التغيير ونحن نرى ذبولا وانحسارا للواقع التشكيلي والفني والمسرحي والسينمائي والموسيقي والغنائي وغياب  دور السينما والمسارح وتلاشي دور المؤسسات الرسمية الراعية والداعمة لكل ما ذكرنا !!! وهل نحن نعيش في  زمن الحريات الخلاقة ونحن  نسلط افكارنا ومفاهيمنا وسلوكياتنا على الآخرين ونصادر أفكارهم ونتهجم عليهم ونصفهم بالانحدار والسفه والانحلال لمجرد اختلافهم معنا !!كيف نقوم أخطاء الماضي والحاضر لنستشرف منهما مستقبلا يليق بعراق حضاري عمل على تصدير ثقافاته للعالم اجمع الذي  اغترف من معارف هذا البلد الكثير وما زال الى الآن يعيد إنتاج  إبداعات جديدة استنادا على ذلك التصدير الرصين الذي ما توقف يوما رغم كل محاولات الاستلاب التي مر بها عبر تعاقب اشكال الحكم التي مرت بتاريخه !!وإذا ما عدنا لقراءة عبارة  غاندي فإنها  تشير  بعمق الى ان ممارسة الحرية هي من تقود الى الصواب سواء بالاختيار او بالتفكير  او بالمنهج ، ولا يمكن لنا ان نعرف معناها ونحن نصادر تحركات مجتمعنا التي بحريتهم فيها سيعرفون وعبر تجاربهم الشخصية أي الطرق  ستقودهم الى استكشاف الخطأ ونبذه وايها ستقودهم الى الصحيح وتكريسه .لا يمكن لنا ونحن نعيش زمن المصادرة المنظمة لحرياتنا ان نعرف كيف هو الواقع الديمقراطي او المعنى السليم للحريات والتي نالتها الشعوب عبر نضالها المستمر وليس عبر قبول التبشير بها والتصريح بوجودها فيما هي في حقيقة الأمر لا تعدو ان تكون سرابا هلاميا ينزلق من بين أصابعنا كلما تخيلنا اننا  نعيش فيه حقا .الحرية لا تعني ان نمسك الهراوات ونلهث وراء  مواطنينا ان اخطؤوا، ولا تعني ان  نستلب كرامتهم وانسانيتهم بحجة المحافظة على الشكل الاجتماعي لأعرافنا وتقاليدنا التي باسمها نقترف  جرائم ومحارم لا حصر لها وندعي براءتنا منها بكل سهولة عجيبة , والحرية لا تعني ترصد المرأة في  حركاتها وسكناتها وكأنها مخلوق وجد ليكون مراقبا وخلق ليعيش  تحت  بؤرة المتابعة والتعقب وتواجد ليثير الرغبات والشهوات والغرائز فقط  وهو ما  متوافر في عقول اصحاب الهراوات والترصد والمراقبة !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram