ترجمة: إبتسام عبد اللهفي غرف الفسيفساء في كينغستون (لندن)، كان أدونيس (الذي رشح للنوبل) يقرأ قصائده ويعرض لوحاته، وقد ولد الشاعر الكبير عام 1930 في مدينة سورية ساحلية وهي اللاذقية، وقد تعلم القرآن ودرس الشعر العربي القديم وهو طفل، ثم درس الفلسفة أخيراً في جامعة دمشق.
وقد سجن أدونيس بسبب تأييده الحزب الاشتراكي، وبعد إطلاق سراحه، غادر الى بيروت عام 1956، حيث أصدر مجلة شعرية مهمة، ونشر فيها قصائده التجريبية. ومن المعروف أن ادونيس عاش في باريس خلال الـ30 سنة الماضية، مواصلاً كتابة الشعر(أصدر أكثر من 50 كتاباً)، والتعليق على سياسة دول الشرق الأوسط.وادونيس شخصياً، رجل صغير الجسم وأنيق مع ميل الى الدعابة وفي لقاء معه في المعرض الذي أقيم تقديراً له، أشار الى أهمية اللغة العربية الفصحى وأهمية قراءة القرآن. ويقول الشاعر لأنه الكتاب الأصيل للغة العربية الكلاسيكية، وان المسلمين اليوم، لا يقرؤونه كاملاً كما كانوا في السابق.وقد تعرض أدونيس لتجارب مع الرقابة في الدول العربية، وفي الأردن مثلاً، سبب له بيت من الشعر مشكلة كبيرة.كما أن ادونيس عانى من أزمة سياسية بسبب رد فعله تجاه الانتفاضة السورية. ففي شهر حزيران الماضي كتب رسالة مفتوحة إلى الرئيس السوري يدعوه إلى وقف العنف، مبدياً شيئاً من التأييد للثوار. وإزاء ذلك، أعرب الثوار عن استيائهم بما وصفوه جلوس أدونيس على السياج.وفي حقيقة الأمر، يخشى الشاعر من السيطرة الدينية على الربيع العربي، ويقول،"أنا ضد النظام، ولكنني أخشى سيطرة الإسلاميين على الحكم. وأنا أتوقع أن تتحول الأوضاع في سوريا الى ما يشبه العراق وليس مصر، وسيكون الوضع سيئاً. وأنا ضد العنف بكافة أشكاله. والشعب الذي لا يقدر على تحرير نفسه لا يستحق الحرية، كما قال القذافي".وأدونيس الشاعر، ترك الشعر منذ أعوام عدة إلى الرسم، "أحس احياناً أن الكلمات العربية قد أصبحت قديمة وفقدت قوتها".وفي جولة لمشاهدة عدد من رسوماته، يقول إنها (كولاج) لعدد من أبيات القصائد العربية المفضلة لديه، كما انه في حديثه أشاد بكتاب "الحيوان" للجاحظ.واختتم أدونيس حديثه، معلقاً على مذبحة حمص: "إنها وحشية، انه منطق كافة الديكتاتوريين وأي ديكتاتور سيفعل ذلك أيضاً".اللوحات: حسب تعليقات أدونيسrnسيستمر معرض"كينغستون –  لندن" تقديراً لأدونيس، في قاعة "غرف الفسيفساء"، حتى نهاية شهر آذار.