اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > البصرة: شظايا القذائف وشحة المياه قضمتا هامات النخيل

البصرة: شظايا القذائف وشحة المياه قضمتا هامات النخيل

نشر في: 18 مارس, 2012: 07:27 م

 البصرة/ ريسان الفهدلم تعد البصرة كما كانت في ستينات  القرن الماضي ، حيث كانت أشجار النخيل أكثر من 13 مليوناً من مجموع نخيل العراق  البالـــغ 30 مليوناً، حتى جاءت تسمية العراق  بأرض السواد لوجود غابات النخيل الكثيفة في أغلب مدنه، وتنفرد البصرة بوجود أكثر من 350 نوعاً من التمر بين التجاري الذي يصدر،
كالحلاوي والساير والزهدي والخضراوي... والخاص الذي يستخدم للاستهلاك المحلي، كالرطب البرحي والبريم والقنطار.نخلة التمر من الأشجار المباركة حيث ورد ذكرها في أغلب الديانات السماوية ولقد زرعها السومريون وعاشوا على ثمارها في وادي الرافدين في العراق منذ أكثر من (3000) سنة قبل الميلاد، كما ورد ذكر نخلة التمر في الشرائع القديمة، إذ ذكر حمورابي النخيل في سبع مواد في شريعته التي تتألف من (282) مادة.تنتشر زراعة النخيل في المناطق الحارة وشبه الحارة من العالم ويعد المناخ في معظم مناطق الوطن العربي بما فيها العراق أكثر ملاءمة لزراعة النخيل مما يجعله من بين أكبر المناطق المنتجة للتمور في العالم، والبصرة أكثر المناطق المتخصصة بزراعة النخيل لاسيما في المناطق  المحاذية لضفتي شط العرب.rnأسباب تدهور بساتين النخيلوعن أسباب تدهور النخيل وتراجع إنتاجه في البصرة،  قال الباحث في زراعة النخيل  عبد العظيم عبد الكريم لـ"المدى" هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تدهور بساتين النخيل في محافظة البصرة وأدت إلى تقليل أعداد النخيل وانخفاض المساحات المزروعة ورداءة الإنتاج كماً ونوعاً، وتأثير هذه الأسباب إما مباشر أو غير مباشر، ومن هذه الأسباب كما يذكر عبد الكريم "الحروب المتلاحقة التي كانت بساتين البصرة ساحةللمعارك فيها أدت إلى تجريفها وإسقاط أشجار النخيل وطمر الأنهار وجرف التربة السطحية للبساتين لعملها سدا ترابيا في العمليات العسكرية . مضيفا " إن القذائف المدفعية ساهمت ايضا في قتل النخيل بعدما  سقط العديد منها على البساتين ، وثقبت شظايا القذائف جذوعها ، فضلا عن أن العديد من أصحاب البساتين هجروا بساتينهم بسبب هذه الحروب، ولم يعودوا إليها حتى بعد انتهائها بسبب تدمير بساتينهم وبيوتهم وعدم توفر الخدمات الضرورية للحياة.ويؤشر الباحث الزراعي إلى أن شحة المياه وملوحة وتلوث مياه الري أدت ايضا  إلى ضعف نمو أشجار النخيل بثمار رديئة، فضلا عن انخفاض نسب نجاح الفسائل المغروسة، موضحا " قلة العناية المبذولة في خدمة بساتين النخيل وذلك بسبب انخفاض المردود الاقتصادي المتحقق من العمل في خدمتها وانخفاض أسعار التمور، وعدم بيع المنتجات الأخرى للنخيل أسهم في إرجاع أعداد البساتين إلى الوراء. مؤكدا أن تجارة التمور تعاني من ضعف في التصنيع وضعف في التسويق بسبب انخفاض أسعارها وفقدان العراق لأسواقه العالمية ورداءة نوعية التمور المنتجة، وارتفاع أجور خدمة النخيل بسبب ارتفاع أجور الأيدي العاملة وندرتها لأن نخلة التمر مرتفعة وتحتاج إلى عمال متخصصين ولديهم خبرة وعدم إدخال التقنيات العلمية كالمكننة الحديثة في عملية زراعة وخدمة بساتين النخيل. هذا ويلفت عبد الكريم إلى ان انتشار آفات وأمراض النخيل  أدى إلى موت الكثير منها بسبب مرض تعفن القمة النامية، كما يؤدي قسم من الآفات إلى ضعف الأشجار مثل حفارات النخيل والحشرة القشرية، والقسم الآخر يؤدي إلى تقليل الإنتاج مثل "خياس طلع النخيل"  وحشرة الحميرة وغيرها من أمراض النخيل.وعن الإجراءات التي يمكن إتباعها لتأهيل بساتين النخيل قال الباحث الزراعي "لغرض إعادة تأهيل بساتين النخيل، هناك العديد من الإجراءات والمشاريع التي يجب إجراؤها وخصوصا في بساتين النخيل المدمرة بدرجة كبيره وخصوصاً بساتين مناطق الفاو والسيبة والصالحية ومزارع الكوات ونهر جاسم، هذه المناطق جرفت واندثرت أنهارها ورفعت الطبقة السطحية للتربة وهدمت مساكن الفلاحين ولا تتوفر فيها الخدمات لذلك يجب أن تتضافر جهود أغلب الوزارات كل حسب اختصاصها لإعادة الخدمات لهذه المناطق لتشجيع المزارعين على العودة إلى بساتينهم، ومن هذه الأعمال تبليط الشوارع، إيصال الماء العذب والكهرباء، تشيد المدارس والمستوصفات ومراكز الشرطة.rnصناعة التمورتقول بعض الدراسات التاريخية ، أشتهر أهل البصرة في تصنيع التمور، وتفننوا في صناعاتها، وتطورت هذه الصناعة بشكل كبير منتصف القرن الماضي، عندما كان يصدر بـ"الخصاصيف" والأقفاص المصنوعة من السعف والجريد قبل دخول الصندوق الخشب، وصار التمر يعلب بصناديق خشبية وبمختلف الأحجام، فانتشرت المكابس الكبيرة على ضفتي شط العرب بفضل التجار الكبار الذين فتحوا لهم فروعاً في لندن ونيويورك وبيروت وغيرها. ولعل التاجر البريطاني المشهور أندرو ويت الذي دخل العراق مع بداية الحرب العالمية الأولى، هو من أول التجار الذين عرفوا أهمية تمر البصرة، فأنشأ شركة لصناعة التمر صارت في ما بعد أكبر مستودع للتمور في العالم وهي المنطقة المسماة اليوم بنهير الليل عند مدخل نهر الخندق من جهة شط العرب، ثم توالت المكابس التي يقيمها تجار البصرة ، ثم جاءت أسماء جديدة مثل  "بيت حنا الشيخ&

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram