TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :العراقيون والحكام والصور

سلاما ياعراق :العراقيون والحكام والصور

نشر في: 18 مارس, 2012: 09:46 م

 هاشم العقابي يبدو ان ظاهرة تعليق صور الحكام في طريقها للعودة للعراق مجددا، ان لم تك عادت بالفعل. ولو كانت مجرد حالة عابرة لما اضطر النائب عن التحالف الكردستاني لطيف مصطفى امين الى مناشدة رئيس الوزراء شخصيا بالتدخل لمنع تعليق صوره في الاماكن العامة. نصيحة مخلصة بلا شك.
كثير من الدراسات، العلمية في مجال علم النفس والشخصية، أثبتت بأن ولع الأشخاص وهوسهم بحب تعليق صورهم، سببه النرجسية. وفي المقابل هناك من يكره تعليق صورته او حتى رؤيتها لسبب ما. فأنا، شخصيا، أشد ما أعانيه هو عندما يرغمني البعض على التقاط صور تذكارية. اعتقد ان ذلك يعود الى عقدة بداخلي سببتها مرحلة المراهقة. يقال، والعهدة على من قال، باني في ايام طفولتي كنت جميلا. هسه هاي شلون ما أدري؟ لكن الذي ادريه هو انني كنت لا اطيق النظر الى البوم الصور العائلي الذي يحتوي قليلا من صوري في تلك المرحلة. بصراحة انها تزعجني لان وجهي فيها يبدو وكأني داك دكة او عامل عملة. اذكر اني يوم عينت معلما في احد المدارس، شاءت الصدفة ان التقي فيها معلما كان قد درسني في الابتدائية. اول ما تعرف علي صاح: هاي اشقلبك هيج؟ انها المراهقة يا استاذي تفعل العجائب.يبدو أن عقدتي من كرهي لصوري قد استأصلت وتعمقت في اللاشعور، فصرت لا أحب من يعلق صورته على الحائط حتى ولو في بيته. ولكم ان تقدروا شعوري حين ارى صور الرؤساء معلقة هنا وهناك. ليس بالعراق، حسب، بل وفي اي بلد أزوره. فدمشق التي احبها، لان فيها كثيرا من الشبه مع بغداد في السبعينيات، لم يكن فيها شيء يثير اعصابي مثلما تثيرها صورة حافظ الاسد. خاصة تلك التي الصقت على عمارة عالية وكانت تغطي الارتفاع كله. أما عن صور صدام فلا اظن اني بحاجة لتذكير العراقيين بما كانت تتركه من هم وغم على الصدر. ربما حالتي اهون من غيري لاني تخلصت من هم رؤيتها منذ العام 1983، الذي اخترت فيه المنفى.عودة لظاهرة تعمد "البعض" وضع صور السيد المالكي خاصة عند نقاط السيطرات ونصيحة النائب الكردستاني له باصدارات توجيهات لمنعها، فاني لا انصحه بمنعها بل بإحالة من "اجتهد" بوضعها الى المحاكم بتهمة الإساءة لشخصه. انها اساءة حقيقية لصاحب الصورة قبل ان تسيء لمشاعر الناس لانها تذكرهم بايام صدام السود. فهي في اقل التقديرات تعني ان صاحبنا طاغية مثل الذي سبقه. اما اختيار وضعها عند نقاط السيطرات فهي الاساءة الأكبر. فالسيطرات تحولت الى نقاط للتعذيب النفسي وليس للتفتيش وحماية ارواح الناس كما يفترض ان تكون. والذي يخضع للتعذيب يظل يتلفت حوله بحثا عن اي شيء يصب عليه جام غضبه. و "جام" غضب العراقيين يعبرون عنه بكلمات وافعال اعاذكم الله منها. ومن يضمن ان لا تكون صورة المسؤول المعلقة هناك اسهل هدف لصب ذلك "الجام" العراقي الذي لا يبخل به العراقيون على من يعذبهم، فقط، بل وحتى على لاعب كرة قدم حقق هدفا جميلا.والعراقي، كما تعرفون، ليس مثل المصري حين يزهق يصيح "يا ابن الايه" .. والحر تكفيه إشارة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram