اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > احتفالات "نوروز" من الشمال إلى الجنوب

احتفالات "نوروز" من الشمال إلى الجنوب

نشر في: 19 مارس, 2012: 07:04 م

 بغداد/ سها الشيخلي.. عدسة/ محمود رؤوف منذ أن انتهت احتفاليات رأس السنة الميلادية التي كانت مختلفة هذا العام في العراق نوعا ما، عن سابقاتها، بسبب الاحتفالات العفوية الشعبية التي طافت شوارع العاصمة من دون سابق تخطيط ، حتى بدأت اليافطات واللوحات تعلق على الأعمدة والجدران في بغداد، تعلن عن حفلات وسفرات إلى داخل وخارج العراق بمناسبة عيد نوروز،
ويبدو أن البعض قد استبق الاستعداد لهذا اليوم قبل أكثر من شهر على موعده، لذلك حجز مقعدا له ولعائلته في احدى الشركات السياحية إلى كردستان، وكان محقا حين فعل ذلك، لان معظم الرحلات قد ملئت بالمسافرين بعد أن أغلق الحجز قبل أسبوعين من المناسبة. احتفالات العراقيين على الرغم من كل معوقات الاحتفال بالربيع تحاول العوائل العراقية الاحتفال بهذه المناسبة، ففي أحلك الظروف التي مرت على البلاد من عنف واقتتال داخلي كان العراقيون يستذكرون "نوروز " ولو باحتفالية بسيطة في البيت.المناسبة  لها عمق تاريخي طويل لدى شعوب الشرق الأدنى القديم وشعوب آسيا وإفريقيا بشمالها وجنوبها فهو يعني عيد شمس النسيم في مصر الفرعونية، والعيد الكبير لدى البابليين، وعيد البنجة لدى الصابئة، ولا يعتبر عيد نوروز من الأعياد التي ينتشر الاحتفال بها لدى العرب إلا أنه يحتفل به أهل الجنوب في العراق ويسمى محلياً عيد دورة السنة. وفي عيد نوروز يقصد الناس مدينة المدائن  التي تضم مسجد سلمان المحمدي "الفارسي" والآثار الساسانية مثل طاق كسرى ، ويحملون معهم الأطعمة وينتشرون في الحدائق والبساتين ويحتفلون بطرق مختلفة . وتعرف المناسبة باسم "النوروز أو النيروز"  في شمال العراق وعادة ما تقوم الأسر بالخروج إلى الحدائق المساحات الخضر في هذا اليوم للاحتفال.الأساطير السومرية يعود تاريخ الاحتفال بهذا اليوم الذي هو أيضاً يوم الاعتدال الربيعي إلى قدماء السومريين الذي قد يكونوا من الأوائل الذين احتفلوا به، حيث تقول إحدى أساطير السومريين بان إنانا السومرية إلهة الجمال المقابلة لعشتار البابلية إلهة الخصب والحب لديهم اغترت بنفسها وبقوتها فذهبت للعالم السفلي "عالم الموت" الذي تحكمه أختها "اوتونيحال" للتغلب على الموت وعند ذهابها هناك فقدت جميع أسلحتها ولم تستطع العودة حيث تغلبت عليها أختها، فانعدمت عاطفة الحب لدى الإنسان والحيوان ووقف التناسل (حسب الأسطورة البابلية) والشباب والجمال في العالم (حسب النسخة السومرية) وفي مدينة الوركاء تحديداً، ابتهل الناس إلى الإله الأكبر "انكي" السومري لإعادتها للحياة، وكانت إنانا مخطوبة لـديموزي إله الخضرة، وافق أنكي على ذلك نتيجة تضرع الناس حسب الأسطورة وقرر أن تغادر إنانا العالم السفلي على أن يجد أحداً يموت (يذهب إلى العالم السفلي بدلها) فصعدت إلى الأرض مع حرس من العالم السفلي لتختار أحداً بدلها حيث وجدت ديموزي بين الفتيات الجميلات لا يفتقدها ، لهذا اختارته. بموت تموز ماتت الخضرة على وجه الأرض، فاستاء الناس وابتهلوا لـ "انكي" مع أم وأخت ديموزي التي تبرعت للنزول بدلا منه إلى العالم السفلي لكي يصعد هو إلى الأرض ليعيد لهم الخضرة والفرح، قبل أنكي دعواتهم لهذا قرر أن يصعد ديموزي إله الخضرة إلى الأرض لمدة ستة أشهر على أن يعود إلى العالم السفلي في الأشهر الست التالية، وبهذا احتفل العراقيون القدماء بديموزي الداخل إلى الأرض من العالم السفلي بعيد الدخول، الذي من علاماته انتشار الخضرة والأزهار على سطح الأرض، وهو نفسه بدء السنة حسب تقويمهم.عيد التجددكما يسمى عيد الاعتدال الربيعي لدى الشعب الإيراني الموافق رأس السنة الفارسية، حيث تعطل كل الجهات الحكومية والأهلية في إيران اعتبارا من 20 آذار لمدة خمسة أيام والمدارس والجامعات لمدة أربعة عشر یوماً ، تسمية هذا العيد باللغة الفارسية يعني: "اليوم الجديد"، وهو يجسد على بساطة لفظه مدلول "التجدد" بمعناه الواسع المطلق، إذ زيادة عن كونه العيد الرسمي لرأس السنة، فانه اليوم الأول من شهر "فرڤردين" أول شهور السنة الفارسية، ويصادف حلوله حدوث الاعتدال الربيعي (21 مارس)، أي في نفس الوقت الذي تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة، في ذات الوقت يعلن صوت المدفع حصول "التحويل"، كما يقال في إيران، فتبدأ الأفراح استبشاراً بحلول عهد جديد تتحول فيه الطبيعة ـ ومعها الإنسان ـ من فترة الفاصل الذي يمحو الزمن ويضع حداً للماضي، ولكن يعلن في آن واحد عن " العودة ".. عودة الحياة وتجددها. وفي النيروز يخفف عن المساجين، ويصطلح الخصوم، ويطعم البائس، ويزار الموتى وتكرم أرواحهم، وما ذلك إلا ليكون هذا العيد مناسبة لتهدئة الوجدان، وإيقاظ عواطف الرحمة في القلوب. "سيزده بدر" هذا هو الاسم الذي يطلق على آخر ايام النيروز، ويوافق اليوم الثالث عشر من كل سنة جديدة. تدوم أعياد النيروز في العادة اثني عشر يوماً، وتختتم في اليوم الثالث عشر من شهر فرڤردين بنزهة خلوية عامة لا يتخلف فيها أحد عن إبداء الفرح، وتغتنم العائلات الفرصة في ذلك اليوم لتأخذ نبات الحبوب التي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram