 وديع غزوان كنت أرغب   في تخصيص العمود عن أعياد نوروز وما تعنيه مشاركة كل العراقيين فيه من معان ،غير أن تصريحات النائبة عالية نصيف النارية وموقف التحالف الوطني من تصريحات رئيس إقليم كردستان الأخيرة دفعا ني لتأجيل ذلك .
 فبين استغراب التحالف الوطني من  تلك التصريحات التي تناولت جملة قضايا من بينها وليس كلها قضية طارق الهاشمي ، نقول بين هذا الاستغراب وموقف النائبة عن الكتلة البيضاء عالية نصيف المتعصب والمتشدد مفترقات ومشتركات في آن واحد . سنتناول أولاً  بيان التحالف الوطني واستغرابه الذي كان بشكله العام هادئاً حيث طالب في بيان له بعد اجتماع هيئته السياسية الاخير  بـ " ضرورة الالتزام بالدستور كأسمى مرجعية قانونية وسياسية " وهو ما لايختلف عليه احد بل أن رئيس الإقليم شدد على  أهميه الرجوع إليه في حل المشاكل العالقة بينه وبين الحكومة الاتحادية بل ولتسوية قضايا ظلت عالقة  لسنوات بين الشركاء جميعاً وليس كردستان فقط  بسبب تمسك طرف واحد بتفسيراته وتخريجاته لتنفيذ ما جاء في الدستور بشكل انتقائي يتواءم ومصالحه فقط .   من حق التحالف الوطني بمكوناته أن يبدي وجهة نظر معينة بشأن تلك التصريحات وغيرها ، لكنا كنا نتمنى أولاً أن لا يحصرها بشكل ضيق بقضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي كما من حقنا  كعراقيين على التحالف أن نستغرب عدم تطرقه لتصريحات غير متوازنة كالتي أدلى بها ياسين مجيد القيادي في دولة القانون ثانياً أما ثالثاً  فنحن وغيرنا من ملايين  العراقيين نتساءل عن عدد الخروقات الدستورية التي مررت  من تحت غطاء توافقات قادة الكتل وانعكاسات ذلك السلبية  على مجمل الأوضاع العامة التي يدفع ثمنها المواطن وعن الأسباب الحقيقية لتعطيل التوافق على مناصب الأجهزة الأمنية بما فيها بقاء موقعي وزيري الدفاع والداخلية شاغرين لحد الآن ، وتعطيل تشريع قانون النفط والغاز وقانوني الأحزاب والانتخابات، بل تأخر إقرار الموازنة وغيرها من قضايا أخرى عديدة.ومع تقديرنا لموقف التحالف الوطني وتثميننا لدعوته " جميع القوى السياسية الوطنية إلى أن تضع مصلحة العراق العليا  فوق كل اعتبار وتتكاتف من اجل إنجاح هذا الحدث العربي الكبير  ( ويقصد به القمة العربية).. إلا أن تحقيق ذلك يتطلب مستلزمات في مقدمتها تقديم رسائل اطمئنان إلى الشركاء بشأن أبرز القضايا العالقة بدلاً من استخدام الإعلام وسيلة لاستعراض القوة وتصعيد حالة التوتر .أما النائبة عالية نصيف فقد عودتنا  خاصة ومنذ أن أعلنت خروجها من القائمة العراقية على مواقف غريبة جداً لاعلاقة لها بالدستور وفقراته خاصة ما يتعلق بإقليم كردستان الذي نشعر بأنها لا تطيق تسميته هكذا وتتمنى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2003 متجاهلة تضحيات الكرد على طريق تحقيق عراق ديمقراطي وما تعرض له من ويلات . وكنا نرجو أن تثور حمية النائبة على معاناة فقراء العراق ونسب البطالة  والفساد وأوضاع الأبرياء من المعتقلين وسوء الخدمات  والحريات العامة والدعوات لإعادة المرأة إلى عصر الحريم وقتل الشباب بافتراءات "الإيمو " وغيرها من القضايا الجسيمة، قبل أن تثور على تصريحات رئيس الإقليم وتدعو إلى تعليق حصة كردستان من التخصيصات المالية لعام 2012!!أخيراً بودنا سؤال النائبة عن رأيها من موضوع أموال المصفحات الحالية والمستقبلية التي تقدر كلفها بمليارات الدولارات تفوق ما يحصل عليه الإقليم ؟! ونذكرها أن الحرص على العراق يحتاج إلى سياسي يشعر بمعاناة كل فرد فيه عربياً أم كردياً أم تركما نياً أم غير ذلك دون تمييز ونقول ما هكذا التصريحات يانائبة  ولا نزيد أكثر .