بغداد/ المدى الثقافي ضمن منهاجه الثقافي للعام 2012، نظم بيت الشعر العراقي أصبوحة جديدة على شاطئ دجلة في شارع المتنبي، قدمها الشاعر محمد ثامر يوسف لمناقشة واقع الكتاب الشعري اليوم، بين الشاعر ودور النشر والمكتبات العراقية، إذ أشار إلى أن "جزءاً كبيراً من آليات حركة الثقافة اليوم أو تقديمها، هو ما يتعلق بصناعة هذه الثقافة، تحضيراً وإعداداً وتقنيات... فإن الكتاب وعملية إنتاجه ونشره وتوزيعه أبرز ملامح هذه الصناعة...".
وفي أصبوحة ديوان تحدث أولاً الشاعر صلاح حسن عن تجربته مع دور نشر عربية وهولندية، إذ قال:" الكتاب الشعري مهمّش في العراق منذ 45 عاماً، وهو يعيش مأساة حقيقية، إذ لم تهتم الحكومات التي تسلمت السلطة بعد عام 1958 بالثقافة بشكل عام وبالكتاب الشعري بشكل خاص".وأضاف أن "السياسة تلعب دوراً كبيراً في نشر الكتاب الشعري، فمن كان يأتي للمربد في السابق يعرف أن ديوانه سيطبع ويأخذ منه نسخاً إلى بلاده، بينما الشاعر العراقي لا تعبر نتاجاته حدود بغداد".وفي ورقة الشاعر معتز رشدي التي جاءت تحت عنوان "القرصان"، وقرأها بدلاً منه مقدم الجلسة، ذكر فيها أن " ذاكرتي تحمل قصة أول كتاب شعري صدر لي عن دار نشر، أسمها (دار التكوين) في دمشق، لصاحبها الشاعر (سامي أحمد). أول خطأ ارتكبته هو إني اتفقت معهم حولها، وأنا في كندا البعيدة، مما وفر لهم الفرصة، ذهبية، لسرقتي على أكمل وجه ممكن؛ فبعد أخذ ورد مقرفين، أرسلوا إلي 15 نسخة منها، لا غير ! أين باقي المائة نسخة التي وعدوني بها؟ طلبوا مني مبلغاً إضافياً قدره 200 دولار ! أوكي؛ أين اسم دار النشر على غلاف المجموعة؟ هل أكله ذئب؟ ابتلعته أفعى؟ أسقطته جماهير الشعب؟".في حين تحدث الباحث والكتبي كريم حنش ضمن مداخلة له عن "أسباب انحسار تداول الكتاب الشعري، ومنها ثقافة الميديا وما تقدمه للناس، الفضائيات، المذياع، وعشرات الصحف والمجلات، والمهرجانات في عصر فوضى الديمقراطية، تلك أهم سموم الانقسام والتخلف".كما أوضح حنش: كلما توغلنا في أسواق الكتب ببغداد وبقية المدن في الوسط والجنوب وما يتداوله الناس، نجد عصر الفترة المظلمة بهيئة القرن الحادي والعشرين ماثلة في توجهات الناس من كتب الشعراء الشعبيين وشعراء القريض ومهرجاناتهم...".وفي ورقة الناقد جمال كريم التي مثّل فيها دار "آراس" للطباعة والنشر قرأها بالنيابة عنه الشاعر حسام السراي، ورد فيها:" تهمني الإشارة هنا إلى ظاهرة جد خطرة في تذوق الشعر وتداوله بين عشاقه ومتذوقيه، ألا وهي المجهولية شبه تامة بين الشعر العربي والكردي اليوم، بل بإمكانك أن تقول إنهما يعيشان اغتراباً بامتياز، فالكثير من شعراء بغداد والمدن العراقية الأخرى، مجهول لدى شعراء وجمهور كردستان، والعكس صحيح، وهذا التقصير يقع على دور النشر والتوزيع أيضاً، فضلاً عن انعدام عامل الترجمة".بعدها فسح المجال لعدد من المداخلات التي عقّبت على بعض الأوراق المقدمة وإشكاليات نشر الشعر وتلقيه في العراق، مؤكدة ضرورة تداول هذا الموضوع أكثر في الصحافة الثقافيّة العراقية.
حوارية عن الكتاب الشعريّ على شاطئ دجلة
نشر في: 21 مارس, 2012: 07:14 م