سلام خياط لماذا منح الوطن سمة الأم – للمواطن -- دون غيرها من اقرب الأقارب؟ كأن يقال الوطن الأب او الوطن الأخ او الأخت؟؟! لا يحتاج المرء لحذلقة متفيقه ليحظى بجواب مقنع.. لأن الوطن الحقيقي للمواطن، حضن أم لا حضن مرضعة مستأجرة. حبله السري يظل موصولا بأحشائها رغم جزه بالسكين وإلقائه في أقرب مجرى لنهر.
الوطن للمواطن ، ينبغي، يجب، يتحتم أن يظل شغاف قلب وحشاشة كبد أم.. تسهر على قلق لينام بإطمئنان، تجوع ليشبع، تتعب ليرتاح،تشقى ليسعد، تقوم إعوجاجه إن جنح، وتفتديه بالغالي والنفيس لتدفع عنه مرض ألم او حاق به خطر....لا ينكر هذه الأواصر الحميمة بين الأم وولدها، إلا مارق أو إبن حرام. ولو أقر الجمع بهذه الوشائج القدسية، لارتقوا بمسوؤلية الدولة تجاه الفرد، بما يوازي مسوؤلية الأم تجاه أولادها، وكل ما عدا ذلك هوامش عرضية، تظهر لتختفي.السؤال اللجوج الذي يطل برأسه كلما خاف مواطن، او جاع، او روع، او أخذ بالشبهة،أو أهين، او استلبت كرامته، أو هجر قسرا،أو هاجر مضطرا، أو هدد بالموت أو قطع الرزق، أو.. او.. ماذا فعلت الدولة (الأم) لتقي أولادها كل ذاك العسف والرهق والتجاهل؟؟أين رغد العيش في بلد يعوم على بحر من الذهب؟ أين المدارس المؤهلة والمدرسون الأكفاء المنعمون، الذين يتسولون دروسا خصوصية ليرتقوا الفتق في نسيج الراتب الشحيح ؟ اين المستشفيات المتطورة التي لا يحتاج فيها المريض إلى أن يجلب غطاءه ووجبة طعامه ويبتاع دواءه من أقرب مذخر؟أين السكن اللائق بالآدمي، وليس زرائب او حظائر للدواب،، ثم أين الأمن الذي غدا حلما بعيد المنال؟أصلّي، بضراعة، أصلّي من أجل ألا يكون (الجالسون) على الكراسي او (المتكئون) على الأرائك، كتلك النائحة، التي تستأجر في المآتم لتقرأ القرآن، والقصائد التي تستدر دمع الحاضرين، دون أن تسكب دمعة، ثم تلملم عباءتها وتتسلم أجرتها، وتغادر المكان، !!!بأسرع وقت".
السطور الأخيرة:ليست النائحة كالثكلى
نشر في: 21 مارس, 2012: 08:27 م