TOP

جريدة المدى > محليات > متخصصون يستهجنون تزايد عمالة الأطفال فـي البلاد

متخصصون يستهجنون تزايد عمالة الأطفال فـي البلاد

نشر في: 21 مارس, 2012: 08:29 م

 بغداد / المدى يستهجن العديد ظاهرة عمالة الأطفال، خاصة الناشطين في مجال حقوق الطفل والمعنيين بالشأن الاقتصادي، لاسيما أن هذه الظاهرة بدأت تتزايد على الرغم من مرور تسعة أعوام  على تغيير النظام المباد، وزيادة الإيرادات النفطية إلى مستويات غير مسبوقة.
وظاهرة عمالة الأطفال، لم تكن جديدة على المجتمع العراقي، فمنذ زمن الحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي كان هناك كم كبير من الأطفال الصغار يعملون ويتجولون بين السيارات لبيع بعض المواد البسيطة، فيما يعمل قسم آخر في مهن صعبة مثل تلك التي تنتشر في ورش صيانة السيارات أو الحدادة، وغيرها من المهن التي تحتاج إلى جهد عضلي كبير.والغريب في الموضوع أن هذه الظاهرة المستهجنة من قبل المراقبين بدأت تزداد هذه الأيام حتى بعد تسع سنوات من رفع الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً قبل العمليات العسكرية على العراق عام 2003.في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة الاتحادية عن طموحها لبلوغ أعلى سقف لصادراتها النفطية. وفي أحياء الطين بأطراف سامراء إحدى أكبر مدن محافظة صلاح الدين، ثمة طفلة في الثامنة من العمر تبيع المواد الغذائية في ساعات الصباح التي ذهب أقرانها فيها إلى المدرسة.محل صغير من منزل متهالك لا يكاد يسع صاحبته صغيرة العمر إذا دخل إليه أكثر من شخصين، يضم بضائع قليلة كأنه محل للعب والتسلية بين الأطفال وليس محلاً لرزق هذه الطفلة وعائلتها المكونة من ستة أطفال. وعلى الرغم من قلة كلامها قالت لوكالة "آكانيوز" للأنباء: "أنا سارة جاسم أعمل لمساعدة عائلتي فنحن فقراء" وبعد دقائق من الوقت أخذتها الطفلة سارة في التفكير أضافت "لم أستطع أن أدخل المدرسة ولم ألعب مثل الأطفال في المنطقة لأني أعمل لمساعدة عائلتي".الطفلة سارة هي من بين أكثر من 10 آلاف طفل عامل في محافظة صلاح الدين، بحسب الإحصائية الرسمية للجنة الرعاية الاجتماعية في مجلس محافظة صلاح الدين. وعن هذا الرقم، يرى الصحفي التلفزيوني محمد عزت أنه "من المعيب في بلد غني مثل العراق الذي يزخر بموارده النفطية، أن يعمل أطفاله في مهن لا تصلح للصغار"، مبيناً "من الأجدر استثمار جزء من المليارات التي يدرها تصدير النفط في مساعدة أطفال البلد".ويقول عزت: إن "هذه الظاهرة التي بدأت تتفاقم في عموم البلد ليست بالجديدة لكنها تزداد يوماً بعد آخر بسبب ما مر على البلاد من مآسي الحروب وويلات الحصار الاقتصادي والتوترات الأمنية".وبحسب آخر الدراسات التي أعلنتها منظمات المجتمع المدني بشأن الأطفال الذين يعملون في مهن متنوعة، فإن الأطفال الصغار يواجهون خطر الإصابة بالضمور في نموهم بسبب مزاولتهم أعمالاً لا تنسجم مع أعمارهم. وتقول الناشطة الإنسانية وعضو منظمة العائلة العراقية، المختصة بالمرأة والطفل، فاتن السامرائي: إنه "بحسب الدراسة التي أعدتها المنظمة بالتعاون مع الكوادر الطبية تم التوصل إلى أن أكثر الأطفال الذين يعملون في مهن تفوق أعمارهم وهم صغار يواجهون خطر الإصابة بالضمور في النمو عند البلوغ، إلى جانب أمراض جسدية وعاهات جسمية تزداد مع مرور الزمن".وتضيف السامرائي "لن يكون الخلل فقط في نمو الشخص، وتعرضه للأمراض والعاهات، وإنما سيتربى الطفل على حالة من العنف والقسوة التي تصنع أشخاصاً غير طبيعيين يؤثرون بصورة أو بأخرى على حياة الآخرين من الناس".وتتراوح معظم أعمار الأطفال العاملين بين 6 ـ 15 عاما وينتشرون في معظم أرجاء البلاد ويعملون في العديد من الأعمال، فيما يزاول قسم آخر منهم عملية التسول لكن عددهم يقل عن عدد العاملين في الأعمال المختلفة.ولخص عضو مجلس محافظة صلاح الدين، مسؤول لجنة الرعاية الاجتماعية محمد فرحان، "انتشار ظاهرة عمالة الأطفال تتلخص بخمسة أسباب، أولها العوز المادي للعائلة مما يدفع الأهل إلى زج أولادهم في ميادين العمل".وأضاف في حديثه لوكالة "آكانيوز" للأنباء أن "ثاني الأسباب هو فقدان أحد الوالدين وخاصة الأب، والنقطة الثالثة التي تدفع الأطفال إلى العمل، هي الفشل في الدراسة وخاصة في المراحل الابتدائية".وتابع بالقول: إن "السبب الرابع هو هروب الطالب من الجو الدراسي المشحون نحو العمل، وآخر الأسباب هو إرسال بعض الآباء لأبنائهم للعمل من منظور أن العديد من أصحاب الشهادات يجلسون بدون عمل، لذلك يعتقد الآباء أن الشخص كلما عمل في صغره سيتوفر له مستقبل أفضل من ناحية امتلاكه مهنة تساعده على العيش حسب تفكيرهم".واستطرد فرحان أنه "ليس من الصعب إيجاد وسائل وحلول ناجعة من الحكومة الاتحادية للحد من هذه الظاهرة"، مبينا أنه بإمكان الحكومة خلق وسائل ترفيهية وتوفير فرص عمل لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين وتخصيص رواتب شهرية لطلبة المدارس تغنيهم عن العمل وتشجعهم على مواصلة الدراسة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بالتزامن مع حلول الذكرى الرابعة.. زيارة البابا إلى العراق  نشطت السياحة في مدينة أور
محليات

بالتزامن مع حلول الذكرى الرابعة.. زيارة البابا إلى العراق نشطت السياحة في مدينة أور

 ذي قار/ حسين العامل منذ وصول البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في السادس من آذار عام 2021 إلى مدينة اور الاثرية (18 كم جنوب غرب الناصرية) وإقامة قداس الحج المشترك لاتباع الديانات التوحيدية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram