TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > اشترينا القمة بمليار دولار.. فلمن سنبيعها؟

اشترينا القمة بمليار دولار.. فلمن سنبيعها؟

نشر في: 23 مارس, 2012: 06:29 م

محمد سعيد الصكارأهي مليار دولار أم مليار دينار؟ لا أدري،فقد تداول الرقمين أكثر من موقع !وهو أمر لا أهمية له،ما دمنا ملوك الكلام،كما نحن ملوك النفط ! والعراقي يقول(الحكي ما عليه كمرك)،  ثم نحن إزاء قمة ولا كالقمم؛ ستقوم رغم ما لنا ولغيرنا من آراء قلناها،وقالها غيرنا، ولم تلق من يسمعها،فنحن في واد، والقيمون علينا (قسراً) فيواد آخر.
ومع ذلك؛ فأهلا وسهلا بضيوفنا الكرام، من ملوك وأمراء ووزراء وإعلاميين ومن هب معهم ودب، فهذه بغداد، وها هم أهلها العراقيون الذين يطربهم قول الشاعر:يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزلهذا رغم عنائهم المرير من زحمة الشوارع،وانقطاع الكهرباء الذي لن تراه الوفود، ولا تحس بلوعة الأيتام والأرامل والمعاقين و اللاهثين وراء ما يسند أمعاءهم، ويحفظ كرامتهم في زحمة اللصوص الناعمين بخيمة المحاصصة.ويقتضي الإنصاف أن نبعد القمة عن مشاغلنا الداخلية، فلديها من المشاكل مايكفيها ويزيد.على أنني تساءلت كثيرا عن حماسة برلمانيينا وبرلمانياتنا لهذه القمة الغريبة، رغم مايمر به البلد من معاناة على أكثر من صعيد،لا نريد تكراره فهو فيعلم الجميع؛ ولكنني تذكرت أن أغلب نوابنا ونائباتنا هم ممن زجت بهم المحاصصة دون علم ودراية بأصول السياسة وملابساتها؛ ولذلك يكفيهم من القمة مصافحة ملك حتى لو كان بشيرا أو بشارا،أو وزير حتى لو كان وزير الكلمات المتقاطعة أو وزيرا بلا وزارة، والتقاط صورة معه تبقى ذخرا لأبنائهم،ودلالة على مكانتهم القيادية،فيزمن لا قائد فيه غير الصدفة ! لقد كلفتنا هذه القمة ثمناً باهظاً، وهيقمة لا تنفع أحدابشيء،ومع ذلك، فقد دفعنا مليار دولار؛ أقول مليار دولار،لقاء ثلاث ساعات من هذه البضاعة الكاسدة. لقد اشترينا هذه القمة بمليار دولار،فلمن سنبيعها؟ومن هو ذلك الأريحي الذي سيجازف بشراء ملف خطب فارغة سمعناها منذ عقود،ولم نستطع حفظها لثقلها على الرأس والمعدة.وهذا الثمن الباهظ،ما هو؟وزير التربية العراقيمحمد الجبورييشكو عدم تخصيص اي مبالغ في ميزانية الدولة لعام 2012 لتشييد مدارس جديدة، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الأميين حوالي خمسة ملايين(من30 مليون نسمة) في بلد يعتبر مهد اختراع الكتابة.ولو شئنا أن نتقصى مثل هذه الأوجاع لدخنا ودوخناكم،فكم حاجة مثل المدارس تستنجد بالحكومة والنواب ولا من يسمع.الصيف القاهر آت، والكهرباء تراوغ في المجيء والذهاب، والمستشفيات تضج بالشكوى،مثل السيد وزير التربية (عدم تخصيص اي مبالغ  في ميزانية الدولة لعام 2012 لتشييد مدارس جديدة)، والبركة فيالقمة ذات المليار دولار، فإذا لم ننجح في توفير الكهرباء وتوفير احتياجات الناس، فقد نجحنا في شراء القمة، (بكم من التنازلات)؟إن الاستخفاف بمصير البلد، وتبديدثرواته،والتنازل لعيون هذا وذاك عن كياننا السيادي،وحدودنا ومياهنا وسمائنا وأراضينا،ومستقبل أجيالنا، ينبغي ألا يمر دون حساب.فالمليار دولار التي أنفقناها،من أين جاءت ونحن لا نملك ما نحتاجه لبناء مدارس جديدة ؟ وما هو نوع وحجم التنازلات التيفرطنا بها من أجل هذه القمة؟نريد أن نعرف !لقد اشترينا القمة بمليار دولار، لثلاث ساعات؛ فلمن سنبيعها؟mohammed_saggar@yahoo.fr

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram