اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الزراعة نفط (زائل) بفضل الإهمال الحكومي!

الزراعة نفط (زائل) بفضل الإهمال الحكومي!

نشر في: 23 مارس, 2012: 07:15 م

 البصرة – ريسان الفهدبدأ تجريف الأراضي الزراعية مع بداية الحرب العراقية - الإيرانية  في عقد الثمانينات من القرن الماضي، وجميعنا يتذكر كيف قام النظام  السابق بتجريف الأراضي في أبي الخصيب والفاو والسيبة والقرنة، وكيف اقتلعت الجرافات العسكرية أشجار النخيل وبساتين الفواكه والخضر،
ما اضطر أهالي تلك المناطق إلى ترك أراضيهم الزراعية  ليسكنوا في المدارس والدوائر الحكومية التي كانت في وقتها قيد الإنشاء، في حين أصبحت الأراضي والمزارع والبساتين مقرات وثكنات عسكرية للجيش العراقي، وبعضها خاصة القريبة من الجبهة تحولت إلى ساحات للمعارك أو مخازن للأسلحة.ومع سقوط النظام تدهور القطاع الزراعي بصورة كارثية، وأصبحت الأراضي الزراعية تباع بثمن بخس نتيجة غياب رقابة الدولة وقلة الدعم المقدم للمنتج المحلي .ولا ننسى أن الوضع السياسي العراقي عموما ألقى  بظلاله على هذا القطاع خاصة وان الحكومات المتعاقبة التي تشكلت بعد أحداث عام 2003 انشغلت جميعها بالوضع الأمني وأهملت القضايا الأخرى على الرغم من أهميتها ومنها القطاع الزراعي الذي كان العراق  من خلاله يعد سلة الشرق الأوسط الغذائية.rnالكهرباء وغياب الطرق النظاميةعضو مجلس محافظة البصرة وعضو لجنة الخدمات غانم عبد الأمير حذر في حديثه لـ "لمدى" من ظاهرة تفتيت وتجريف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مجمعات سكنية عشوائية في عدد من مدن البصرة وخصوصا الزراعية منها ،وأضاف " لقد تحولت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية عشوائية أثرت سلبا على حجم الخدمات المقدمة لهذه المناطق بسبب محدودية هذه الخدمات كالماء والكهرباء وكذلك عدم وجود طرق نظامية وشبكات للصرف الصحي كون هذه المناطق تقع خارج التصميم الأساسي فهي غير مشمولة بالخدمات البلدية والمجاري ، موضحا ” أن مجلس المحافظة قرر منع تفتيت وتجريف الأراضي الزراعية وعدم تشييد الدور السكنية فيها ،في الوقت الذي نكرر فيه مطالبنا السابقة بمنع هذه الظاهرة الخطرة التي سيدفع المواطن ثمنها على المستويين القريب والبعيد.rnبساتين تحولت إلى دور سكن؟مدير الزراعة في البصرة عامر داود سلمان بين"  طلبنا تدخل الحكومة المحلية  للحد من هذه الظاهرة التي تعد هدرا للثروة الزراعية ومخالفة لجميع القوانين، وتم بالفعل تشكيل لجان مختصة برئاسة مدراء النواحي أو مدير القطاع لمتابعة تجريف البساتين وهناك عقوبات رادعة بحق المخالفين.فيما أصدر مجلس محافظة البصرة قراراً وتعليمات للحد من تجريف البساتين وبيعها كأراض سكنية، وبالرغم من جميع  الإجراءات إلا أننا ما زلنا نعاني من هذه المشكلة منذ ثلاثة أعوام" . وأضاف داود" أن هناك خطة من الهيئة العامة للنخيل بإنشاء بساتين لإنتاج فسائل النخيل وإعادة برنامج القروض لغرض تطوير البساتين وإنشاء بساتين جديدة، وتمنح هذه القروض بواقع مليوني دينار للدونم الواحد للبساتين التي هي بحاجة إلى تطوير أو إدامة ، وكان من المقرر أن تمنح أيضاً للفلاحين الراغبين بإنشاء بساتين جديدة وتقدر كمية القرض حسب الجدوى الاقتصادية لها، إلا إن الأمر تأخر بسبب وجود شرط سابق تضمن الحصول على إجازة بستان، التي تسجل فيها الأراضي الزراعية بصيغة "طابو زراعي"واغلب الفلاحين والمالكين للبساتين لم يمتلكوا إجازة بستان ومن خلال المخاطبات مع وزارةالزراعة سيتم شمول البساتين الجديدة بالقروض".rnتوجه خاطئ لهدر الثرواتوقالت عضو البرلمان العراقي المهندسة جنان الابريسم إن " إزالة النخيل والمزروعات والشتلات وتشييد الأبنية بمحلها وتغيير صنف الأرض (البستان) إلى عرصة أو دار سكن هو مخالف لمسمى البستنة .وأشارت الى ان العديد من البساتين طالتها الجرافات وتحولت إلى منازل وأحياء سكنية بعد قلع العشرات من النخيل ، وهو يعكس خطورة هذا التوجه الخاطئ لاسيما ان العراق يعد من البلدان الزراعية، وان احد ابرز ثرواته هي التمور التي يجب الاهتمام بها والمحافظة عليها من قبل الفلاحين .وطالبت النائبة الابريسم الجهات التنفيذية بتنظيم حملات منظمة لمنعالتجاوزات على الأراضي الزراعية ، وحماية الغطاء النباتي ووقف عمليات تجريف البساتين وتحويلها الى أراض سكنية، التي تهدد بزوال الثروة النباتية وخصوصا أشجار النخيل.وبينت" أن القانون الزراعي يحرم تجزئة الأراضي الزراعية وتجريف بساتين النخيل في ظل سعي الدولة لإقامة أحزمة خضر تحيط بالمدينة لتقيها من العواصف الترابية والكثبان الرملية وزراعة الأراضي غير المزروعة.rnالمدن تبلع الأراضي الزراعيةمن جانبه، طالب عضو اللجنة الزراعية في مجلس محافظة البصرة فاضل عجيمي حالوب المالكي الجهات التنفيذية في المحافظة بمنع التجاوزات الحاصلة عن الأراضي الزراعية في مناطق أبي الخصيب وشط العرب ، وحماية الغطاء النباتي ووقف عمليات تجريف البساتين وتحويلها إلى أراض سكنية. فيما اعتبر  نقيب المهندسين  الزراعيين في البصرة الاستشاري علاء هاشم البدران" أن مسألة التجريف حقيقة تؤكدها البساتين المجرفة في قلب قضاءي شط العرب وأبي الخصيب." ، وبين أن السب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram