بغداد/ ماجد طوفانبالرغم من أن القمتين اللتين عقدتا في بغداد، عام 1978 وعام 1990 كانتا نتاج أزمتين ، الأولى كانت ردا على التطبيع الذي عقده الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع إسرائيل ، والثانية كانت إثر توتر علاقات العراق مع دول الخليج وتحديدا دولة الكويت ، اليوم وقبل انعقاد القمة الثالثة في بغداد ،
والتي هي نتاج أزمة ليست عراقية فحسب ، وإنما النظام العربي برمته يعاني من أزمة برغم التغير البنيوي الذي حدث في بعض البلدان العربية ، قمة بغداد التي نتمنى لها النجاح ، تشير بوادرها الأولى أنها لن تكون طبيعية في كل مراحلها ، إذ تشير المقدمات التي هي مؤشر واضح للنتائج أنها ستكون ذات ولادة قيصرية ، ومن المرجح أنها لن تكون أفضل من سابقاتها ، كلما اجتمع العرب تتفاقم أزماتهم ، وكلما تنتهي القمة ينفرط عقد الإجماع العربي – الذي لم يجتمع طيلة وجود الجامعة العربية - ، القمم العربية وكما يقول الفقهاء أصبحت سالبة بانتفاء الحاجة ، العراق وبعد مرور أكثر من عقدين على آخر قمة ، يستقبل قمته الثالثة ، التي ستعقد يوم التاسع والعشرين من هذا الشهر ، أمس استفاقت بغداد على وجود عسكري كثيف ، يذكرنا بأيام الانقلابات ، فقد تقطعت أوصال العاصمة من شرقها إلى غربها ، ومن شمالها إلى جنوبها ، مما اضطر الناس إلى المشي على الأقدام للوصول إلى أماكنهم ، وهذا ما لم تسمح به القوات الأمنية ، بالأمس تحولت بغداد إلى مدينة أشباح ، رغم أن القمة لم تعقد بعد ، وقبل انعقادها بستة أيام خيمت أجواء الاستفزاز على مزاج المواطن الذي عبر عن استيائه الشديد من كل الإجراءات الأمنية التي تعد الأشد منذ عام 2003 إلى يومنا الحالي ، نتمنى للقمة النجاح ، ولكن ليس بهكذا إجراءات شلت الحركة في عموم العاصمة وأحالتها إلى مدينة تشبه مدن الأشباح . وتشهد العاصمة إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة تتمثل في الانتشار الأمني الكثيف ونصب نقاط تفتيش في شوارعها، فضلا عن التفتيش الدقيق للمركبات والمواطنين، مما تسبب في شل حركة السير وزخم مروري كثيف، فيما أعلنت الحكومة عن تعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية ابتداء من يوم 25 آذار الحالي، وحتى الأول من نيسان المقبل.
القمة تغلق شوارع بغداد وتحولها إلى مدينة أشباح
نشر في: 23 مارس, 2012: 10:18 م