بغداد / المدىأثارت جريمة قتل سيدة عراقية وهي أم لخمسة أطفال تقيم في الولايات المتحدة الأميركية مخاوف وتساؤلات في أوساط الجالية العراقية، لا سيما أن رسالة تهديد عُثر عليها في مكان الجريمة، فيما دعت مجاميع على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) والمواقع الإلكترونية الأخرى إلى حملة تدعو نساء العالم لارتداء الحجاب في شهر نيسان المقبل تخليدا لذكرى هذه الأم.
وبحسب ما نقلت صحيفة "إيلاف" الإلكترونية فإن القتيلة شيماء العوادي تعيش مع زوجها وأطفالها في شارع هادئ بمدينة الكاجون في ولاية كاليفورنيا، وعثرت عليها ابنتها ذات السبعة عشر عاما فاقدة الوعي في غرفة الطعام مع رسالة تقول "هذا بلدي. عودي إلى بلدك أيتها الإرهابية".وقالت فاطمة ابنة الضحية: إن رسالة أخرى تُركت على الباب الأمامي للبيت في وقت سابق ولكن والدتها لم تكترث بها واعتبرت أنها مزحة سمجة.وبعد ثلاثة أيام من العثور على العوادي فارقت الحياة في المستشفى وقالت الشرطة إنها تعرضت إلى الضرب بوحشية.وحضر مئات الأشخاص إلى المركز الإسلامي في المنطقة لتأبينها، ولكن رئيس مجلس شؤون المسلمين سلام المراياتي حذر المؤبنين من النظر إلى مقتلها على أنه جريمة كراهية. ونقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونتر" عن المراياتي قوله: إن التسرع في الخروج باستنتاجات سيكون موقفا لا مسؤولا.وأكد المراياتي وشرطة المدينة أن التحقيق مستمر في مقتل العوادي، إذ قال الملازم مارك كويت: إن الشرطة تدرس الأدلة المتوفرة وتُبقي كل الاحتمالات مفتوحة لكي لا يفوتها شيء مهم، ولم يستبعد أن يكون الحادث جريمة كراهية.ويُعد مقتل العوادي أسوأ حادث يتعرض له مهاجر عراقي في المنطقة، كما قال الخطيب محمد فلاح العطار من مركز الإمام علي في سان دييغو.ولكنه لفت إلى أن الاعتداءات الشفهية وخاصة على النساء المحجبات ليست نادرة، مضيفا أن زوجته سمعت أشخاصا يقولون لها أن تعود إلى بلدها، وأن آخرين واجهوا مواقف مماثلة.وكان العطار يعرف العوادي منذ وصولها إلى سان دييغو قبل نحو 20 سنة وقال إنها امرأة طيبة.من جانبه تحدث مدير فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في سان دييغو حنيف محبي، عن مشاعر أفراد الجالية بعد مقتل العوادي. ونقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونتر" عن محبي قوله: إنهم افترضوا أنها جريمة كراهية بسبب رسالة التهديد، وأن كثيرين يخافون أن يلاقوا نفس مصير شيماء العوادي.ووجه قاسم الحميدي زوج الضحية نداء بعد تشييع زوجته، وتساءل مستعينا بابنه ذي الخمسة عشر عاما محمد الحميدي لترجمة أقواله "نريد أن نسأل ماذا تجنون من هذا ولماذا فعلتموه".وطلب الحميدي المساعدة في العثور على قاتل زوجته قائلا: "إن عائلتنا وجاليتنا فقدت أماً".وقررت العائلة إعادة جثمان شيماء إلى العراق لدفنها في مدينة النجف حيث يعيش والدها وهو رجل دين معروف. ويعتبر تجمع العراقيين في مدينة الكاجون التي انتقلت إليها عائلة العوادي عام 2008 من أكبر الجاليات العراقية في الولايات المتحدة، وغالبيتهم من المسيحيين الكلدان ولكن بينهم مسلمون هربوا من النظام المباد.وبدا أفراد الجالية العراقية في المنطقة حائرين إزاء مقتل العوادي، إذ قالت نادين عازر لصحيفة "كريستيان ساينس مونتر" إنها مسيحية والضحية مسلمة "ولكن من يا ترى يفعل شيئا كهذا بهذه المرأة المسكينة".وقالت عراقية أخرى رفضت ذكر اسمها: إن عزاءها هو التعامل مع الجريمة على أنها "حادث معزول"، مضيفة "أن الضحية والجاني والله وحدهم يعلمون ما حدث".جريمة قتل شيماء العوادي أثارت استياء بين الأوساط الشعبية والسياسية على مستوى العراق وتعاطفاً واستغراباً من دول العالم لوقوع الحادثة في بلد مثل الولايات المتحدة الأميركية الذي تمكن من القضاء على النزعات العنصرية في بدايات عقود القرن المنصرم.وعلى خلفية ذلك بدأت مجاميع على (الفيس بوك) والمواقع الإلكترونية بحملة تدعو نساء العالم إلى ارتداء الحجاب في شهر نيسان المقبل تخليدا للعوادي. وأطلعت "شفق نيوز" على تلك الدعوات المنشورة على الفيس بوك والمواقع الإلكترونية التي تحث المشتركين من النساء في جميع أنحاء العالم لارتداء الحجاب ليوم واحد على الأقل في شهر نيسان تخليدا لشيماء العوادي. من جهتها طالبت الكتلة البيضاء في بيان صحفي رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية بمخاطبة الخارجية الأميركية لإيضاح ملابسات جريمة قتل العوادي.ويقول رئيس الكتلة قتيبة الجبوري في البيان: "إننا نأمل من الحكومة ووزارة الخارجية، أن تطالب السفارة الأميركية في بغداد ووزارة الخارجية الأميركية بإطلاع الجانب العراقي، على تفاصيل التحقيق في حادثة مقتل المواطنة العراقية شيماء العوادي، للتحقق من ملاحقة الجناة ومحاكمتهم وإنزال القصاص العادل بهم ".ويبيّن الجبوري أن "ما وصلنا عبر وسائل الإعلام الأميركية يفيد بأن الحادثة قد تكون ذات طابع عنصري، وفيما لو تأكدت صحة هذه الأنباء فقد يتسبب ذلك في إثارة حالة من الاستياء لدى الشارع العراقي الذي يرفض ويدين هذه الممارسات القائمة على الكراهية والتعصب".ويضيف الجبوري أن "من الضرورة متابعة تفاصيل القضية من قبل الحكومة العراقية
مقتل شيماء العوادي يثير المخاوف والاستياء بين الجالية العراقية في أميركا

نشر في: 30 مارس, 2012: 08:49 م