اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الكتّاب تصنعهم مناكداتهم العائلية!

الكتّاب تصنعهم مناكداتهم العائلية!

نشر في: 31 مارس, 2012: 08:28 م

عادل العامل كانت آخر مجموعة مقالات تصدر للكاتب كولم تويبين  Colm Tóibín ، الروائي  و الناقد الأيرلندي، بعنوان "طرق جديدة لقتل أمك  New Ways to Kill Your Mother"، (ويعني الكاتب بذلك طبعاً التخلص من تأثير الأهل أو مضايقاتهم ـ المترجم). 
 وهي مقالات زاخرة باللحظات التي ينال فيها الكاتب وعائلته بعضهما من البعض الآخر. وقد لا تكون العلاقات العائلية المليئة بالمناكدات شائعة، مع هذا فإن المدى الذي بلغته شجارات هؤلاء الكتّاب مع آبائهم وأمهاتهم، وأخوتهم، وأطفالهم ــ بمن فيهم و. ب. ييتس، و توماس مان، وجيمس بالدوين، وجون تشيفَر ــ يجعل من النزاعات على مائدة الطعام تبدو وكأنها شكل فني متخصص. فتوماس مان، مثلاً، كان يبرر تدليله لطفله الأكبر وتفضيله على خمسة آخرين لديه، بأن "على الواحد أن يجعل الأطفال معتادين على الظلم مبكراً"! وهكذا كان ج. م. سينج، وهو كاتب مسرحي أيرلندي، مدلَّلاً من أمه، وأقرّ آخر، وهو صموئيل بيكيت، بأنه نتاجٌ لحب أمه المتوحش له! وكانت جورجي ييتس تناشد صديقةً لها عدم التكلم مع أمها، لأنها "تحب أن تصنع دوّامةً وبوجهٍ خاص إذا كان باستطاعتها أن تمتصّها إليها"، وكان و. ب. ييتس مشغولاً  بثني أبيه عن محاولة إدخال يده في الكتابة، وهو جهد راح يبذله الأب في شيخوخته حين رأى نجاح ابنه في هذا المجال! ويكتب السيد تويبين بنثرٍ قوي وله عين حادة على التفصيل. وهو يقسم كتابه نصفين، "أيرلندة" و "مكان آخر"، ويضع هذه الخصومات العائلية ضمن سياق المحاولة الأكبر لإيجاد الصوت الأيرلندي، وسياق كفاح كتّابٍ مثل تينيسي وليامز لتحقيق هوياتهم كرجال شاذين في أميركا. وبرأي السيد تويبين، فإن "قتلك أباك أو أمك" هو ممهّد ضروري لأن تًصبح كاتباً أصيلاً!ووفقاً لمعظم هذا الكتاب، فإن هذه الحجّة مقنعة. و على كل حال، فليس كل فصول المؤلف مسبوكة جيداً. فالمقالة المتعلقة بصمويل بيكيت، مثلاً، تبدو أشبه بعرض نقدي لكتاب، والقطعة النهائية عن بالدوين تنجح فقط تقريباً في مقارنة أسلوبه الأدبي مع السيَر الذاتية الحالية التي يكتبها الرئيس باراك أوباما. بدلاً من هذا، فإن أروع لحظات كتاب السيد تيوبين هي حين يركّز على نثر الكتّاب وكيف يشرعون في خلق "علاماتهم السود المتجهمة على الصفحة". فيكتب هارت كرين، وهو شاعر أميركي انتحر وهو في سن 32 عامَ 1932، بطريقة نحوية "فيها شيء من الصعوبة والتألق". وكان لدى بالدوين "افتتان بالبلاغة نفسها، العبارة المحلّقة، الإيقاع المدفوع بعسر، رنين الجملة الحاد و الرائع".إن طريقة تعبير كهذه تبرز هنا وتوحي بقوة أسلوب كتابة السيد تيوبين. ومن هذه الناحية، فإن من المخجل ألاّ يُفصح هنا أكثر فيما يتعلّق به. ولقد سبق له، وهو المفتون بالعوائل، أن كتب في مكان آخر بفصاحةٍ عن علاقته بأمه، وجعل روايته مأهولة بالعلاقات العائلية "المفركَشة". لكننا، في هذا المجلد، لا نجد ذكراً لوالديه أبداً، وأي تذكّر شخصي تجده يتّسم بالإيجاز هنا. ويبدو أنه بتركيزه على أصوات الآخرين المحرَّرة، قد أفلح بطريقةٍ ما في التضييق على ما يتعلق به هو!عن/ ايكونوميست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram