حسين عجة ما بين مقبرة الحياةِ وصخب الغيومِ.، تَعثَرتْ، يا للحيف، أنامل حرقتي: للنشال صفة الزئبق. من بين كوة بالكاد تمنح الهواء ممراً، لم أبتسم للمرآة الممهورةِ في تشعبات ذاكرتي، مُثخنةً، لا أدري كيف ومتى بجراح العواصف الرملية وبندب الرواق الموحشِ. الماضي القريب الذي يضغط كالمسمار في اللحم الحي، على منافذ تنفسي. إليك بالقصة من ألفها إلى يائها، كما يدمدم بها الأعاجم قبل رقدتي، كما تتلكأ وترواح على بساط منيتي :
قد تكون اللحظة القادمة خطف لحديقة الأسلاف بما فيها من بتلات ما زالت، كما أظن حيّةً، والموت الذي حملته أمي في بطنها لكي تخلد به اسمي : سأقابل نيرون. في مدينة الرشيد. في منطقة محاطة بأقواس المجزرة، اليوم، بنقوش لها سحنةِ المومياء عبر رطين الحاضر، وأعيان القرية العربيةِ. هناك الحجرة الأولى، أو العرين المُقدسِ للسلطةِ، دهرية أو خالدة كالغبار الذي يغطي هامتي، أنا حامل حقيبةِ الوفدِ. الرهبة عين لا تخطأ في فك شفراتها الأجيال الطالعةِ كعلامة على زينة الفضاء، الخلوة حيث يشرع المزاد العلني، ما بين بضاعة الحمال والسحر الملائكي للأميرة. ثمة أرانب، بطيف ألوانها من الأبيض وحتى الأصفر- الأشقرِ تطوف في البهو الفسيح لاستقبال رجال الخردة، بائعي التمور، أو الوعدِ الحائلةِ؛ في الجانب القصي من الحجرة، ثمة سقيفةٌ يُقال فيها سيلتم رهط الكاميرات والصحافة المرئية، المسموعة، المكتوبة والناطقةِ. يوم أسميه أنا بيعي في سوق النخاسة. لا أحد غير هو، الرجل الذي قطعت الحقائب من أجل رؤيته الصحارى اللاهبة، لا غيره يتجول في الغرفةِ. كلما تلفتُ من حولي، لا أرى سوى حائط الرماد الذي يتمدد، يتمغط رغداً على طوله وعرضه جوع المعمورةِ وعبيد المشهدِ. من حين إلى آخر يهرعُ، كالمصاب بعاهةِ السهوِ، الخدم ذوو المعاطف المزركشةِ، حاملين في سلةً من جدائل النخلة، الخوص ربما، تلال من الأوراق المبعثرةِ؛ سيُكلف بقراءة رموزها المُتداخلةِ شعب من النساخ وآخر لترتيب الصور. ما بين الحجرة الأولى وسقيفة الصحافة، قد يخطو آغرُ عتبة الخوف اللامرئية. خسارته جلية كنجوم الضحى، أو شمس منتصف الليل من فوق تراتيل الطقوس اللاحقةِ. بروتكول العفةِ، التوبةِ، التصالح، السير نحو مستقبل الآبار المغريةِ، معدنية أو نفطية تتعادل عندي نطفتها وبذور جلدها المُقرحِ. نيابة عن النائب، أكتب بصيغةِ الجندي المجهول لعريف الحفلةِ.هناك الباب، الواسع المُرصعِ، العائق الأكبر والإغواء الدائم لمنْ ينوي القيام بالشبخةِ الرهيفة، أو القاتلةِ. موارب هو الباب، بطبيعته؛ فاصل المسافات الأمين والجاحد ما بين داخل نيرون، مقعده، والعالم الخارجي حيث قمامة الأوهام، الجوارح الكاسرة، قيء المدينة العظمى، دار السلام، واليتامى من كل فج عميق لهم عين السماء الساهرة على إيقاع الرنة، بطر الأسياد، تململ الخدمِ، نسيان الحقائب، والمذيعة في المساء حيث من شفاهها الحمراء سنعرف بالدقةِ ما هي تقلبات الأجواء والطقس العالمي النكهةِ.
باب نيرون
نشر في: 31 مارس, 2012: 08:29 م