اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بعد أن اختتمت قمّة بغداد أعمالها..قمــة مـن دون هــمّــة!

بعد أن اختتمت قمّة بغداد أعمالها..قمــة مـن دون هــمّــة!

نشر في: 31 مارس, 2012: 08:36 م

طارق الجبوريالآن وبعد أن اختتمت القمة العربية الثانية والعشرون أعمالها في بغداد، فإن الأسئلة التي ظلت تشغل وسائل الإعلام وما زالت تدور في ذهنية المواطنين تتمحور حول أبرز ما ميز هذه القمة عن سواها  ، وكيف يمكن أن تسهم هذه القمة في خدمة القضايا العربية ومن ضمنها العراق ،
وهل يمكن فعلاً أن تستجيب القمة وتتفاعل لتأثيرات ما سمي بالربيع العربي؟ابتداءً لابد من الاعتراف بأن من المبكر الحكم على نجاح هذه القمة مسبقاً، حيث انه لم تمض غير بضعة أيام على انتهائها وتسلم العراق مسؤولية ما اصطلح عليه قيادة العمل العربي المشترك و متابعة ما صدر من قرارات تضمنها إعلان بغداد ببنوده الـ 48 التي نوقشت، لذا فإن  الفترة الممتدة بين هذه القمة والأخرى التي ستتبعها والتي تقررعقدها في قطر بعد أن اعتذرت سلطنة عمان عن تضييفها ستكون الحكم على جدية الدول العربية بتنفيذ المقررات التي اتفقت عليها في القمة والتي اعتدنا على أن تتناساها هذه الدول قبل أن يجف الحبر الذي كتبت فيه ! ومع ذلك يمكن تحديد إجابات هذه التساؤلات استناداً إلى واقع القمم السابقة وإلى الأوضاع السياسية للمحيط العربي الذي عصفت رياح الربيع الجميلة ببعض أنظمته .ونحن مع تقديرنا لكل الآراء التي ربطت القمة بما أسمته عودة العراق إلى حاضنته العربية وكأنه انقطع عنها، نقول إن القمم وما يتمخض عنها انعكاس لواقع سياسي تعيشه مجتمعاتنا العربية، لذا فإن عودة العراق بقوة إلى محيطه تتطلب إرادة سياسية وقناعة الأنظمة العربية التي ما زال بعضها لديه العديد من الريبة والشك في النظام العراقي السياسي الجديد وعلاقاته الإقليمية ،وبالأخص مع إيران، التي قامت إثناء القمة باستخراج النفط من الحقول التي تدعي أنها مشتركة مع الجانب العراقي دون استكمال مشاوراتها مع العراق، وكأنها أرادت أن توجه رسالة غير مباشرة للمؤتمرين بقصد أو  من دونه أنّ يدها ما زالت هي الطولى شاءت أميركا أم أبت ! بالمقابل فإن حديث رئيس وزراء قطر مع قناة الجزيرة الذي تزامن مع القمة ومضامينه فيها أكثر من إشارة إلى  المعنى الحقيقي لتمثيلها المتواضع نسبياً وهي التي كانت حريصة إلى وقت قريب على حضور اجتماعات جلسات الجامعة بأعلى المستويات إذا توافقت ودورها المرسوم والمخطط له ،وقد يكون  دورها في التغيير الذي حصل في  ليبيا ليس بعيداً  حتى أن أحد المعارضين الليبيين إبان قصف الناتو بلده جواً وبراً وبحراً أطلق على أمير قطر " أبو الثوار " وهو ما يبدو يرضي مشاعر الأمير ونظامه الذي كانت الجماهير تصفه وما شابهه من أنظمة بالرجعية وغيرها من المصطلحات والنعوت التي سادت مشهد العمل السياسي العربي لعهود طويلة .  بصراحة ليس هنالك من مجال للادعاء بتميز هذه القمة عما سبقها ،اللهم إلا بمستوى الإنفاق الهائل والصرف المالي الذي أثار تساؤلات ملايين العراقيين ودعا ببعض أعضاء مجلس النواب إلى التحقيق فيها . ومع ذلك لا يمكن إغفال توجه أنظار العالم دولياً وإقليميا وعربياً نحو بغداد ،وهو ما يعده البعض منجزاً عظيماً  للعراقيين، لكننا وبتواضع لا ندري كيف وبأية صورة !وبعيداً عن مستوى التمثيل الضعيف لبعض الدول المشاركة الذي لم تقتصر عليه هذه القمة فحسب، فإن التحدي الأمني كان هو الأكبر أمام السلطة التنفيذية وهو ما فرض عليها اتخاذ إجراءات مشددة حالت دون استغلال حضور هذه العدد من ممثلي الدول ووسائل الإعلام لإعطاء صورة جميلة عن العراق، وإذا أضفنا إلى كل ذلك واقع الخلافات السياسية لأدركنا مدى الانطباع الذي يمكن أن يتشكل . أما في ما يتعلق بالسؤال الآخر فيكفي أن نعود بالذاكرة إلى كل ما أسفرت عنه القمم العربية في تاريخها الطويل منذ أول قمة عقدت عام 1964، بل وأكثر من ذلك منذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945 .ولعل إشارة المسؤول المصري  المعروف أمين هويدي إلى أن الجامعة العربية تضم أكبر أرشيف لقرارات لم يتم تنفيذها في القمم خير دليل على مستوى العجز الذي تعانيه منظومتنا العربية وما سببته من إحباط لدى المواطن العربي، سواء ما يتعلق منها بفلسطين أو التعاون المشترك . فمن المثير للسخرية انه رغم شعارات التضامن العربي ووحدة المصير والوحدة وغيرها فإن حرية تنقل المواطن العربي ما زالت  حتى الآن تخضع لقوانين صعبة، في حين أن الاتحاد الأوروبي ترجم إيمانه بأهمية قراره بتشكيل الاتحاد منذ السنوات الأولى لإنشائه بقرار مكّن المواطن الأوروبي من التنقل بحرية في أية دولة من الدول المنضوية للاتحاد دون الحاجة إلى إجراءات " الفيزا " وغيرها من القيود . ومن الإنصاف القول إن مراجعة لما جاءت به القمة من قرارات تدلل على تأثير بهذا الشكل أو ذاك بما حصل في بعض الدول العربية من متغيرات عبرت عنها كلمات بعض  رؤساء الوفود، وسعي ما تبقى منها إلى محاولة مجاراة ما يحدث  وتجنيب أنظمتها هزات محتملة ، غير أن هذا لا يدعنا نغرق في التفاؤل " بشأن عد البعض القمة فرصة للقاء أنظمة ما بعد الربيع العربي " إن صح التعبير قافزاً على حقيقة عدم تبلور صيغة ديمقراطية واضحة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram