 بغداد / محمد حبيبيعاني ميناء الفاو الكبير ضعف التخصيصات المالية التي تقف حائلاً أمام انجازه في وقت تتعالى دعوات المتخصصين والخبراء لضرورة البدء بتنفيذ هذا المشروع العملاق . واقترح الخبير الاقتصادي عمرو هشام  على الحكومة البحث عن شركاء عالميين ومساهمين في مثل هذا المشروع .
وقال  هشام : ان المشكلة الأساسية الآن  هي عدم  حشد الموارد والطاقات المحلية وعدم استقطاب المستثمر الأجنبي لبناء مشروع ميناء الفاو ،  مما يجعل الميناء يأخذ صدى واسعا في الإعلام  دون التنفيذ .وأعرب هشام عن قلقه  إزاء تأخير بناء ميناء الفاو الكبير لما له من تأثير على الوضع الاقتصادي بشكل عام والملاحة بشكل خاص حيث انه في حال عرقلة بنائه  سيلقي بظلاله على عملية النشاط والتبادل التجاري .وطالب هشام  الحكومة بالشروع في تطوير الموانئ العراقية مثل ميناء ام قصر وخور الزبير التي مرت بفترة عقدين من الزمن او اكثر وهي شبه متوقفة عن العمل لتلبية حاجة السوق العراقي بعد ان وجدت الحكومة  معوقات لإنشاء ميناء الفاو الكبير . وقال هشام :ان بناء الموانئ يتطلب سقفا زمنيا يمتد لثلاث  سنوات لإجراء فحوصات للتربة ومدى ملاءمتها وحالة المناخ وتغيرات الطقس على وفق دراسات وخطط مدروسة .ومن جهته اوضح عبد العزيز الحسون لـ ( المدى )  : تاريخيا  ان ميناء البصرة هو الوحيد الذي ينقل التجارة العالمية المنظمة ومنذ 1000 سنة ، حيث يعد من الموانئ  المعروفة في العالم  بحسب احصائيات تعود الى القرن السابع عشر . و أشار الحسون : ان لميناء الفاو الكبير لو انجز ،مستقبلا، الدورَ المهم في نقل البضائع والسلع من شرق اسيا الى شرق البحر المتوسط بعد انجاز  خطوط من سكك الحديد التي باتت حلما  مبيناً ان  انجاز الميناء يعد مشروعاً وطنياً وليس مشروعا تقوم به الحكومة .وبين  الحسون :ان ميناء الفاو له عمق كبير لو قورن  بميناء مبارك الكويتي  يقدر بـ1200 كم يمتد من جنوب العراق الى شماله  اي ان ميناء الفاو الكبير يستطيع ربط سوريا والاردن وتركيا تجاريا  في البحر المتوسط لما يمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي مهم من خلال ميناء اللاذقية السوري  مما  يمكنه  من مواكبة العمل التجاري.وأشار الى  ان عدم وضع حجر الأساس لميناء الفاو بعد مرور سنة على فكرة إنشائه يشير الى الضعف السياسي موضحا ان ميناء ام قصر سيتأثر  بميناء مبارك الكويتي لتوقف ميناء البصرة بسبب وجود العوائق التي تسبب عدم مرور السفن .من جانبه  قال الخبير الاقتصادي ماجد صوري  لـ (للمدى ) : إن  تأخير انجاز ميناء الفاو الكبير له تأثير كبير على الاقتصاد العراقي حاليا وفي المستقبل لافتاً الى ان الاصرار على عدم انجازه رغم  التخصيصات والنفقات التحضيرية الخاصة بالدراسات والمقترحات التي قدمت يدل على عدم الجدية في حل المشاكل الاقتصادية للبلد  .وأضاف صوري : ان المشكلة الاساسية في عملية انشاء  ميناء الفاو هي جزء من المشكلة العامة للاقتصاد العراقي وجزء من سوء الادارة للملف الاقتصادي والمالي وهي المشكلة التي يعاني منها البلد .وتابع الصوري : انه ليس فقط ميناء الفاو انما هناك مسائل  كثيرة عالقة اولها  عملية نقل الموارد الاساسية في الموازنة وهو النفط التي لم يتم انجازها بالشكل الكامل رغم التخصيصات الكبيرة لهذه الاموال خصوصا بعد ان  رفع الانتاج المتوقع عام 2015 الى 12 مليون برميل يوميا وهذا  بسبب خلل ادارة الشؤون الاقتصادية في البلد .